بقلم: أنور عصمت السادات وأبدًا ما كانت مصر بهذه الصورة، وليست هذه طباع المصريين لنجد كل يوم مشكلة من نوع جديد، وأصبح الأمر معتادًا، والكثير نأى بنفسه وتعود ألا يهتم بغيره، ولا بما يحدث، وأن يركز في نفسه وأسرته وبيته، فإن كانوا بخير.. فالمجتمع بخير، ولا شأن له بمَنْ حوله. والبعض فضّل ألا يلتفت.. فكفاه ما عنده من مشكلات، ورأى أن أمر مصر لكبارها لا لمواطنيها، ونجحت الحكومة في أن تجعل لقمة العيش هي الشاغل الوحيد للمواطن؛ لينشغل الجميع في البحث عنها ولا يكون له أي دخل بما يحدث، من منطلق المنطق الحكومي الذي يرى أن: "المواطن إذا ارتاح فكر.. وإذا فكر نظر لما حوله.. وإذا نظر لما حوله تطرق.. وإذا تطرق بحث.. وإن بحث وجد.. وإن وجد تحدث.. وإن تحدث أغضب الكبار.. فالأفضل أن يظل منشغلاً". ولست أبدًا أوجه اللوم لمَنْ أصبح يفكر في أمره وحده، بل التمس له قدرًا من العذر، فالظروف الاجتماعية المحيطة هي عامل أساسي لما هو فيه، ولكني أريد أن نقف ونسأل انفسنا بصدق: "ماذا يحدث فى مصر؟؟" نعيش هذه الأيام أزمة ما بين جناحي العدالة المصرية التي لا تستقيم إلا بهما.. "المحامون والقضاة"، اعتداءات وضرب وخروج عن وقار قاعة المحكمة، واتهامات متبادلة، وصورة جديدة ما كنا نتمنى أن نرى مثلها فى مصر. الكنيسة المصرية وتصريح المحكمة الإدارية بالزواج الثاني، ورفض الأقباط وتمسكهم بموقفهم، وما زال الجدل مستمرًا بين الكنيسة والقضاء ولم يتم حسم الموضوع إلى الآن. متغيرات سياسية وثقافية واجتماعية وفكرية، وحالة من انعدام الثقة والتضارب والتشكيك والتخوين، لمجرد الاختلاف في وجهات النظر، وأصبح الظن السيئ هو اللون السائد على الخريطة المصرية بأنحائها المختلفة. فبالأمس نسمع عن جمعية وطنية للتغيير يلتف الناس حولها، وبعد ساعات خلافات وانشقاقات وأزمات، وما بين يوم وليلة تنقلب الأوضاع 180 درجة، والمعنى في بطن الشاعر، الكل يتهم الكل، والكل يشكك في نوايا الكل، بالنهار مؤيد وبالليل معارض, اليوم معهم وغدًا عليهم, اليوم يتهمهم وغدًا يدافع عنهم, والتفسير محير وكأنها ألغاز. شاب يشنق نفسه فوق كوبرى قصر النيل، وأخر يقتل أخيه من أجل جنيهات، وعنف وتحرش وجريمة بلا مبرر، وأزمة أخلاق وسلوكيات أصبحت مسيطرة على مجتمعنا في كل مكان. المجتمع يتفكك، والعلاقات الاجتماعية في طريقها إلى الإنهيار، "ماذا يحدث؟" أعتقد أن الظروف الاقتصادية ليست وحدها هي الدافع، ولكن الأمر له جوانب عديدة خفية أكبر من ذلك، وكأننا بحاجة إلى مجلس إدارة لجمهورية مصر العربية، يجتمع ويقوم بتحليل الوضع ويعطينا النتائج، أو إلى صندوق مصري نجمع فيه البقايا التي ما زلنا نتملكها من العادات والتقاليد الجميلة والسجايا العظيمة التي تربينا عليها، واستلهمناها من عقائدنا ثم نغلقه بأقفال متينة حتى لا تهرب منا, أعتقد أن الأمر يحتاج إلى وقفة ونظرة سريعة لنرى: "ماذا يحدث فى مصر؟" |
شارك بآرائك وتعليقاتك ومناقشاتك في جروبنا على الفيس بوك أنقر هنا |
أعرف مزيد من الأخبار فور حدوثها واشترك معانا في تويتر أنقر هنا |
تقييم الموضوع: | الأصوات المشاركة فى التقييم: ٥ صوت | عدد التعليقات: ٥ تعليق |