الشركة القابضة للمياه بسوهاج ترفض تعيين نسبة 5% معاقين

عبد الباسط عبد الرحيم: قانون الـ5% معوقين يتطبق على كل القطاعات الحكومية، والشركات القابضة حتى شركات القطاع الخاص.
أحد المعاقين: رفض تعيين المُعاقين هو إغتيال لآدمية الإنسان الذى كرمه الله

كتب: أبو العز توفيق - خاص الأقباط متحدون
على الرغم من المعاناة البدنية والنفسية التي يعاني منها المعاقون داخل المجتمع؛ الإ إنهم يملكون إرداة كبيرة وقوية من خلال سعيهم إلى عيش حياة أفضل، وبناء أسرة مستقرة، والعمل على تحقيق النجاح في عملهم من خلال الإنخراط في كثير من الوظائف والمهن المختلفة، مؤكدين أن إرادة العمل القوية لديهم تصنع النجاح، وتدفعهم إلى المساهمة في بناء المجتمع وتحقيق التفوق لذاتهم ووطنهم،.الإ أن هناك من يحاول كسر هذه الإرادة، ويرفض تعيينهم فى المسابقات التى تُقام فى شركات الحكومة والقطاع الخاص.

 فهل ليس لهؤلاء المعاقون حق فى هذا المجتمع؟
 ام إنه حُكم عليهم أن يموتوا جوعًا من قلة العمل؟
 أليس القانون رقم (12) لسنة 2003 ينطبق على الكل؟  فلماذا ترفض الشركة القابضة للمياه تعيينهم فيها؟
للإجابة على هذه الأسئلة، توجهنا إلى المعاقين، الذين تقدموا إلى مسابقة شركة المياه، وتم رفض تعيينهم.

كلام المعاقين:
ففى البداية، يقول "وليم جاد" من "سوهاج":إنه متزوج ولديه ثلاثة أطفال، وتقدم إلى مسابقة شركة المياه ضمن نسبة 5% معاقين، وكان لديه أمل فى تعيينه بالشركة، لكنه وجد أن الشركة لا تقبل المعاقين، مع أن القانون يلزمها بعيينهم، وإنه ذهب إلى أحد أصحاب النفوذ وأخبره بذلك، فطلب منه مبلغ (30) ألفًا لكى يشغّله فى شركة المياة، وأنه لا يملك ألفًا واحدة من الثلاثين، وتساءل: هل يموت هو وأطفاله جوعًا فى هذا المجتمع

الجميع يرفض عمل المعاقين:
وقال "أحمد عوض" من "طما": إن ما يحدث لهم فى هذا المجتمع ورفض الشركة تعيينهم بها، هو اغتيال لآدمية الإنسان الذى كرّمه الله، والذى يتفنن المسئولون فى إهدار كرامته بكل الطرق؟ وأضاف أن الكل يرفض عملهم حتى فى الحكومة، وإنه لا يعمل منذ أن تخرج من الدبلوم، وأضاف: من أين آكل لقمة العيش؟ لا أعرف أن أتسول ولا أن أسرق فماذا أفعل؟
وتحدث "أشرف نبيل" من "المراغة"، وشكى حاله قائلًا إنه متزوج ولديه أبناء، ولا يعمل، وإنه كلما يذهب ليعمل في وظيفة يقول له صاحب العمل: إنه عاجز ولن يفيده.
وتساءل "أشرف": من أين أنفق على بيتي وأولادي؟

وعود المسئولين كاذبة وليست سوى مسكنات:
وعن وعود المسئولين قال "أشرف": أحيانًا يخرج لهم أحد المسئولين، ويعدهم بوعود، ويتضح فى النهاية إنها وعود كاذبة، ولا يرون وجهه مرة أخرى، وإنهم لا يأخذون من المسئولين سوى المسكنات، وإنه من حق المعاق أن يحصل على وظيفة تعينه على الدنيا، وتساعده على تحمل تكاليف علاجه المرتفعة.
وأكد "أيمن محمد" من "جرجا" إنه حاول مرارًا أن يحصل على وظيفة، لكنه لم يستطع بسبب مرضه، وتخوف أصحاب المؤسسات والشركات من توظيفه.

البحث عن وظيفة أمل لكل مُعاق:
وقال "أيمن": إن البحث عن وظيفة أصبح حلم لكل معاق،  ومن المفروض ألا يرفض السيد رئيس الشركة القابضة للمياه تعيينهم بالشركة؛ لإنه يوجد قانون يلزمه بذلك.
 وتساءل "أيمن": لماذا يعامل بعض أصحاب الشركات أو المؤسسات الأشخاص من ذوى الإعاقات بهذه الطريقة؟  ويحرمونهم من الحصول على وظائف من خلال التنافس مع الباقين، طالما إنه بإمكانهم العمل، وطالما أن طبيعة إعاقتهم لا تمنعهم من ممارسة أعمالهم فى هذه المؤسسة؟!!!
وأضاف: أليس من حقنا أن نكون أشخاصًا منتجين في المجتمع، مثل من هم سوانا؟

كلام المسئول:
ومن جانبه قال المهندس "عزت الصياد"، رئيس الشركة القابضة للمياه: إن الشركة لا تخضع لقانون تعيين المعوقين؛  لأنها شركة قابضة وليست قطاع عام، وإنهم فى الشركة يعملون على المكسب فقط، وعليه فلابد أن يكون كل من بالشركة أصحاء وليسوا معوقين.

الشركة القابضة للمياه تخضع لنسبة الـ5%:
ومن ناحية أخرى أوضح المهندس "عبد الباسط عبد الرحيم"-  وكيل وزارة القوى العاملة بسوهاج- أن الشركة القابضة للمياه تخضع لنسبة 5% ، وإن قانون (12) لسنة 2003 الذى ينص على تعيين 5% فى الحكومة والشركات والمؤسسات يتطبق على كل القطاعات الحكومية، والشركات القابضة حتى شركات القطاع الخاص.
وختامًا أكد وكيل وزارة القوى العاملة بـ"سوهاج"، إنه سوف يتم حصر جميع العاملين بشركة المياة فور إكتمال هيكلها الوظيفي، وتحديد نسبة العاملين المعوقين بها، وإنه سوف يتم إجبار الشركة القابضة للمياه على إستكمال نسبة الـ5% إن كان عدد العاملين بها منهم أقل من هذه النسبة.