بقلم: أنور عصمت السادات
مستقبل السياسات الاجتماعية في مصر ليس له ملامح، ومصر –للأسف- تسير في طريقها نحو نفق مظلم ومشكلات كثيرة تتعلق بالبنية التحتية الاقتصادية، وأسر مصرية كثيرة تصرخ من الدخول المتدنية والأسعار المرتفعة والتكاليف الحياتية المرهقة.
حكومة أجهدت المواطن وأثقلت عليه الأحمال، وجعلت دوره فقط في الحياة مجرد أن يجلب المال لأسرته لتستطيع أن تفي بمتطلبات الحياة؛ فصار كثير من المواطنين يبحثون عن المال بأية وسيلة كانت.
فأصبحنا نشكو الموظف المرتشي، والتاجر الجشع، والبائع الغشاش، والشباب المنحرف الذي سخط على مجتمعه حينما وجد نفسه في الشارع، فاتجه لتحقيق طموحاته بطرق ومستجدات سلبية نعانيها نحن الآن؛ من عنف وجريمة وغيره، أو اتجه للمخدرات لينسى مشكلاته.
صار الكثير من الآباء وكأنهم آلات متحركة، تخرج صباحًا وتعود مساءًا بما رزقت به، وأصبحت فرصة لقاءهم بأبنائهم والجلوس معهم من الأشياء الصعبة للغاية، والتي يلزمها الاجتهاد ليختلسوا من الوقت ساعة يجلسون معًا كأي أب مع أبنائه.
هكذا صار المواطن المصري حائرًا بين ما يمتلكه وما هو مكلف بتدبيره، والمرتب الحكومي لا يكفي للمعيشة أيامًا، والقطاع الخاص وسوق العمل تأثروا بكثرة العرض وقلة الطلب؛ فأصبح المواطن تائهًا، وصار الشباب المقبل على الحياة لا يجد أمامه ليحقق آماله إلا طريق طويل ملئ بالمطبات الصناعية الحكومية، يحبو عليه وقد يظل طيلة حياته ولا يصل.
والآن.. وفي ظل التوقعات المرتقبة بزيادة أسعارالمواد الغذائية والمواد البترولية في بداية شهر يوليو.. هل سوف نشهد تغييرًا وزاريًا ينتهج سياسة أفضل ليغير ما آلت إليه أحوال المواطنين المصريين؟؟ ويعمل على تخفيف معاناتهم؟؟ ويكون واجهة مشرفة؟؟ خاصة ونحن مقبلون على الانتخابات البرلمانية والرئاسية.
مصر تعيش حالة من الحراك السياسي والاجتماعي، وقد انكشف للمصريين جميعًا الكثير من ملفات الفساد، وظهرت كثير من الخفايا التي لم يكن يعرفها معظم الناس، فضلاً عن بعض الملفات الهامة التي ظلت سنوات في الأدراج، والباقي أكثر.
فهل سوف يحمل التغيير الوزاري المنتظر في طياته صورة جديدة لحياة أفضل ينعم بها المصريون؟؟
وإذا كنا بصدد الحديث عن الانتخابات البرلمانية والرئاسية القادمة، فهل من مفأجأة سوف يفعلها الرئيس "مبارك" يعطي بها للمصريين جرعة أمل؟ ويجعلنا نتطلع إلى إنفراجة يتعطش إليها الكثيرون؟؟ مثلما فعل عام 2005م، وقام بتعديل الدستور؟
أعود وأقول: مصردائمًا تذخر بثروات وكنوز ومنح طبيعية لا توجد في أي بلد أخر، لكنها –وللأسف- تفتقد حكومة تسير باستراتيجية واضحة ورجال دولة مخلصين يخافون عليها، ويعملون بإتقان وإخلاص، ويعرفون كيفية إدارة وحسن استغلال هذه الموارد.
فهل سوف تعود مصر وطنًا للرجال الشرفاء؟ أم أن الطرق سوف تبقى ملتوية؟؟ ولن يقوم مسؤوليها بما يتطلبه العقل والمنطق ويشهد عليه الواقع من حتمية إعادة هيكلة المؤسسات والبنية الاقتصادية للأفضل، فلن تستقيم أوضاعنا إلا إذا جلس على كرسي المنصب مَنْ هو أهل له.
فهل التغيير الوزاري القادم يدق ناقوس الأمل؟ أم سوف تسير مصر في طريقها إلى ذلك النفق المظلم؟؟ |