بقلم : عـادل عطيـة
بعد أكثرمن ألفي عام من عمر المسيحية ، لا تزال أصوات ناموسية من الماضي البعيد ، مصرّة على تهويد الخليقة الجديدة التي في المسيح !..
من هذه التهويدات ، نجاسة الانثى في فترة طمثها ، أو بعد الولادة !..
مع أن السوائل التي يفرزها جسدها ، تدل على كمال نموها ، وإستعدادها لحياة الإنجاب ، وهي لا إرادية ، بينما المسيحية تصف فعل النجاسة بانه يتم بصورة إرادية في إتيان الشر :
كنظرة الرجل إلى المرأة ؛ ليشتهيها .
والذي يطلق أمرأته لغير علة الزني ؛ فيجعلها تزني .
لذلك فان السيد المسيح لم يصف كائن بأنه نجس إلا الارواح الشريرة ، ومن يسير في ركابها .
أليس من الكبرياء أن ندّعي لأنفسنا قداسة على حساب تنجيس الآخرين ؟!..
وأليس من التجديف أن نعطي للكنيسة ـ كمبنى ـ ، قداسة أكثر من القداسة التي للسيد المسيح ؛ فنمنع المرأة الحائض عن دخول الكنيسة ، ومطالعة الانجيل ؟!..
فالسيد المسيح كلي القداسة ، تحدث مع المرأة السامرية !
وترك لنازفة الدم أن تلمسه !
وخاطب المرأة التي امسكت في ذات الفعل ، سامحاً لصوتها أن يصل إلى اذنيه المقدسة ، وسامحاً لصوته المقدس أن يصل إلى جسدها الذي أخطأ منذ برهة وجـيزة !
كاشفاً لنا : أن النجاسة ليست نجاسة الاجساد ، إنما نجاسة الأفكار والنوايا ، وما تنطوي عليه القلوب .
ومع ذلك فالناموسيون الجدد ، لا ييأسون ، ولا يزالون يحاولون بعث ناموس العهد القديم ، ورواسبه ..
اما عن خبث ، متغاضين عن مجيء المخلص ، الذي تحدث عن جوهر الإنسان ، عن : مشاعره وعوطفه ونيته وقصده ، لا تفاصيل حياته ، وهل اغتسل أم لا ؟!..
أو هم يفسرون الناموس تفسيراً مليئاً بالاخطاء الفادحة ..
فالناموس في تعريف السيد المسيح :
"تحب الرب إلهك من كل قلبك ومن كل نفسك ومن كل فكرك هذه هي الوصية الأولى والعظمى . والثانية مثلها : تحب قريبك كنفسك . بهاتين الوصيتين يتعلق الناموس كله والأنبياء " .
وفي موضع آخر :
"كل ماتريدون أن يفعل الناس بكم أفعلوا هكذا أنتم أيضاً بهم ؛ لأن هذا هو الناموس والأنبياء" ..
،...،...،...
فهل نُقر بأن هذه التحريمات ظالمة ضد المرأة ، ولا تواكب عهد النعمة ، ولا تتناسب مع روح الإنجيل ولا مع حرفه ؟!..
أم نصر على نجاسة المرأة ؟!... |