بقلم: عادل عطية
ينتهي الزواج مع بداية اختيار شريك الحياة بعيداً عن الله ، وقريباً جداً من الغش ، والكذب ، والخداع .
المأساة .. أن الزواج الذي دنسته الإرادة البشرية الخاطئة ، يترك أحد الطرفين ضحية للطرف الآخر ، فتبدو ارادة الطلاق كمن يضغط على زر الكهرباء ؛ ليطفيء النور فيعم الظلام .. وفي عتمته ، يصبح نداء الطلاق أكثر الحاحاً .. فهل نستجيب له بامتنان ، ونقول : آمين ؟!..
لنتذكر أنه في البدء لم يكن هناك طلاق ..
حتى عندما اغوت حواء زوجها ، وطرد بسببها من جنة عدن ، لم يفكر في أن يطلقها ؛ لأن الطلاق هنا كان يعني توقف الحياة البشرية !..
وحتى حالات الطلاق التي مورست في القديم عن قساوة قلب ، كانت بدعة رديئة ولا تمثل إرادة الله .
ان الطلاق المفتوح على مصراعيه ، كدعوة شيطانية ..
لا يمكن أن يكون الطاقة المثلى للهروب ، بل سيكون كالطريق الرحب المؤدي إلى الهلاك .. من أهم ضحاياه : أطفال الشوارع !..
ثم من ادرانا أن الذي فشل في الزواج الأول لن يكون فاشلاً في الزواج الثاني ؟!..
ومع ذلك فهناك نماذج بشرية ، انتصرت على كل اغراءات الطلاق وحتميته ..
فمن منا لا يعرف سيرة أم عبد السيد .. أم الغلابة ..
وكيف كان زوجها قاسياً ..
وزانياً ..
وكيف كانت تحبه ..
وتصلي بحرارة من أجله ..
سنوات طوال ..
حتى ربحته زوجاً ..
وربحته للمسيح ؟!..
ومن منا لا يعرف برنامج الخدمة العالمي : " نحو زواج واسرة أفضل " ..
الذي أسسته سيدة امريكية مع زوجها ..
زوجها الذي كان استاذاً في الزنى ..
لكنها كانت ترفض الطلاق ..
وتقول : لن اسمح للشيطان أن يأخذ زوجي مني !
وقد نجحت ! ..
،...،...،...
قد يكون الطلاق الرحب دعوة ملحة ..
لكن الإيمان والمحبة والتسامح ، هي الرد الامثل على المطالبين بحريته !
|