CET 13:52:07 - 30/06/2010

أخبار وتقارير من مراسلينا

كتب: فؤاد إبراهيم
بمناسبة عيد العنصرة المقدس فى 23.5.2010  قام المجمع المقدس برئاسة قداسة البابا الأنبا شنوده الثالث بالإعتراف بدير القديس العظيم الأنبا أنطونيوس فى كريفيلباخ بألمانيا كدير عامر.
ويرجع تاريخ هذا الدير إلى عام 1980 حين أوصى قداسة البابا الأنبا شنوده الثالث، أطال الله حياته، المتنيح القمص صليب سوريال بتأسس دير الأنبا أنطونيوس فى بلدة كريفيلباخ فى وسط غابات جبال تاونوس الواقعة فى شمال فرانكفورت. وقد أختير هذا الموقع بالذات لأن له مزايا متعددة: فهو يتوسط المسافة بين شمال ألمانيا وجنوبها، وقريب من المناطق ذي الكثافة السكانية العالية فى ألمانيا، وكذلك غير بعيد عن مناطق تجمعات الأقباط (فرانكفورت وكولونيا ودوسولدورف وماينز وشتوتجارت). ورغم ذلك فإن منطقة الدير هادئة جدا، تحيط بها غابات شاسعة، تساعد الراهب على الخلوة والتعبد، مثل المجمع المقدس يعترف بدير الأنبا أنطونيوس فى كريفيلباخ بألمانيا كدير عامرصحراء وادى النطرون لو أبدلت اللون الأصفر  بالأخضر.
وأقامت الكنيسة القبطية إحتفالا كبيرا بإفتتاح الدير فى عيد العنصرة الموافق 25 مايو 1980، حضره عمدة المنطقة ومندوبو الكنائس المختلفة ومدير معهد الكنائس الشرقية والمتنيح القمص صليب سوريال والمتنيح القمص يوحنا البراموسي والمتنيح نيافة المطران الأنبا مرقس والأنبا أثناسيوس من فرنسا وأقباط كثيرون من كل أوربا.

والحقيقة أن الدير لم يقم فى فراغ كرازي تام. فقبل إنشائه بعدة سنوات أوفد قداسة البابا الأنبا شنوده الثالث المتنيح القمص صليب سوريال وبعض رهبان دير البراموس للخدمة فى ألمانيا. فأسسوا كنائس جديدة فى فرانكفورت ودوسولدورف وشتوتجارت وبرلين وهامبورج وهانوفر وميونيخ.
وفى البداية أرسل قداسة البابا إلي الدير راهبين ورعين من رهبان دير البراموس المبارك. وكان أحد هذين الراهبين هو الأب القمص ميخائيل البراموسي، الذى عينه قداسة البابا بعد فترة وجيزة ربيتة للدير. وواصل هذا الأب الراهب تأسيس وتكملة بناء الدير طوال  أكثر من ثلاثين عاما إلى اليوم.
ومساحة الدير كبيرة، حوالي ستة أفدنة ونصف. أي أنها تسمح بتوسعات مستقبلية متعددة الأغراض. وكان الدير قد أقيم فى مبانى قديمة سقوفها آيلة للسقوط. ولكن ببركة صلوات قداسة البابا عمل ربيتة الدير بجهاد  وصلاة وصمت وهدوء. وبقوة الله العلى أصبح فى الدير الآن:
 
+ كنيسة كبيرة على  شكل فلك نوح مبطنة من الداخل بالخشب، وبها ما يزيد على مئة أيقونة وصورة حائط مرسومة وصور من موزائيك الزجاج، كلها على الطرازالقبطي القديم. وقد رسم بعضها المتنيح القمص يوساب السرياني. ويوجد بهذه الكنيسة ثلاث مذابح، دشنها قداسة البابا فى عام 1990، المذبح الأوسط على إسم القديس الأنبا أنطونيوس أبو الرهبان، والمذبح البحري على إسم القديس موريس قائد الكتيبة القبطية والمذبح القبلي على إسم القديس مار مرقس الرسول.
+ ويوجد بهذه الكنيسة جواهر من أجساد الشهداء و القديسين، من بينهم القديس مار مرقس الرسول والقديس بطرس الرسول والقديس أثناسيوس الرسولي والقديس موريس والقديس جيريون (قائد  318 جندي من الكتيبة  القبطية) والقديسة مونيكا أم القديس أغسطينوس والقديسان قزمان ودميان والقديس مار جرجس الروماني وشهداء الفيوم وشهداء أخميم.
+ كنيسة أخرى بنفس المساحة بالدور السفلى من الكنيسة، وهي تستخدم أيضا كقاعة للمؤتمرات والمحاضرات وكذلك لفصول التربية الكنسية للأطفال.
 
+ مبنى جديد كبير به جزء مستقل خاص بالرهبان فقط، به كنيسة الملاك ميخائيل التى بها ثلاث مذابح خاصة بالرهبان، ولا ينقصها إلاً أن يتكرم قداسة البابا المعظم ويدشنها. وبهذه الكنيسة حامل أيقونات رسم دير القديسة دميانة، ولها جرس خاص للتسبحة، وميعادها الساعة 4 صباحا. وبهذا المبنى توجد قلالي الرهبان  والإخوة طالبى الرهبنة (عددهم الآن ثمانية). وكل قلاية تتكون من جزئين: محبسة ومكان للقراءة ودورة مياة كاملة، وبه أيضا قلالي معدة لقداسة البابا وللآباء الأساقفة. ويوجد مجمع خاص للرهبان يتكون من مطبخ ومائده خاصة بالآباء الرهبان. وملحق بالمبنى أيضا حديقة للرهبان.
+ الجزء الآخر من المبنى الجديد مستقل و خاص بأساتذة الكلية الاكليريكية.
+ شيّدت ورشة للسباكة واللحام والكهرباء وأشغال النجارة فى مبنى جديد.

+ كذلك تم إصلاح المبانى القديمة وشراء قطعة الأرض الكبيرة (2 فدان)  فى مواجهة الدير  وجعلت خاصة بالزوار ونشاطات الشباب، مما جعل من الدير مزارا هاما يقصده الأقباط بعائلاتهم من كل أوربا لقضاء عدة ايام للخلوة والعبادة فى رحاب القديسين. وهكذا أصبح دير الأنبا انطونيوس بكريفيلباخ لأقباط المهجر الأوربى مثل الأديرة العامرة فى صحراء مصر مزارا مقدسا ينسوا فيه خضم الحياة، ويرجعون منه ممتلئون بالنعمة والروح القدس كذخيرة حية تعزى نفوسهم وتساعدهم على مصارعة العالم من جديد.
+ ومنذ سبعة سنوات، أى فى عام 2002، أسس قداسة البابا كلية البابا شنوده الثالث الإكليريكية بكريفيلباخ، كفرع نابض لمدرسة الإسكندرية اللاهوتية فى أوربا. والدراسة بالكلية أربعة سنوات أي 8 فصول دراسية. وتنظم الدراسة فى نهاية الأسبوع، من يوم الجمعة إلى يوم الأحد. ويدرّس بالكلية  أساتذة من مصر والمانيا وسوسرا وفرنسا وإنجلترا. وفى  خمسة أعوام من 2006 إلى 2010 تخرج منها 16 خريجة و 38 خريجا. وينتظم فى الدراسة الآن 43 طالبة وطالب. وهذا النجاح الباهر هو أكبر دليل على بركة ربنا يسوع المسيح أولا وعلى الإدارة الحكيمة والعمل الدائب ليلا ونهارا لتوفير المناخ المناسب لكل من الأساتذة والطلبة علميا وروحيا وجسديا، وتوفير الكتب الدراسية والمراجع العلمية اللازمة. وجدير بالذكر أن الدارسين يأتون أحيانا الى الكلية بعائلاتهم من بلدان ومدن متفرقة وبعيدة، فتنظم إدارة الدير لهذه العائلات برنامجا روحيا وثقافيا حتى يستفيدوا هم الأخرون من إقامتهم فى هذا الدير العامر.

+ ومن ركائز الكلية الاكليريكية مكتبة الدير التى تأسست عام 1980، وأصبحت الآن مكتبة غنية بها الآلاف من الكتب الدينية والعلمية ومراجع نادرة بلغات مختلفة: القبطية والألمانية والإنجليزية والفرنسية، بالإضافة إلى اللغة العربية.
ويستفيد من هذه الكتب ليس طلبة الكلية والشعب القبطى فقط، ولكن أيضا الباحثون من الألمان الذين يهتمون بالكنيسة  القبطية الأرثوذكسية.
وتعضد الكلية والمكتبة دار النشر (مسجلة تحت رقم 927464 -3)  وقد أنشأت بهدف نشر الكتب الروحية والطقسية والدينية، وقد قام بعض الأقباط بترجمة التراث القبطى، ومنها كتب قداسة البابا خاصة، إلى اللغة الألمانية حتى يستفيد بها ليس الجيل الجديد من الأقباط فقط ولكن الألمان أيضا. ويصدر الدير أيضا مجلة "مار مرقس" كل 6 شهور. جزء باللغة الألمانية وجزء باللغة العربية. وهى مسجلة دوليا تحت رقم  3-927464-4-X.

+ تم شراء مدرسة إبتدائية قريبة من الدير بتاريخ 8 مايو 2008 عبارة عن ثلاث مبانى على مساحة حوالى 6500 متر مربع. وقد تم تحسين المبنى وتأسيسه ليكون خاصا بالكلية الإكليريكية.
والجدير بالذكر أن توسعات الدير تتم وفقا لخريطة متفق عليها مع بلدية المنطقة ومسجلة بها بعد موافقة إدارة حماية الطبيعة، لأن الدير يقع فى منطقة غابات جبلية تشرف عليها هذه الإدارة. والديريعتمد فقط على التبرعات التلقائية، وليس له مشاريع إستثمارية كعقارات أو زراعة أو تربية حيوانات.

 إن أعظم خدمة يقدمها الديرهى الرعاية الروحية للشعب القبطى فى المهجر. فقد أصبح للدير أولاد روحيون لا يحصى عددهم،  يزورونه ويتصلون به تليفونيا ليأخذوا منه بركة أو مشورة صالحة عندما تصادفهم مشكلة فى حياتهم، سواء كانت مشكلة روحية أو عائلية أو دراسية أو صحية أو تربوية أو مشكلة فى العمل أو تصريح الإقامة. وهكذا وصل القديس ألأنبا أنطونيوس إلى أعماق قلوب الشعب القبطي فى غربة المهجر ، وصارت بركته المعزية بلسما لنفوسهم، رغم كثرة مشاكلهم فى المهجر بعيدا عن كنيستنا الأم والوطن والعائلة والأصدقاء.
 ولكى أوضح للقارئ مقدار قوة إشعاع دير الأنبا انطونيوس بكريفيلباخ لأقباط المهجر الأوربى أذكر أنى قمت بإحصاء عدد المدن التي أتى منها زوار الدير من الأقباط فى يومي أحد متتاليين فى أواسط شهر يونيو 2007. فكانت النتيجة أنهم وفدوا من 53 مدينة ألمانية و 12 مدينة فرنسية و 7 مدن هولندية ومدينة سويدية. هذا بالإضافة إلى المدن التى وفد منها  حوالي 40 زائرا ألمانيا أتوا في هذين اليومين.

ويقدم دير الأنبا انطونيوس بكريفيلباخ خدمات خاصة للجيل الجديد من الأطفال والشباب حتى يظلوا فى حضن الكنيسة القبطية سالمون محصنون ضد تيارات العالم الذي نعيش فيه، ومن هذه الخدمات ما يلى:
* التربية الكنسية للأطفال والشباب التي تتضمن التدريبات الروحية وتعلم العقيدة الأرثوزكسية الأصيلة والألحان القبطية. وقد جنيت كنيستنا فى المهجر من هذه التربية الكنسية جيلآ مفرحا من الخدام الكارزين والشمامسة وطالبي الرهبنة.
* مؤتمرات للشباب وللأسر ببرامج خاصة بهم، وكان مثل مؤتمر الشباب الحادى عشر الذي عقد فى شهر مايو 2007  وحضره أكثر من سبعين من الشباب ومؤتمر الأسر الذي عقد فى شهر يوليو 2007 . والمؤتمر المسكونى للشباب فى اكتوبر 2009 الذى حضره حوالى 150 شخصا ومؤتمر الشباب الذي عقد فى شهر مايو 2010  وحضره حوالى 80 من الشباب.

ورغم أن الدير يقع فى منطقة جبلية مغطاة بالغابات الا أن كثيرا من العائلات القبطية نزحت للسكنى بالقرب من الدير لكيما يتربى أطفالها فى رحاب دير الأنبا أنطونيوس تحت رعاية الكهنة. وقد أصبح دير الأنبا انطونيوس بكريفيلباخ مركز إشعاع قبطى فى ألمانيا، وقد إستطاع الدير إستضافة وعقد مؤتمرات مسكونية علمية ودينية به، وهنا يعقد طلبة اللاهوت الألمان مع أساتذتهم سيمنارات لدراسة الطقس القبطى لعدة أيام، يواظبون فيها على حضور القداسات والتسابيح، لا لدراستها فقط بل للتمتع بروحانيتها أيضا.
 وقد وضعت الهيئات الدينية الألمانية دير الأنبا أنطونيوس بكريفيلباخ على خريطة السياحة الدينية، فحفل الدير بالزائرين الألمان المتدينين، ويقوم الدير بترتيب خدمة خاصة لهؤلاء الزوار، ويجند أبناءه من خريجى الكلية الاكليريكية لكى يعرفوا الزوار بالكنيسة القبطية وتاريخها المجيد ودورها الكبير فى المجامع المسكونية الأولى وتأسيس الرهبنة، منتهزا هذه الفرصة أيضا لكرازتهم بالمسيحية الحقيقية، كما فعل الرهبان الأقباط الذين ذهبوا إلى أيرلندا فى القرون الأولى، ومثلما فعلت الكتيبة الطيبية فى سويسرا والمانيا، تحت قيادة القديس موريس.
وقد إكتسب الدير منذ أول وهلة ثقة الهيئآت الحكومية والكنسية الألمانية. فقد قال عمدة كريفبلباخ فى فيلم بثته القنوات الألمانية وقناة أغابى هذا العام 2007: "إن هذا الدير بركة لكريفبلباخ". وقال المونسونير الدكتور راوخ مدير معهد الكنائس الشرقية بريجنزبورج: "إنه مثلا حيا للرهبنة القبطية العريقة".
وبالطبع فأن إنجازات الدير التي ذكرناها هنا يستحيل أن تكون نتاج عمل فردي بل هى ثمرة جهد شاق يقوم بها فريق كامل من آباء وإخوة وأبناء يعملون سويا فى محبة ووفاق وإنكار للذات، ببركة صلوات قداسة البابا الأنبا شنوده الثالث وبمعونة الله أولا وأخيرا

 لقد كتبنا هذا التقرير بمساعدة زملاء كثيرين لنعرّف الشعب القبطي فى مصر والمهجر بعمل كرازي عظيم يحرص القائمون به على أن يبقوا فى الخفاء.
وإن خير دليل على عدم مبالغتنا فيما كتبناه هو ما ورد فى القصيدة التالية للشاعر الشاب أنطون شنوده مسعد بأمستردام وخريج بالكلية الإكليريكية بدير الأنبا انطونيوس بكريفيلباخ:

عامر يا ديرنا
عامر ياديرنا ودايماً نزوركنيجيلك ونشعل سراجنا بنورك
ميزان القلوب, سيرتك جميلةوبين المداين  فاحت عطورك
***
من كل أوروبا ناس رايحة جاية   في كروفيلباخ جزيرة روحية
عبادة وبساطة ومايدة أغابــــــي أبوّة وأخوّة ومحبـــــة قويــــة
أنبا أنطونيوس حبايبك تريدك     م البعد تشتاق نفوسنا لديرك
وزهد الحياة نعيشه ف رحابك     وبكل اللغات نقول تماجيدك
يا فلك نوح وحواليك طوفانفي وسط المتاعب حضنك أمان
واحة النفس ف لهيب الهموموف ضلام الحياة شعاعك يبان

البابا شنوده عظيم في البابوات       إيمان مارمرقس حفظته بثبــــات
علاّمة في الوعظ وللحق ديدبان         نشرت الكرازة ف الأربع جهات
خدام الكلمة أحفــــاد الشهــيـــــد          قاصدين المعارف وحب المزيد
في ديرنا  منارة علم ولاهـــوت           ومجد إسكندرية عاد من جديد
أقباط م الميلاد وحتى الممـــات          ودعاء كالحمام, حكماء كالحيّات
رواد المجامع, حرّاس الإيمان           سفراء المسيح وسط  الضيقات
***
عامر ياديرنا ودايماً نزورك             نيجيلك ونشعل سراجنا بنورك
ميزان القلوب, سيرتك جميلة                    وبين المداين  فاحت عطورك

اضغط على الصور للتكبير

 قداسة البابا شنوده الثالث فى حفل تدشين الكنيسة الكبرى بدير الأنبا أنطونيوس بكريفيلباخ عام 1990  بعض أحبار الكنيسة الأجلاء فى حفل إفتتاح دير الأنبا أنطونيوس بكريفيلباخ فى عيد العنصرة عام 1980  آباء وطالبو الرهبنة دير الأنبا أنطونيوس بكريفيلباخ يصلون القداس الإلهى بالدير، 2009  نيافة الأنب موسىي يدرس طلبة كلية البابا شنودة الثالث الإكليريكة بدير الأنبا أنطونيوس بكريفيلباخ  طالبات وطلبة الدفعة الأولى بكلية البابا شنودة الثالث الإكليريكية يؤدون الإمتحان عام 2003
 الدكتور رشدى واصف يدرس مادة الطقس الكنسى لطالبات وطلبة كلية البابا شنودة الثالث الإكليريكية بدير الأنبا أنطونيوس بكريفيلباخ فى المبنى الجديد للكلية الذى أفتتح قريبا من الديرعام 2009  طالبات وطلبة كلية البابا شنودة الثالث الإكليريكية يؤدون الإمتحان عام 2010  الإجتماع المسكونى للشباب بدير الأنبا أنطونيوس بكريفيلباخ عام  2009  جلسة فى مؤتمر حقوق الإنسان الذى عقد بدير الأنبا أنطونيوس بكريفيلباخ عام  2005  

 

شارك بآرائك وتعليقاتك ومناقشاتك في جروبنا على الفيس بوك أنقر هنا
أعرف مزيد من الأخبار فور حدوثها واشترك معانا في تويتر أنقر هنا
  قيم الموضوع:          
 

تقييم الموضوع: الأصوات المشاركة فى التقييم: ٢ صوت عدد التعليقات: ١٤ تعليق