الأسد المرقسي

بقلم: د. عاطف نوار
رأيناه  شامخا و سمعناه زائرا مُعلنا أنه "ينبغي أن يطاع الله أكثر من الناس" (اع 5 : 29) .. مُقدما لنا إنجيل معاش .. مُعلما إيانا التنفيذ العملى لكتاب السيد المسيح المقدس القائل  "ولا تخافوا من الذين يقتلون الجسد ولكن النفس لا يقدرون أن يقتلوها ، بل خافوا بالحري من الذي يقدر أن يهلك النفس والجسد كليهما في جهنم" (مت 10 : 28) ..

قداسة البابا شنودة الثالث رجل المواقف الروحية الشجاعة الذى سلك كما أوصى الكتاب المقدس" كونوا رجالا " (1 كو 16 : 13 ) .. هو يعلم تماما عاقبة عدم تنفيذ حكم محكمة و هو الحبس .. و لكنه لم يخف و لم يعبأ بل وقف متحديا متشبها باثاناسيوس الذى قال " و انا ضد العالم " و من قبله رائد الجرأة فى الكتاب المقدس و أعظم مواليد النساء الذى علا زئيره فى وجه هيرودس الملك " لا يحل لك "( مت 14 : 4 ) ..

لقد تخطى القضاء المصرى حدوده فى التعامل مع الكنيسة ظانا أنه قادر على  تغيير أوامر الكتاب المقدس بقوة سيادة القانون .. لقد نسى هذا القاضى أن هذه الكنيسة هى كنيسة الرب يسوع المسيح القائل " وأنا أقول لك أيضا : أنت بطرس ، وعلى هذه الصخرة أبني كنيستي ، وأبواب الجحيم لن تقوى عليها" (مت 16 : 18)... لقد نسى القاضى تاريخ بلاده القبطى .. نسى أن الملوك  و الرؤساء الذين تحدوا كنيسة المسيح و خدامه كان مصيرهم الفناء.. نسى فرعون مصر عندما تحدى الله و شعبه و خادمه موسى  فكان  قاع البحر الأحمر مثواه الأخير مع  جنود جيشه و مركباته فتحول الموكب العسكرى المهيب إلى  مأتم  و مقبرة تحت تيارات المياه  العاتية .. نسى أن ما حدث لفرعون حدث لمن بعده من الولاة و الحكام الذين ظنوا أنفسهم شيئا و تحدوا إرادة الله فى كنيسته و بطريركها .. إن كنت نسيت أيها القاضى فعليك بالتاريخ .. اسأله و هو يجيب ...

إن هذا الموقف البابوى أضاف للثقل القبطى مئة ضعف أمام من يظن أن قبط مصر فريسة شهية لكل من هب و دب .. إنى أرى أن هذا الحكم هوتأكيد  لموقف القضاء المعادى للأقباط و إعلانا لإتجاه القضاء فى الحكم  فى جريمة نجع حمادى كما حكم فى الكشح و ديروط و غيرها  .. إن موقف القضاء من الأقباط فى مصر هو إمتداد لموقف مجلس شعبه الموقر الذى قُضى بالإفراج عن مرتكب الجريمة المسلم الذي ارتكب الزنا؛ لكونه قد ارتكب الزنا في بيت مسيحي وليس بييت مسلم ( الأقباط متحدون 6 يونيو 2010 )  .. أدعو الجميع للوقوف بقوة إلهنا فى وجه من يبغى أن ينال من الكنيسة..  علينا أن  نكون رجالا .

bolapavly@yahoo.com