بقلم: د. وجيه رؤوف
دأب الكثيرون فى الفتره الأخيره على محبه سماع وقراءه المقالات التى تروق لمزاجهم وتأتى على أهواءهم , وهناك مقوله مشهوره تقول ( إذا كنت تقرأ فقط مايتوافق مع أفكارك فأنت جاهل ) و الحقيقه كنت أعتقد أن مثقفينا من الأقباط يختلفون عن غيرهم فى العصبيه والتشنج والنعره الكاذبه ,
فمثلا حينما كنت أتابع سابقا إجتماعات وزراء الخارجيه العرب فى جامعه الدول العربيه وفى مؤتمراتهم كانت تخرج نتيجه تلك المؤتمرات بالأتفاق على عدم الإتفاق , ورغم إن تلك المؤتمرات تضم الصفوه من المثقفين إلا أن أغلب تصرفات هؤلاء المسئولين كانت لا تعدوا على تصرفات مراهقه منها إلى تصرفات مسئوله ناضجه ,
وقد كنت أحسب أن تلك التصرفات تحسب على الأخوه العرب عموما لثقافاتهم المختلفه والتى تنتمى إلى عصبيات قبليه وكنت اعتقد وهذه كانت صوره خاطئه أن تصرفات الأقباط المثقفين من الممكن أن تكون مختلفه عن ذلك وأن حواراتهم ستكون مثلا يحتذى به فى لباقه الحديث وأدب الحوار ,
ولكن وللأسف افاجا على المواقع القبطيه بالكثير الذى يحطم تلك القاعده من أساسها فلقد اصبحت بعض المواقع القبطيه مرتعا لبعض المعلقين اللذين يتناولو بعض الكتاب بالقذف والتجريح والتشكيك فى وطنيتهم ويعتقدو هم بذلك أنهم مثقفين ناضجين ولايدروا أنهم بتلك التصرفات يقدموا مثالا واضحا على المراهقه الفكريه وعدم النضج , وللأسف فقد فوجئت بتلك المواقع تفرد لهؤلاء المعلقين مجالا موسعا لكى يقذفو كتاب تلك المواقع بكل ماهو مشين ,
وطبعا لاتدرى تلك المواقع التى تسمح بتلك التصرفات التى تأتى من بعض المعلقين أنها تعطى صوره غير جيده عن أدب الحوار خصوصا حينما تسمح للمعلقين بالقذف فى حق كتابها بداعى وبدون داعى وأيضا سوف يؤدى ذلك بعض الكتاب إلى هجره تلك المواقع وخصوصا أن معظم الكتاب يكتبون مجانا ولافائده لهم من الكتابه لموقع بعينه ,
أما إذا كانت تلك المواقع تريد ذلك بغرض تبنى الكتاب الأقباط لوجهه نظرها فقط فهذا لن يحدث إطلاقا فأفكارنا نحن أحرار بها وسوف نكتب مانحب ومانعتقد به ولن ندلس لأحد ولن نكتب لأجل أحد , نحن أحرار فى أفكارنا ولن يجرنا كائن من كان لتبنى أفكاره وهذا هو الفرق بين الكاتب المحترم وبين الهواه مدفوعى الأجر ,
هذه هى الجزئيه الأولى التى بدأت بها لأدخل إلى الجزئيه الأهم وليهاجمنى من يريد فأنا لا التفت للصغائر وضعافى النفوس ,
ولتركذوا معى بعمق فيما سيأتى :
حينما يكون بعض الكتاب الليبراليين أمثال الأستاذ إبراهيم عيسى والأستاذ نبيل شرف الدين والأستاذ خالد منتصر قد جاهدوا طوال حياتهم فى الدفاع عن حقوق الأقباط وإذا كنتم نسيتم فلترجعو إلى مقالاتهم جميعا فقد جاهد هؤلاء كثيرا فى مجال الأعلام والكتابه لأجل إقرار الدوله المدنيه وقد عانوا جميعهم لمناصرتهم حقوق الأقباط ولقد تكبدوا الكثير والكثير فى الدفاع عن قضايانا وشهدائنا ,
وهنا نقطه كبيره ومن أول السطر ,
هؤلاء هم الأخوه الشرفاء المناضلين من أجل حقوقنا فإذا جاءت قضيه عابره مثل قضيه الزوجه الثانيه التى تبناها بعض المحامين والهيئه العليا للقضاء الإدارى ,
فإذا أفترضنا ان هؤلاء الكتاب سوف يرون القضيه من وجهه نظرنا فهنا نحن مخطئون تماما لأننا بهذا نكون قد كلفناهم فوق وسعهم ,
فكيف لشخص مؤمن بعدم حرمانيه الزواج باربعه أن يستحرم على أخوه القبطى بزوجه ثانيه !!
هذا منتهى الظلم بالنسبه له
هو يرى أن فى هذا ظلم لأخيه المسيحى
هو يرى فى حرمان المسيحى من الزواج الثانى ظلم !!
إذا هو ينطلق فى حكمه فى تلك القضيه من أرضيه حقوقيه دنيويه وليست من أرضيه دينيه مسيحيه ,
وذلك ببساطه لأنه لايؤمن بتلك الديانه وهو يطرح وجهه نظر مدنيه وليست دينيه ,
وهنا نقطه تانيه
ركزوا معايا ,
مانقدرش نخلى واحد فيهم علمانى يفكر بفكر واحد من رجال اللاهوت ,
يبقى حتى وإن كان رأيهم لا يتفق مع رأى كنيستنا كان يجب علينا أن نظهر لهم الجانب الدينى ومشتقاته وأن نوضح لهم أن هناك زواج كنسى وهناك زواج مدنى وأن الزواج الكنسى يؤمن بشريعه الزوجه الواحده وأما الزواج المدنى فيسمح أيضا بتعدد الزوجات ,
ولكن للأسف خرج المعلقين لينصبو المشانق وجاءت محاكم التفتيش وتابعيها لتقرر سقوط هؤلاء من مملكه الرحمه لتضمهم إلى سفاحى الأرض ,
ماذا سيستفيد الأقباط حينما يخسوا كتابا شرفاء لطالما وقفوا إلى جانبنا ولطالما ساندونا ؟؟!!,
إن مواقف مثل هذه لن تسرب الحزن فقط إلى نشطاء الأقباط بل ستسرب اليأس إلى إخوتنا الكتاب الليبراليين المسلمين اللذين لطالموا وقفو بجانب قضايانا وتحملو فى هذا الكثير والكثير ,
ولذلك وحتى لوكان جانبهم الصواب فى حكمهم فكان لابد أن نلتمس لهم العذر ,
وكيف نقول عن أنفسنا أننا أبناء المحبه وأبناء السماحه والغفران ومواقعنا وتعليقاتنا كلها سباب وشتائم !!!
أعتقد لابد أن نقف مع أنفسنا قليلا ونحلل الأمور ولا نتسرع وأن نحكم تعليقاتنا حتى لا تصبح مواقعنا مستقبلا مثلها مثل الصحافه الصفراء والتى تجذب الناس من خلال المهاترات والفضائح والقذف والسب العلنى ,
ومن هنا وأتكلم عن نفسى فقط ولست ممثلا لأى أحد فأنا أتكلم كمواطن قبطى يعتز بهذا الوطن ويعتز بالقيم الساميه أتوجه بالإعتذار إلى كل من الأستاذ إبراهيم عيسى والأستاذ نبيل شرف الدين والأستاذ خالد منتصر عن أى قذف أو شتيمه أو كلمه سخريه صدرت إلى أى منهما وأطلب من سماحتهما أن لايلتفتوا إلى تلك المهاترات وأن يمضوا قدما مع إخوتهم الأقباط لإقرار الحقوق العامه والخاصه ,
ملحوظه جاهز ومستعد لأى هجوم ولن أرد على آيه مهاترات وشكرا لوقتكم الثمين ,
ودمتم جميعا لمصر ,
أستودعكم ألله .
لينك المقال على مدونتى |