بقلم: د. يحيى الوكيل أتكلم عن الحكم الصادر من المحكمة الادارية العليا بالزواج الثانى للمسيحيين و الذى أعلم أنه يتعارض مع الشريعة المسيحية – بدون الدخول فى تفاصيل لاهوتية لا أملك الخوض فيها. هذا الحكم ببساطة هو تدخل سياسى فى التشريع و هو فى رأيى بنفس درجة الخطورة إن لم يكن أكثر خطرا من تدخل الدين فى السياسة، و القبول به يفتح أبواب الجحيم. تعالوا نتصور أن الحكم نُفذ بنقض أساس من أسس الشريعة المسيحية، ألا يفتح هذا الباب للحكومة لمنع القداس يوم الأحد و جعله بقرار سياسى يوم الجمعة لأنه – مثلا – يوم الإجازة الأسبوعى الرسمى؟ ألا يفتح هذا الباب لما هو أكثر من هذا و لن أطيل فى التخيلات حتى لا أزود الحكومة بأفكار قد نجدها قيد التطبيق. الغريب فى الأمر صدور هذا الحكم فى هذا التوقيت و نحن نتعامل مع أخطر ما مرت به مقدرات مصر ممثلاً فى مشكلة حصة مصر من مياه النيل، فهل تعمدت الحكومة هذه الخطوة لصرف النظر عن تلك المشكلة؟ لا يتصورن أحد أن التدخل فى صلب الشريعية المسيحية مشكلة قبطية، بل هى مشكلة عامة. الحل للمشكلة هو الدولة المدنية، و هو ما نعمل له جميعا. الدولة المدنية تحكمها قوانين يرتضيها مواطنوها و هم جميعا أمام القانون سواسية و لا تتدخل الدولة فى الشرائع الدينية و معتقدات مواطنيها طالما أن تلك الشرائع لا تتعارض مع قوانين البلاد المدنية – أو بمعنى أدق أن القوانين المدنية لا تتعارض مع الشرائع. |
شارك بآرائك وتعليقاتك ومناقشاتك في جروبنا على الفيس بوك أنقر هنا |
أعرف مزيد من الأخبار فور حدوثها واشترك معانا في تويتر أنقر هنا |
تقييم الموضوع: | الأصوات المشاركة فى التقييم: ٢ صوت | عدد التعليقات: ١ تعليق |