بقلم: سحر غريب
نعم لم أكن قد وُلدت بعد عندما هُزمنا في سبعة وستين، ولكنني مع ذلك أشعر برائحة الهزيمة تهب على المكان من كل صوب وحدب؛ لتحيله إلى بيئة فاسدة لا تُطاق.
نحن كالعصفور الذي يتعلق بقشة حتي لا يسقط في نهر جاري من الانكسارات، فنحن نحتفل كل عام بانتصارات أكتوبر، وذلك لأن انتصاراتنا محدودة ونادرة، ولكننا لا نقف "دقيقة حداد" واحدة على هزيمة سبعة وستين، فنكساتنا أكثر من الهم على القلب، والهزيمة عرض مُستمر رغم مللنا من العيشة فيها، إلا أننا مُجبرون لا مُخيرون على تقبل أمر الهزيمة الواقع، قد نتمنى من الله أن يأتي العام الجديد ولا نجد فيه يوم خمسة يونيو، لأنه يُذكرنا بالهزيمة الكُبرى وتوابعها، من فقد الثقة في الحاكم، وتصريحاته التي استمرت حتى يومنا هذا.
نعم نحن مازلنا مهزومين، فالهزيمة أمر نفسي بحت مازلنا نشعر به حتى يومنا هذا، نحن نعيش النكسة كل يوم في حياة لا ترحم، وماضٍ ضائع لا يعود، وأمجاد أحلنا عليها التراب، ومستقبل باهت المعالم، وحاضر مؤسف قاسٍ.
الهزيمة موجودة داخلنا، فقد تحولت في غفلة منا إلى جينات ورثنَّاها إلى أبناءنا وأجيالنا القادمة، الهزيمة موجودة داخل عيون كل مواطن لا يشعر في بلده بالأمان، في حين أن الحكومة موجودة، ولكنها في خدمة قهر المواطن لا رعايته وحماية أمنه من غدر الغادرين، فالحكومة تحرص على أن تقصف أقلام مواطنيها، وتضع عقولهم داخل ثلاجة الموتى.
نحن مهزومون باختياراتنا ورضانا بالأمر الواقع والتزوير الواقع، وفسادنا الواقع الذي يُزكِّم الأنوف في بلدنا، والتي أصبح فيها البقاء للأفسد والأظلم، نكتفي فقط لا غير بمعرفة أن الفساد وصل للحلقوم فخنقنا، ومنع عنا التنفس، ولكننا لا نتحرك ساكنين هامدين غافلين بمزاجنا، وبأيدينا لا بأيدي عمرو، نحن مهزومون.
فإلى متى سنتجرع كؤوس الهزيمة صامتين؟
مرت علينا النكسة مرور اللئام.
سابت علامتها وكسة من غير التئام.
نكسة أبائي موصومة ع الجبين.
مازلنا سامعين منها صوت الأنين.
من غير ما أعيشها شايفة توابعها.
الله يكون في عون اللي في يوم شافها.
غُلُبت أرفع في راسي.
وراسي تميل ع الأرض.
دعيت السما تخبطني.
وأنسى التاريخ والعِرض.
|
|
شارك بآرائك وتعليقاتك ومناقشاتك في جروبنا على الفيس بوك
أنقر هنا
|
أعرف مزيد من الأخبار فور حدوثها واشترك معانا في تويتر
أنقر هنا
|