بقلم/عزيز الحاج في قارة أميركا اللاتينية يتحول بلد لآخر إلى دولة نظام غوغائي متطرف، تحت إمامة الفنزويلي شافيز، الذي يريد لعب دور الناطق باسم تلك القارة، جاراً معه نيكاراغوا وبوليفيا وبيرو وهندوراس وسائر قوى التطرف في القارة، بعد أن كانت الإمامة لفيدل كاسترو. الكاميرات تسلطت على شافيز وهو يصافح أوباما وكأنه يتفضل عليه، ويطالب باسم القارة برفع ما يوصف بالحصار على كوبا، وما هو بالحصار، بل عقوبات اقتصادية أميركية، في حين أن دولة محاصرة لا تستطيع المتاجرة مع العالم ولا يمكن مسئوليها السفر إلى الخارج. شافيز يتصرف وكأن بوش كان مسئولا عن غوغائيته ودعمه للفارك ولإيران ولقوى التطرف في القارة. روسيا تواصل حشد دباباتها على حدود جورجيا، وتساهم في "إدانة" الصاروخ الكوري الشمالي بزيارة وزيرها لذلك البلد، كما تواصل روسيا والصين دعم كوريا الشمالية وإيران ونظام البشير المطلوب للعدالة الدولية، والذي تستقبله الدول العربية والأفريقية في تحد صارخ لقرار المحكمة الجنائية الدولية فيما يواجه شعب دارفور. طالبان صاروا في موقع المبادر والمهاجم، مهددين بنسف كل منجز أفغاني تم بعد التحرر من نظامهم العدواني الشمولي، وكرازي يتراجع فيتحدث مع إدارة اوباما عن إمكان "الحوار مع معتدلي طالبان"، وأين هؤلاء المعتدلون!!! في باكستان تتدهور الأوضاع نتيجة ضعف النظام وانعطاف فريق من قواه نحو طالبان والقاعدة، فتنازلت الحكومة لشروط طالبان أفغانستان وفرضت حكم الشريعة في مناطق داخل البلاد إضافة إلى منطقة سوات، وأطلقت سراح إمام المسجد الأحمر الإرهابي ليعود واقف يتحدى علنا ويطالب بتطبيق الشريعة في كل باكستان وإلا فالتصدي بالقوة، وقد صارت باكستان المصدر الأول للإرهابيين الإسلاميين، من مومباي وإلى بريطانيا. أما القاعدة، فهي تعود بقوة للميدان في بلدان كثيرة منها العراق واليمن، وتواصل تنفيذ التفجيرات الدموية رغم كل الضربات التي تلقتها. إنها تخطط لعمليات كبيرة جديدة في أوربا وخصوصا في بريطانيا وألمانيا. كوريا الشمالية وإيران تطلقان الصواريخ بعيدة المدى، ولا تنفذان القرارات الدولية وتتحديان الرأي العام الدولي لأنهما لا تجدان أمامهما من يردع ويلجم، فمجلس الأمن منقسم والولايات المتحدة لم تعد تمد غير أغصان الزيتون! إن إيران تلعب في المنطقة كما تشاء، وتخاطب أميركا باستعلاء، ويصرح أحمدي نجاد أن بلاده على استعداد للمساهمة في " إدارة العالم" [بس!!]، ويقدم لأميركا هديته بسجن الصحفية الأميركية من أصل إيراني، (روكسانا صابري) بعد اعتقالها أولا بتهمة شراء خمر، ثم اعتقالها ثانية وإجبارها تحت التعذيب وبوعد إطلاق سراحها، بتجسس موهوم لأميركا بالذات. نظام الملالي يواصل التدخل في العراق ولبنان، وتزج بحزب الله للتخريب في مصر، وحماس تعمل على تخريب أمن الأردن، وتلتقي مع حكومة المتطرفين في إسرائيل على مقاومة الحل السلمي على أساس حل الدولتين، ومواقف حماس مبنية على أمل إفشال كل محاولات المصالحة الفلسطينية – الفلسطينية لأنها لا تريد الاتفاق أولا على البرنامج السياسي المشترك لكونها لا تعترف بالدولة الإسرائيلية. عمليات العنف والمصادمات الدموية تشتعل في مولدافيا بأوروبا، وفي تايلاند، والإسلاميون والماويون في الهند يسعون لتدمير عملية الانتخابات بالإرهاب، وعزت الدوري يطل برأسه مبديا الاستعداد للتعاون مع أميركا فيما "لو أنهت الاحتلال"؟! إن أكثر ما يثير الغضب حقا هو تحول إرهابيي القاعدة وطالبان في غوانتينامو إلى ضحايا ونسيان ضحاياهم وهم بمئات الآلاف. إن منظمات حقوق الإنسان، ذات القيادات اليسارية، واليسار الغربي والحزب الديمقراطي الأميركي،يشاركون من دون اتفاق مسبق مع الإسلاميين وكل أعداء أميركا في التنديد بما يعتبرونه، أي غوانتينامو، "صفحة سوداء"، في تاريخ أميركا، والوصف هو لأوباما على أمل استرضاء الإسلاميين. لقد صار اليوم أسهل من قبل اتهام أميركا بكل الجرائم والآثام، بعد أن جرى تسويد كل صفحات عمل بوش الذي بفضله دحرت القاعدة في الولايات المتحدة، وعاشت أميركا بسلام داخلي ثماني سنوات، مما مكن إجراء الانتخابات بسلام وتولي الإدارة الجديدة في جو طبيعي. إن مئات من عمليات الإرهاب، خصوصا ضد أميركا، داخلها وفي العالم، قد نفذت في عهد كلينتون دون أن تتخذ إدارته أو الكونغرس التدابير اللازمة لمواجهة خطر الإرهاب، حتى جاءت كارثة 11 سبتمبر بأهوالها وضحاياها، وكان من حسن حظ أميركا والعالم أن الرئيس الأميركي في ذلك الوقت كان جورج دبليو بوش، فاتخذ قراراته الحازمة والجريئة والحاسمة، وأنقذ العالم من نظامي طلبان وصدام. إن تسويد السياسات الأميركية السابقة بإلحاح من جانب الإدارة الأميركية الجديدة، وإدانة نشاط أجهزة المخابرات التي كانت فعالة في ضرب الإرهابيين، دفعتا بصحيفة "واشنطن بوست" لنشر مقال صريح مثير موجه لأوباما كان عنوانه" إنها بلادك أيضا أيها الرئيس"! أما صحيفة فيجارو الفرنسية فهي تنصح أوباما بأن يكون حذرا من عواقب هذا النهج. إن الإرهابي الإسلامي المؤدلج لن يتحول لملاك بمجرد الجلوس معه، وإن الأنظمة الشمولية الدموية لن تفسر المجاملات الدبلوماسية والإلحاح على الحوار لحد التوسل إلا بضعف المجتمع الدولي، فتزداد عربدة وانفلاتا، وقدرة على التدمير. لا يعد الإرهاب الإسلامي خطرا داخليا أو إقليميا فحسب، بل قد تحول منذ التسعينات، وحتى قبلها، إلى خطر يتعدى كل الحدود الجغرافية. ففي فرنسا نفذ عملاء إيران في الثمانينات جريمة تفجير مجلة موالية للعراق عهد ذاك، وفي فينا نفذت عناصر من حرس الثورة الإيراني جريمة اغتيال زعيم الحزب الديمقراطي الكردستاني في إيران، عبد الرحمن قاسملو وزملائه. وفي باريس أيضا قامت عناصر الجماعة الإسلامية الجزائرية المسلحة عام 1995 بتفجير محطة القطار الأرضي بباريس، حيث وقع العشرات من الضحايا. أما الولايات المتحدة فقد استهدفها الإرهابيون مرارا كثيرة قبل 11 سبتمبر، ولكن الإدارة الأميركية الديمقراطية عهد ذاك لم تتخذ الإجراءات الحازمة اللازمة لمواجهة موجة الإرهاب. لا داعي لسرد أحداث المئات من جرائم الإرهاب في بالبلدان والقارات المختلفة، ومنها البلدان العربية والإسلامية، فهذا كله معروف، ولكن ما نريد تكراره من جديد أن الإرهاب الإسلامي يشن حربا دولية وأن مواجهة هذه الحرب يجب أن تكون حازمة، مثابرة، ومبرمجة، ويجب أن تكون مواجهة دولية، فهي مسؤولية الجميع. |
المقال الموضوع يعبر فقط عن رأي صاحبه وليس بالضرورة عن رأي أو اتجاه الموقع |
شارك بآرائك وتعليقاتك ومناقشاتك في جروبنا على الفيس بوك أنقر هنا |
أعرف مزيد من الأخبار فور حدوثها واشترك معانا في تويتر أنقر هنا |
تقييم الموضوع: | الأصوات المشاركة فى التقييم: ١ صوت | عدد التعليقات: ٩ تعليق |