بقلم: صفوت سمعان
تمكنت شرطة "الأقصر"، والمباحث الجنائية، وأمن الدولة، من إرجاع طفل صغير عمره لا يتجاوز ثلاث سنوات واسمه "زياد ممدوح عبد المنعم" من المختطِفين بعد أسبوع من اختطافه.
حدثت الواقعة منذ أسبوع فى منطقة "الكرنك"- نجع السبتية- محافظة "الأقصر"، حيث اختفى الطفل "زياد" من أمام منزله، وانهار الأب والأم وأصبحوا فى حيرة شديدة؛ لعدم وجود عداوة مع أية أشخاص، ولكنهم بعد أيام تلقوا اتصالات تليفونية مجهولة المصدر لطلب فدية قدرها (مليون) جنيه.
وعليه، فقد قام الأب بتجميع ما استطاع تجميعه من أهله، وأصدقائه، وجيرانه ما يوازى سبعمائة ألف جنيه، كما تدخل وسيط لمحاولة البحث عن الخاطفين وتسليم المبلغ، وذهب بهم إلى مركز "قفط"، واتصل به الجناة والذين أبلغهم أن كل ما استطاع تجميعه هو سبعمائة ألف جنيه، وإنهم لم يستطيعوا تجميع أكثر من ذلك، الإ أن الجناة رفضوا ذلك المبلغ وطلبوا مبلغ الفدية الأصلى المليون جينة، أو إنهم أحسوا إنهم مراقَبين فماطلوا.
ونتيجة لعدم اتمام تسليم الطفل ، ارتابت المباحث الجنائية فى ذلك الوسيط واستدعته، وحققت معه لساعات طويلة ولم يعترف، وقامت بضربه وتعذيبه ولم يعترف أيضًا، فقامت بإحضار زوجته، وتهديده بالإعتداء عليها أمامه فقام بالإعتراف على الجناة ( طبقا لرواية أهل الطفل المختطف).
هذا وقد تم حصر أسماء الجناة وإمكانهم، ومكان الطفل المُختَطف فى "منشاة العمارى" -نجع دياب- بـ"الأقصر"، فقامت قوات من الشرطة بمحاصرة المكان واقتحامه وضبط الجناة وأخذ الطفل معهم، كما تم عمل عدة أكمنة لضبط باقى الجناة، وتم القبض عليهم، وهم: "عبد الناصر عبد الحميد همام"، وولده "عبد الوهاب عبد الناصر"، و"نبيل عطيتو"، و"محمد مصطفى الجيلانى" الشهير بـ"البرنس".
المثير للسخرية أن كل المتهمين كانوا من جيرانهم، وعلى علاقة زمالة معهم، والمثير للغرابة والطرافة أن واحد منهم أعطى للأب مبلغ خمسين ألف لكى يكمل مبلغ الفدية!!!
وبعد وصول علم لأهل الطفل (وهو يتمتع بالبراءة وبالهدوء) بوجوده بالقسم، توافد مئات على قسم الشرطة، وحضرت عشرات السيارات وهى محملة بالأهالى حاملين جريد النخيل - كأنه مولد- تعمهم الفرحة، فطفلهم كان ضالاً فوجد، وأبدوا شكرهم الكبير لرجال الشرطة على اهتمامهم، ولشيخ الأزهر الدكتور "أحمد الطيب" (وهو من أهل الأقصر)، الذى أوصل الموضوع لكبار المسئولين الأمنيين – وإلى هنا انتهى الموضوع.
ولكن يبقى هناك تساؤلًا: لماذا لم نر هذا الإهتمام الأمنى فى اختفاء الفتيات القصر والتغرير بهم حتى لو هربوا برغبتهم؟ ففتاة البياضية "ماريان جرجس" اتهم أهلها جارهم "إبراهيم حسين رشوان"، ولم يقبضوا عليه. وكذلك فتاة أسنا "كاترين عاطف رمزى"، التى اتهم أهلها بالاسم أشخاص خاطفيها،و....الخ....أى أن الجناة معروفون!!!
والسؤال: لماذا التفريق فى المعاملة بين المواطنين حسب أديانهم، وهروب الجناة بخطف البنات القصر؟ وهى جريمة يعاقب عليه القانون، فيشجعون بذلك على زيادة خطف البنات القاصرات والتغرير بهم، طالما لم يُحاسب أى جانى على فعلته. والأسوأ هو تسهل الإفلات من العقوبات مما يندرج تحت التواطىء، وهو شىء مؤسف ومخز، ولا يصح أن يصدر من هيئة المفترض أن تحقق الأمن، وخصوصًا خطف البنات تحت أي مسمى أو غرض، فهو انتهاك لشرف الأسرة، وتدمير كيانها، وتلطيخ سمعتها، فمن يقل بغير ذلك هل يرضى أن يحدث لابنته مثل ما حدث لهؤلاء للفتيات؟!! |