بقلم: سحر غريب
إن العلاقة بين الشعب والأمن، باتت كالعلاقة بين الكبريت الذي اقترب من البنزين فأشتعل، واشتعاله سيؤدي حتمًا إلي فوضي هدامة غير خلاقة، ستهد أركان الوطن علي ساكنيه، ولن تخلّف إلا كل دمار ورماد.
نعم، نحن في حاجة إلي أمن قوي، وشرطة قوية يهابها المُذنب، ويحترم قدراتها الضحايا فيلجأون إليها، أو بمعني أصح: عاوزين أمن أسود علي اللئيم الذي ثبت لؤمه، وأبيض علي الحليم. مع اعتبار أن الكل حليم بريء حتي تثبت ادانته.
ولكن ماحدث، اعتبار المواطن المصري مواطن مُذنب حتي يثبت العكس، وهو مايتنافي مع أبسط مباديء الإنسانية.
لقد أصبح أمن مصر هو مُجرد هاتك لكل فكر، أو رأي، مخالف له، غافل عن مُهمته الأساسية في تنفيذ القانون، والإ لما تواجدت في "مصر" قعدات عرب يتم حل القضايا العالقة بين المواطنين من خلالها، دون تدخل من الأمن، كما يضطر بعض المواطنين إلي الإستعانة بالبلطجية للحصول علي حقوقهم المسلوبة، في ظل قانون يُبقي الحال علي ما هو عليه، وعلي المُتضرر اللجوء للقضاء، وما أدراك ما يعنيه اللجوء للقضاء، وطولة بال القضاء، وسعة صدر أيام القضاء، ولياليها الطويلة.
لقد تحولت حكومة "مصر"- أم الدنيا- كالسيدة التي لجأت إلي حيوان أليف مُستأنس لكي تتحامي به من غدر الدخلاء، ومؤرقي السلام؛ فقامت السيدة بالإسراف في اطعامه، وتدليله، واعطائه كافة الحقوق والسُلطات للسيطرة علي من يخالفها من أبناء بطنها؛ فتحول الحيوان الأليف من حيوان مُسالم إلي حيوان مُتوحش، مُتوعدًا الجميع بالويل والثبور وعظائم الأمور. وفي نفس الوقت غفل حيوانها اللئيم عن حماية الديار، وحماية أبناء الوطن، فقد أصبح يتحرك بناءًا علي غرائزه واحتياجاته الشخصية، تركت الحكومة لأمنها الشرس جميع مقاليد الأمور ليتحكم فيها كيفما يريد، وكيفما دعته حاجته؛ فأصبح الأمن يتحرش بالمواطنين لا يحميهم.
علي الحكومة أن تستمع إلي مواطنيها، وألا تكتم أصوات شكواهم بحجة الخوف من التدخل الأجنبي في شئون "مصر"، فشعب "مصر" ليس رهينة أسيرة لدي الحكومة لتفعل به ما شاءت، ويفعل فيه أمنها ما يريد، وعليها أن تحترم آدميته؛ حتي لا تدع الفرصة للقوى الخارجية لكي تتدخل في شئون الوطن. |
|
شارك بآرائك وتعليقاتك ومناقشاتك في جروبنا على الفيس بوك
أنقر هنا
|
أعرف مزيد من الأخبار فور حدوثها واشترك معانا في تويتر
أنقر هنا
|