بقلم: د. فوزي هرمينا
السيد المسيح لم يتكلم أثناء المحاكمات ولا أثناء التعذيب إلا نادراً...!!
كلمات السيد المسيح على الصليب تأخذ كلها عنصر العطاء فقد أعطى:
** فقد أعطى صالبيه المغفرة.
** أعطى للص اليمين الفردوس.
** أعطى السيدة العذراء ابناً روحياً وكذلك اهتمام.
** أعطى يوحنا الحبيب بركة السيدة العذراء في بيته.
** أعطى للبشرية الفداء.
** أعطانا اطمئناناً على الخلاص.
** أعطى الآب السماوي وفاءاً لديوننا.
*** أعطته البشرية خلاً..!!!
+++ السيد المسيح تكلم سبع كلمات على الصليب.
السيد المسيح في هذه الكلمات أثبت لاهوته... ((يا أبتاه))... وأثبت ناسوته... ((يا إلهي))؟، وبذلك أثبت أنه الإله المتجسد.
++ السيد المسيح قال كلماته بترتيب عجيب..
أولاً - طلب المغفرة للناس...
ثانياً - ذكر أعدائه قبل أصدقائه...
الكلمتين الأخيرتين فيهما هتاف النصر والفرح...!!
**نبدأ الآن نتكلم عن كل كلمة من كلماته المقدسة:
((1)) يا أبتاه اغفر لهم لأنهم لا يعلمون ماذا يفعلون... (لو 23 – 34)
السيد المسيح وهو في عمق الآلم كان منشغلاً بغيره أكثر من نفسه..!! أول من فكر في انقاذهم هم صالبيه...!! وأنت أخي الإنسان ماذا تستفيد إن لم تغفر لغيرك...!!!؟؟
فهؤلاء لا يدرون ماذا يفعلون.
* القديس لوجينوس الذي طعن السيد المسيح بالحربة آمن بالمسيح ثم بشّر به في ولاية كبادوكية.
* أريانوس والي أنصنة سفك دم عشرات الآلاف من المسيحيين وقتلهم في وحشية ثم آمن بالمسيح واستشهد في 8 برمهات على يد الإمبراطور دقلديانوس وكتب اسمه في السنكسار..!!
* شاول الطرسوسي آمن بالسيد المسيح وأصبح من أعظم الرسل.
يا أبتاه اغفر لهم: للذين يؤمنون ويتوبون (هكذا أحب الله العالم حتى بذل ابنه الوحيد لكي لا يهلك كل من يؤمن به)
((2)) الحق أقول لك أنك اليوم تكون معي في الفردوس.. (لو23 – 43)
أول إنسان خاطبه السيد المسيح على الصليب هو هذا اللص..!! السيد المسيح لم يرد على كثيرين طول مدة المحاكمة (لم يفتح فاه كشاة تساق إلى الذبح)... اللص اليمين فكر في أبديته واللص الشمال فكر في إنقاذ جسده..!!
لقد كان هذا اللص اليمين عجيباً... لماذا؟؟؟
* اعترف بالسيد المسيح رباً (اذكرني يا رب)، واعترف به ملكاً (متى جئت في ملكوتك)، واعترف به مخلصاً قادر أن ينقله إلى الفردوس (اليوم تكون معي)... ((3)) هوذا ابنك.. هوذا أمك.. (يو27 : 19. 26 )
السيد المسيح في وسط آلامه كان يهتم بالآخرين أكثر من اهتمامه بنفسه... اهتم بصالبيه وإهتم باللص اليمين ثم عهد بأمه البتول القديسة العذراء مريم إلي القديس البتول يوحنا الحبيب...!!!
اهتم الرب يسوع بأمه في ثلاث حالات وهي:
1- الحديث معها..
2- العناية بها ...
3- بمنحها ابناً روحياً يرعاها يوحنا الحبيب..!!
وهذا هو العجب.
((4)) إلهي إلهي لماذا تركتني... (مت : 27 – 46)
بهذة العبارة أثبت السيد المسيح ناسوته وتكلم كإبن إنسان، وهذه العبارة تعني أن الآب قد ترك الابن للعذاب..!! وهذا يعني أن آلام السيد المسيح على الصليب كانت آلاماً حقيقية.
قال السيد المسيح إلهي إلهي لأنه تألم نائباً عن البشرية (وضع نفسه آخذاً صورة عبد وأطاع حتى الموت موت الصليب).
السيد المسيح أناب عن البشرية في:
الصوم.. طاعة الناموس.. تقديم حياة طاهرة مقبولة من الآب (ليس من يعمل صلاح ولا واحد)... الموت والعذاب وفي دفع ثمن الخطية عنّا.
((5)) أنا عطشان..!! (يو : 19 . 28)
من أجل خطايانا جف حلق الرب وذلك لأجل العرق الذي سال كقطرات دم في بستان جثيماني وفي رحلتة الطويلة والمحاكمات والتعذيب.
الرب عطشان من الناحية الجسدية وعطشاناً من الناحية الروحية ليتمم الخلاص للبشرية...!! الرب قال أنا عطشان ليطلب معونة بشرية...!! ولكن هم قدّموا له ((خلاً ممزوجاً بالمرّ)) كنوع من المخدر..!! لتخفيف الآلم عنه ولكنه (لم يرد أن يشرب) (مت : 27).
ولكي تتم النبوات.. وفي عطشي سقوني خلاً.. (مز 69).
وخطايانا كل يوم هي التي تجعل حلقه المقدس يجف كل يوم..!!
((6)) قد أكمل... (يو 19 . 30)
العمل الذي أعطيتني لأعمله قد أكملته.. (يو : 17 . 4)
* السيد المسيح قد أكمل كل بر الناموس (من منكم يبكتني على خطية) (يو : 8 . 46)
* أكمل كل النبوات الخاصة به.
* أكمل عمله الكرازي.
* أكمل آلامه بالجسد وأكمل الغضب الواقع عليه.
قد أكمل... هي هتاف الفرح والإنتصار.
((7)) يا أبتاه في يديك أستودع روحي... (لو 23 .46)
في يدك أنت يا رب أستودعها وليس في يدي غيرك.
رئيس هذا العالم يأتي ليس له في شيء (يو : 14 : 30) لقد اشتاق رئيس هذا العالم ((الشيطان)) أن يحصل علي هذه النفس.. يقول القديس متى الرسول أن السيد المسيح (صرخ بصوت عظيم) (مت : 27 . 50) هذا الصوت دليل على انتصار الرب لأنه بالموت داس الموت...!! وبالنسبة لنا طمأنينة من ناحية خلود الروح أي أنها لا تنتهي بالموت.
في عبارة يا أبتاه أثبت السيد المسيح لاهوته وأنه ابن الله.
والآن نطلب منه مغفرة خطايانا ببركة دمه المسفوك عنا على عود الصليب.
ولإلهنا المجد والقوة إلى الأبد آمين.
وكل عام وأنتم وموقعنا الحبيب هذا وبلدنا مصر وكنيستنا القبطية الأرثوذكسية ومجمعنا المقدس بقيادة بابانا العظيم ذهبي الفم والقلم وأثناسيوس القرن الواحد والعشرون بكل خير وسلام.
المحب
د . فوزي هرمينا ابراهيم |