كتبت – أماني موسى
قال الأنبا مكاريوس أسقف المنيا: أن ما حدث لأقباط ليبيا الذين ذبحوا على يد تنظيم الدولة الإسلامية "داعش" هو بمثابة وثيقة وصورة حية للاستشهاد.
ووصف الفيديو الذي تم بثه بالأمس بـ الصادم والمرعب، مشددًا بقوله: هم -وبلا مزايدة- شهداء من أجل الإيمان، لأنهم اُختطِفوا ثم قُتلوا فقط لكونهم مسيحيين، ولو كانوا قد خضعوا للضغط والتهديد وأشهروا إسلامهم لما قتلوهم، ومن هنا فإنهم دفعوا حياتهم ثمنًا لإيمانهم، ومن ثَمّ فإنه يليق بنا أن نفتخر بهم ونطوّبهم لأنهم صاروا في عداد الشهداء.
وأضاف الأنبا مكاريوس في بيان رسمي له اليوم الأثنين: ما يؤكد كونهم شهداء أنهم لم يُقتَلوا بمجرد اختطافهم، وإنما كان لدى الذين اختطفوهم متسع من الوقت ليساوموهم على إيمانهم، وبالتالي كانت هناك فرصة سانحة لهؤلاء الشباب للتخلّي عن إيمانهم ومبائهم، مقابل استبقائهم أحياء.
وأستطرد: من المُلفِت ومما يبعث على الفخر والانحناء أمامهم، أن واحدًا منهم لم يجبُن وينكر إيمانه، وذلك أمام أبشع أنواع اللعب بالأعصاب ثم التهديد بالقتل البربري البشع.
وأن الفيديو أظهر كيف كانوا رجالاً متماسكين إلى اللحظة الأخيرة، حيث ارتفعت أصواتهم بالتضرع إلى الله عند الشروع في قتلهم "يا ربي يسوع".
وأضاف: إننا نشرف بهم، وهكذا كان جميع الشهداء في كل واقعة استشهاد، والفرق فقط أنه توافر لنا هذه المرة فيديو يصور استشهادهم.
وبقدر ما كان المشهد مؤلمًا، وبقدر ما أصاب الذين شاهدوه بالصدمة، إلا أنه يُعَد أغلى وثيقة تؤيد بالصوت والصورة استشهادهم وتمسكهم بإيمانهم إلى النفس الأخير، إننا نستقي سير الشهداء من المخطوطات والكتب، وروايات شهود العيان -في الآونة الأخيرة- عن الشهداء، وبعض الصور والأيقونات كنوع من التوثيق، ولكن هذا الفيلم هو توثيق حيّ لشباب احتفظ بإيمانه الغالي حتى آخر لحظة، ومناداتهم يسوع المسيح قبل أن يلفظوا أنفاسهم الأخيرة.
وأختتم موجهًا التعازي لأسر الشهداء، قائلاً: أنهم عما قليل سيدركون أنه مهما علا أولادهم وارتفعوا وكسبوا وتزوجوا وأنجبوا واشتهروا، فإن كل ذلك لا يساوي ما تحقق لهم باستشهادهم، من مجد وخلود وذكرى طيبة وسيرة مشرفة، فهم نموذج نادر في الثبات على الإيمان إلى النفس الأخير.
نعزّي فيهم مصر، وجميع المصريين مسلمين ومسيحيين، وشكرًا للرئيس الإنسان الذي أعلن اليوم الحداد سبعة أيام على شهداء مصر.
وتابع، إن استشهاد هؤلاء سوف يأتي بنفوس كثيرة للمسيح، فإن دماء الشهداء بذار الايمان، وكل شهيد يسقط ينعش الكنيسة، ويقوّي إيمان الباقين ولا سيما الضعفاء، وسيظل مشهد هؤلاء الشهداء مصدر تعزية وتشجيع للجميع.
نصلي من أجل الذين قتلوهم حتى يفتح الله عيونهم، ويقلعوا عن شرورهم، ويضع الرحمة في قلوبهم. ونصلي من أجل ليبيا الشقيقة، ومن أجل إخوتنا المصريين الموجودين حتى يعودوا سالمين. |
|
شارك بآرائك وتعليقاتك ومناقشاتك في جروبنا على الفيس بوك
أنقر هنا
|
أعرف مزيد من الأخبار فور حدوثها واشترك معانا في تويتر
أنقر هنا
|