بقلم: منير بشاي والسلطة العليا التي لها الحكم النهائي في أمر خلاص الإنسان هو "الله" نفسه؛ الديان العادل، أما القانون الذي يَبني عليه الله حكمه، فقد أعطاه لنا مقدمًا في النص الذي أشرنا إليه، وذلك حتى يكون الإنسان على بينة من أمره، سواء أراد أن يطيع حكم الله؟ أم يعصاه؟؟. الكنيسة تتكوَّن من المؤمنين بالمسيح الذين يعيشون على الأرض، ومن الطبيعي أن أعضاء الكنيسة يتكونون من الذين استوفوا الشروط التي ينص عليها الإنجيل، بنوال الخلاص، وبالتحديد.. أن يؤمنوا ويعتمدوا، هؤلاء لهم حق عضوية الكنيسة وممارسة طقوسها، ولا يستطيع أحدٌ أن يجبر أخر على الإيمان، أو يضطره إلى الإنضمام إلى الكنيسة، فمن حق كل إنسان أن يرفض الإيمان، ويرفض الإنضمام للكنيسة، وأيضًا يرفض إذا أراد الإعتقاد بوجود الله، والحَكَمُ النهائي في هذه الأمور هو "الله" ذاته. ولكن.. ما الرأي إذا جاء إنسان وقال إنه يرفض نص الإنجيل الخاص بشروط الخلاص؟؟ ولكنه في نفس الوقت لا يقبل أن يحرم من الخلاص أو أن يُحرم من عضوية الكنيسة وممارسة طقوسها؟ وبناءً عليه يذهب ذلك الإنسان إلى القضاء الذي يحكم طبقًا للشريعة الإسلامية ليعرض عليه الأمر، وأمام القضاء يدافع عن نفسه أنه مؤمن لأنه قد نطق بالشهادتين، وآمن بأركان الإسلام الخمسة، وبذلك يكون قد استوفى كل شروط الإيمان، وبالتالي يصدر حكم المحكمة لصالحه بتأكيد ايمانه، وحقه في عضوية الكنيسة، وممارسة الطقوس الكنسية. فكيف يمكن إجبار الكنيسة على قبول عضوية مثل هذا الإنسان؟ وحتى إذا إفترضنا جدلاً أنه أمكن إجبار الكنيسة! فكيف يمكن إجبار "الله" في اليوم الأخير على قبوله ضمن المؤمنين وعدم إدانته؟ في ۲٩ مايو ۲٠۱٠ صدر حكم قضائي يلزم الكنيسة بالتصريح للمطلقين بالزواج الكنسي مرة أخرى، مخالفًا لتعاليم الإنجيل الصريحة التي تنص على أن: "مَنْ طلق إمرأته إلا لعلة الزنا يجعلها تزني، ومَنْ يتزوج مطلقة فإنه يزني" (متى٥:٣٢)، انظر أيضًا: (متى۱٩:٩، ومرقس۱٠:۲-۱۲). هنا نجد أنفسنا أمام حالة يريد صاحبها أن يستخدم القضاء؛ ليجبر الله أن يعطيه الشرعية والقبول الإلهي، ويجبر الكنيسة على أن تعطيه بركتها على زواج لا يحظى بتوفر الأركان الدينية الأساسية، كما جاءت فى الإنجيل المقدس. والموضوع ليس مجرد أن يتمكن هذا الإنسان من الزواج الثاني، لأنه إن كان هذا الإنسان يريد زواجًا ثانيًا.. فالمحاكم المدنية متوفرة، ويمكنه إذا أراد أن يسلك هذا الطريق، ولكن هذا الإنسان يريد أن يقنع نفسه أن ما يعمله شيئ مقدس في نظر الله، وإذا ما رفضت الكنيسة تتميم مراسيم هذا الزواج، فالحل في رأيه هو الإلتجاء إلى القضاء؛ ليرغم الكنيسة عليه!! ومرة أخرى.. إذا افترضنا جدلاً أنه أمكن إجبار الكنيسة على عمل المراسيم، فهل معنى هذا.. أن الوضع قد تغير في نظر الله؟ وأن هذا الزواج أصبح مُرْضِيًا في نظر الله؟؟ يذكرنى هذا بما يفعله المثليون (الشواذ جنسيا) في الغرب، عندما يطالبون الدولة بالإعتراف بالعلاقات الجنسية بينهم على أنها زواج، وتحت الضغوط قَبِلت بعض الولايات في أمريكا إصدار شهادات زواج لهم، وإعطائهم الحقوق المدنية الخاصة بالمتزوجين، وكنا نظن أن هذا هو نهاية مطالبهم، ولكن.. تعدت مطالبهم هذا، فأصبحوا يطالبون الآن الكنيسة بإجراء مراسيم زواج كنسية لهم، ومرة أخرى خضعت بعض الكنائس لمطالبهم! وباركت هذا الزواج!! فهل قبول الكنائس الإعتراف بهذا الزواج.. يُغيِّر من حكم الله عليه؟ خلاصة القول.. أن المهم في حسم هذه الأمور ليس حكم أحد القضاة، أو رأي أي إنسان -مهما كان-، بل حكم الله، وإذا أمكن بوسيلة أو بأخرى، إجبار البشر على قبول ما هو مُحرَّم في نظر الله، فإن هذا لا يغير من حكم الله؟ وحكم الله هو دائمًا فوق حكم البشر، كما جاء في الكتاب المقدس: "إن كان هذا الرأي أو هذا العمل من الناس فسوف ينتقَض. وإن كان من الله فلا تقدرون أن تنقضوه. لئلا تُوجَدوا محاربين لله أيضًا." (أعمال٥:٣٨و٣٩). ولكن الغريب.. أن هناك مَنْ يظن أنه يستطيع محاربة الله... وينتصر!! |
شارك بآرائك وتعليقاتك ومناقشاتك في جروبنا على الفيس بوك أنقر هنا |
أعرف مزيد من الأخبار فور حدوثها واشترك معانا في تويتر أنقر هنا |
تقييم الموضوع: | الأصوات المشاركة فى التقييم: ٨ صوت | عدد التعليقات: ٨ تعليق |