الكنيسة لاتدق طبول الحرب بل اجراس السلام -2

بقلم: حليم اسكندر
سادساً: ثم انتقل للحديث عن ردود فعل الاقباط حول ما اثير من لغط حول عزل قداسة البابا او اوحبسة في حال عدم تنفيذه للقانون فقال " " وكان أن استجاب الشارع القبطي لهذا التصعيد، خاصة مع بعض التحليلات التي نشرت عبر المواقع الإلكترونية وأذيعت عبر الفضائيات، من أن البابا شنودة سيتعرض للعزل من منصبه أو حبسه إن لم يلتزم بتنفيذ القانون. التحليلات والتوقعات تحولت إلي ما يشبه الحقائق، وتعامل الأقباط مع الأمر وكأن البابا شنودة علي وشك العزل أو الدخول إلي السجن، وهنا كان لابد من اللجوء إلي عدد من آليات المقاومة لما يراد بالبابا شنودة."
1- تكلم عن جروب انشئ علي الفيس بوك بهدف مساندة قداسة البابا وتكلم عن تزايد عدد المنضمين اليه باستمرار وبمعدل سريع واعلن اعضاء الجروب عن استعدادهم لفداء قداسة البابا بارواحهم حال تعرضه لمكروه .

† ما العيب في ذلك ياباز ؟ شباب يشعرون بهجمه شرسه توجه ضد ابيهم الروحي فأعلنوا حبهم ومساندتهم له ، هذا امر طبيعي ، الم يعلن الجميع مساندتهم لاسرة شهيدة الحجاب مروة الشربيني ضد القاتل الالماني؟ وعلي الفيس بوك ايضاً؟
2-وصلت تأكيدات للبابا شنودة أن أقباط المهجر يؤيدونه في موقفه من النظام المصري، وأنهم سيقدمون الدعم المناسب حتي يحقق البابا ما يريده، وجاءت زيارة مايكل منير رئيس منظمة أقباط الولايات المتحدة إلي الكاتدرائية قبل أربع وعشرين ساعة فقط من اجتماع المجمع المقدس، لتأكيد أن أقباط المهجر دخلوا كادر الأزمة بقوة. موقف أقباط المهجر لخصه بيان اتحاد المنظمات القبطية الأوروبية، وهو موقف تصعيدي حيث استنكروا الحكم وطالبوا الرئيس مبارك باستخدام صلاحياته الدستورية- الأمر إلي هذا الحد يهون- لكن الاتحاد عمد إلي ما يمكن اعتباره تحريضا مباشرا، فقد دعا الأقباط إلي الخروج بمسيرات ووقفات احتجاجية أمام مجلس الدولة للتنديد بالحكم."
† يا سيد باز "اقباط المهجر" جزء اصيل من مصر والكنيسة القبطية ومن واجبهم ان يعلنوا تأييدهم لكنيستهم ، " واستخدامك لتعبير ( حتي يحقق البابا مايريده ) تلميح مرفوض ، فالبابا لا يريد سوي ان يطبق حكم الانجيل فحسب ، يريد ان تكون طاعة الله سابقه علي طاعة المخلوق ، فلاداعي لاسلوب اللف والدوران والاثارة والتحريض !!

† دعوة اقباط المهجر لاقباط مصر للخروج بمسيرات ووقفات احتجاجية امام مجلس الدولة ليس جريمه ، والا ماذا نقول عن وقفات واحتجاجات المحامين في الازمة الاخيره؟ ماذا نقول عن وقفات عمال الشركات التي تم بيعها؟ ماذا نقول عن موظفي الضرائب العقاريه؟ ماذا نقول عن عمال شركة امونيستو؟ وغيرها ؟ فالحق في الاحتجاج والمسيرات السلمية كفلة الدستور والقانون ، طالما لم ينتج عنه اعمال تخريبيه .
3- تردد أن هناك تجمعات قبطية تقوم بتجميع توقيعات من الأقباط لمساندة البابا في موقفه، علي أن ترسل هذه التوقيعات إلي رئاسة الجمهورية لتأكيد أن البابا ليس وحده، لكن الأقباط جميعا يساندونه. لكن ما حدث فعلا أن حركة جمع التوقيعات لم تخرج من مجموعات قبطية شعبية، بل قادتها الكنائس، وأكد عدد من الشباب القبطي أن كنائسهم اتصلت بهم، وطلبت منهم أن يوقعوا علي بيانات تأييد للبابا، وكان التوقيع يتم بالاسم كاملا وأمامه الرقم القومي، حتي لا يتهم أحد الكنيسة بأنها وضعت الأسماء من عندها، وقد شهدت الكنائس خلال الأسبوع الماضي حركة متصاعدة في تجميع التوقيعات، دون تحديد كيفية التصرف فيها بعد ذلك، فهل تستخدمها الكنيسة للضغط علي النظام فقط، وتلوح بها كورقة ضغط، أم يتم تقديمها بشكل فعلي، وهو ما سيسبب حرجا بالغا للنظام.

† يا سيد باز الحكم الاخير صدر مخالفاً لتعاليم الانجيل وليس ضد تعاليم البابا ومن ثم فان موقف المسيحيين جميعاً ( الا نفرقليل ) لمصالح شخصيه !! كان هو نفس موقف قداسة البابا ومن ثم فقد اقدم الجميع علي تأييدة ومساندته لان هذا شأننا جميع وليس شأن قداسة البابا فحسب ، وقيام الكنائس بذك ليس جرماً او ضد القانون فالكنيسة هي المكان الذي يجمع ويضم الجميع.
†  لا تقلق بشأن احراج النظام فالنظام متمثلاً في سيادة الرئيس مبارك يتمتع بالحكمة والخبرة والحنكة الساسية ورجاحة العقل ومن ثم كانت توجيهاتة للسيد وزير العدل بسرعة اقرار قانون الاحوال الشخصية لغير المسلمين وبذلك حل الاشكالية دون ان يتدخل في احكام القضاء ودون ان يترك اولاده المسيحيين عرضة لتنفيذ حكم يخالف شريعتهم !

4- انتقد موقف القمص متياس نصر منقريوس كاهن كنيسة عزبة النخل، الذي دعا إلي مسيرات ومظاهرات سلمية لتأييد البابا، ولم يكن هذا غريبا من متياس الذي اعتاد علي تنظيم احتفاليات كبري، ووقفات احتجاجية أثناء الأزمات التي يمر بها الأقباط، ولأن الموقف الآن يقوده البابا، فقد دعا متياس الأقباط جميعا، وليس شعب كنيسته فقط إلي الوقفات الاحتجاجية والمظاهرات.متياس نصر لم يكن وحده، فقد انضم إليه هاني الجزيري مؤسس ومنسق جبهة المليون وشباب حركة "أقباط من أجل مصر"، وهي الحركة التي دعت الأقباط للاعتصام أكثر من مرة احتجاجا علي ما يرونه اضطهادا، وهؤلاء جميعا قرروا أن ينظموا وقفة احتجاجية حاشدة في كاتدرائية العباسية يوم الأربعاء 9 يونيه قبل أن يبدأ البابا في إلقاء عظته الأسبوعية، وهي العظة التي تبدأ في الغالب في الساعة السادسة مساء، وقد نبه البابا علي من سيحضرون إلي العظة ألا يهتفوا ضد أحد، لكنه لم يمانع أن تعلق اللافتات المنددة بالحكم.
†.ليس هناك في موقف القمص متياس مايدعو للانتقاد فهو كأي مسيحي يرفض حكماً يخالف شريعته وبالتالي كانت دعوته " لوقفه سلميه واكرر سلميه !!! كما ان منع قداسة البابا لهؤلاء من الهتاف ضد احد يبين مدي حرصة علي الصالح العام لانه بذك يمتص حماس هؤلاء لان الهتافات تقود الي هتافات ومن ثم الحماس فالتصعيد ،لذلك طالبهم بالاكتفاء باعلان رأيهم باللافتات فقط وهذه هي منتهي الحكمة والتعقل .

سابعاً : واصل السيد باز تحريضة ومزاعمه فنراه يقول " كل هذه الحركة التي بدت بين صفوف الأقباط، وفي الكنائس كانت مثل أجراس الخطر التي دقت ولم تتوقف عن الصخب، فقد بدا أن الكنيسة تواجه حربا أو أنها هي التي تسعي إلي حرب، تثبت خلالها أنها موجودة، وأن أحدا لا يمكن أن يجبرها علي شيء، وهو ما جعل الكاتب والمفكر جمال زاخر موسي يقول لي في تعليق موجع ومختصر أن البابا بموقفه يعيد إلي مصر أجواء سبتمبر 1981، وهي الفترة التي واجه فيها البابا شنودة الرئيس السادات، وانتهت بعزل البابا وفرض إقامة جبرية عليه في وادي النطرون."
† يا سيد باز كما ذكرت في بداية ردي علي سيادتكم الكنيسة مكان للعبادة مكان للارتقاء والسمو بالنفس البشريه ، مكان للسلام وليس الحرب!! كما ان الكنيسة موجودة وستظل موجودة لانها تثق في مؤسسها وهو الله تبارك اسمه .
† تستشهد في مقالك لقول ذكره احد "العلمانيين" وهم عدد قليل جداً علي خلاف مع الكنيسة ودائمي الانتقاد لها !! وهذا مسلك غير موضوعي وكان يجب عليك ان تسمع وجهة النظر الاخري حتي تكون محايداً وموضوعياً ًًّ!! واود ان اصحح لك الاسم لانك خلطت مابين شخصين "يجمعهما نفس الدرب" ويبدوا ان هذا هو سبب الخلط !! فسيادتك تقول (جمال زاخر موسي) والصحيح (كمال زاخر موسي) ولكنك خلطت بينه وبين (جمال اسعد عبد الملاك ) !! لذا لزم التنويه .

ثامناً : طرح السيد باز هذا السؤال " حكم الإدارية العليا هل خالف الإنجيل حقا؟ ثم تحدث عن لائحة 1938 وبعدها اضاف مجيبا علي سؤاله  " الأمر يبدو هنا علي حقيقته إذن، فحكم المحكمة الإدارية العليا لا يخالف تعاليم الإنجيل، لكنه يخالف فهم البابا شنودة لهذه التعاليم، بدليل أن هناك بطاركة سبقوه أقروا ما في لائحة 38، وليس معقولا أن كل هؤلاء البطاركة كانوا علي ضلال، أو أنهم كانوا يخالفون تعاليم السيد المسيح والكتاب المقدس."
† يا سيد باز ارجوك ان تفهم لائحة 1938 بها تسعة اسباب للطلاق هذا صحيح ، ولو حكمت المحكمة بالطلاق لكان حكمها صحيحاً ويتطابق مع لائحة 1938 وما كان للكنيسة ان تعترض عليه ! ولكن الاعتراض هنا علي الحكم "  بالزام الكنيسة بالتصريح بالزواج الثاني لمن طلق لغير علة الزنا " وهذا يخالف حكم الانجيل . افهمت؟ ام انك تدعي انك تفهم انجيلنا خيراً منا؟ اذن مرة اخري اعتراض الكنيسة ليس علي الطلاق ولكن علي الزامها بالتصريح بالزواج الثاني للمطلق لغير علة الزنا ( نقول كمان ؟ )
† اخيراً يا سيد باز لماذا لا تبحث عن مواضيع اخري تكتب فيها ؟ مواضيع تكون علي دراية بها وتخصك ، اعتقد انه من الافضل لك خيراً من ان تفقد ما تبقي من مصداقيتك ومصداقية جريدتك ، سامحك الله وانار لك عقلك وبصيرتك حتي تري الحان السلام بدلاً من طبول الحرب.

لينك مقال محمد الباز بجريدة الفجر أنقر هنا

لقراءة الجزء الأول أنقر هنا