كتب – نعيم يوسف
قال البابا تواضروس الثاني، بابا الإسكندرية بطريرك الكرازة المرقسية، إن عملية قتل المصريين في ليبيا "هو عمل بلا شك لايقبله إنسان ولاتقبله الأديان ولايقبله أي شخص أيا ما كان وأنا لا أقصد مجرد الموت ، فهم شهداء للإيمان لأنهم حافظوا على إيمانهم إلى وقتهم الأخير عاشوا فى هذا الإيمان ، ربما ماتعلموش في كليات لاهوت ، وربما غربتهم مكانتش تتيح لهم الانتظام في الكنيسة ، ولكن الله رأى في قلوبهم نقاوة فأعطاهم أن يحصلوا على إكليل الإيمان إكليل الشهادة ، هذه الصورة"، موجها رسالة للإرهابيين بضرورة التوبة.
وأضاف البابا خلال عظته في قداس تأبين الشهداء والصلاة لأجل مصر، أنه "في كنيستنا نرتل واصفين الكنيسة قائلين عنها: أم الشهداء جميلة ، أم الشهداء نبيلة ، فالكنيسة في تاريخها الطويل قدمت، والوطن أيضا مازال يقدم ، ونحن نعلم دائما أن عصور الشهداء هي عصور زاهية وهى عصور مقوية لحياتنا، الوطن يقدم شهداء وشهداء الوطن والدفاع عن الأرض شهادتهم أمام الله غالية، الوطن يقدم في مجالات كثيرة وطبعا على قمة هذه المجالات القوات المسلحة وقوات الشرطة لأنهم الخط الأول في الدفاع عن تراب مصر المقدس".
وأعرب البابا عن خالص تعازيه لأسر الضحايا، مؤكدا أننا "نؤمن أن الصلاة تصنع الكثير فطلبة البار تقتدر كثيرا في فعلها" (يعقوب 5 : 16) ونحن نملك ويملك كل إنسان فينا أن يرفع صلوات حارة ، وكما قلت في البداية أننا في فترة صوم والصوم نقول فيه الصوم والصلاة هما اللذان يخرجان الشياطين بالحقيقة، و الشيطان يعمل من خلال الأشرار".
وأشار البابا إلى أن الحكومة نبهت مرات ومرات أن الموجودين في ليبيا في خطر ومنعت السفر إلى هناك حفاظ على أبنائها وشجعت الموجودين على مغادرتها ، وهذه الأمور مهم أن يستجيب لها الإنسان.
وأضاف: "وإذا تساءلتم لماذا يترك الله الشر؟ .. الله يعطى فرصة للشر لكى ما يتوب، فالله لايقضى على الشرير ولكن يمنحه فرصة العمر يوم واتنين وتلاتة يمكن يتوب يمكن يعود وقصص الانسانية تحكى لنا عن أشرار فى عمق الشر تابوا وصاروا فى عمق البر نسمع ونقرأ ونعرف".
وتابع: "ولذلك نحن نصلى من أجل هؤلاء المعتدين ومن أجل هؤلاء الأشرار فالحياة الإنسانية ستنتهي يوما حياة أى واحد فينا هتنتهى ولكن هذا لا يهم .. الذي يهم مابعد ذلك فالمصير الأبدي هو الأهم فهؤلاء الذين تناسوا أن هناك حياة أبدية وأن هناك إله ديان عادل هو الذي خلق الإنسان وهو الذي سيقف أمامه الإنسان وينال جزاءه عما صنعته يداه ، إننا نصلى من أجل هؤلاء الأشرار الذين صاروا في عمى القلب وتناسوا إنسانيتهم وتناسوا حياتهم وظنوا أن الإنسان سيبقى على الأرض".
وأضاف: "يا أيها الشرير مهما طالت حياتك أنتبه وتوب قبل أن يفوت الأوان، فيا أيها الإنسان الذي تسلك بأي مفاهيم خاطئة انتبه فالشر والعنف والظلم والقهر والإرهاب حتى وإن تخفى تحت رداء الأديان فهو غير مقبول أمام الله ، إنتبه ..!! ، أنتبه لحياتك وأسرع لخلاصك ، إنتبه أيها الإنسان فاعل الشر وفاعل العنف ، أنتبه فالحياة لن تدوم لك أبدا، فربما في المجال الطبي ميكروب أو فيرس صغير يصيب الإنسان يقعده ويمنعه عن الحركة، أنتبه فمهما ظهرت لك قوة ومهما ظهر منك عنف فهذه ليست خصال الإنسان المقبول أمام الله ، مهما ظهرت هذه الأمور فيك فهي لا تزكيك للسماء، أيها الإنسان الذي تفعل الشر انتبه لحياتك ولمستقبلك الأبدي، فعندما تكتمل سنوات عمرك سيوضع جسدك فى التراب ولكنك في يوم الدينونه ستقف أمام الله فماذا ستقول له؟!!".
وأشار البابا إلى أن "هؤلاء الذين صاروا في الشر يصورهم الكتاب المقدس عندما يقفوا أمام الله أنهم ينادون الجبال لكي ما تغطيهم ، يقول للجبال تعالى غطينى..!!.. مش قادر أقف قدام الله ، من الشر من الأفعال الآثمة التي اقترفتها يداه ، ولذلك أنا أوجه هذا النداء لكل من يصنع شر وعنف وظلم وقهر أن ينتبه لنفسه أولا ، فلن يأخذ الإنسان معه إلا العمل الصالح ، ولا يأخذ معه إلا إيمانه الصالح ، ولاياخذ معه إلا المحبة التي صنعها وقدمها".
كان 21 مصريا قد استشهدوا في ليبيا، على أيدي تنظيم الدولة الإسلامية "داعش" والذي أعلن عن ذلك أول أمس الأحد.
|
|
شارك بآرائك وتعليقاتك ومناقشاتك في جروبنا على الفيس بوك
أنقر هنا
|
أعرف مزيد من الأخبار فور حدوثها واشترك معانا في تويتر
أنقر هنا
|