CET 11:37:18 - 01/06/2010

صحافة نت

مصراوي

ظلت العلاقة بين المسلم والمسيحي على هامش اهتمامات السينما المصرية باستثناء عدد محدود من الأفلام التى اختلفت فى المعالجة وتباينت فى المستوى الفنى .
ويبدو أن أزمة فيلم الشيخ حسن الذى أخرجه حسين صدقى فى الخمسينات جعلت من هذه العلاقة أمراً شائكاً، فقد أدت المعالجة الساذجة لمسألة إسلام فتاة مسيحية أجنبية إلى الاحتجاج فالمنع من العرض.
ولكن ذلك لم يمنع من إشارات فى الأفلام تتحدث عن تلاحم المسلم والمسيحي كما نشاهد فى اللقطات التى قدمها "حسن الإمام" لمظاهرات ثورة 1919 فى فيلم مشهد من فيلم حسن ومرقص"بين القصرين".

وحتى عندما كانت الحكاية عن مجتمع مسيحى صعيدى كما فى فيلم "البوسطجى" المأخوذ عن قصة "يحيى حقى" وإخراج "حسين كمال" فإن المشاهد لم يكن يلمس أى فروق فى العادات والتقاليد والتفكير المتشدد عن أى فيلم آخر يتحدث عن المجتمع الصعيدى المسلم.
ولكن أفلاماً قليلة حاولت أن تقدم دراما كاملة محورها بين بطل مسلم ومسيحي، وستجد ذلك فى ثلاثة أفلام مختلفة، الأول هو فيلم "التحويلة" الذى أخرجه "آمالى بهنسى"، ومحوره قيام ضابط بوليس مسلم "فاروق الفيشاوي" بإثبات براءة رجل مسيحي "نجاح الموجي" تم القبض عليه ظلماً، وينتهى الفيلم بمقتل الاثنين معا وامتزاج دمائهما.
ولدينا أيضاً فيلم "كلام فى الممنوع" الذى كتبه ناجي جورج وأخرجه عمر عبد العزيز وقام ببطولته "نور الشريف" والحكاية لا تختلف كثيراً عن التحويلة فى خطوطها العامة حيث تتغلب العلاقة الإنسانية وفكرة إقرار العدل بمعناه المطلق على أى اختلافات دينية.
والفيلم الثالث هو "فيلم هندي" الذى كتبه "هاني فوزي" وأخرجه "منير راضي".

هناك صديقان لا يفترقان المسلم "أحمد آدم" والمسيحي "صلاح عبد الله"، تقدما فى السن، وفرصتهما الوحيدة للزواج الحصول على شقة تصبح موضوعاً للنزاع بين الخطيبتين، ولكنهما يرفضان الصراع، بل ويضحيان بفكرة الزواج.
ورغم وجود مشاهد جميلة وذكية عن العلاقة بين الرجلين، ورغم أن هناك رسماً جيداً جداً للشخصيتين، إلاّ أن الوحدة الوطنية فى هذا الفيلم جاءت على حساب فتاتين بائستين لا تحلمان سوى بالزواج والاستقرار مثل أي فتاة مصرية.

أما أنضج وأهم وأفضل فيلم مصري تناول العلاقة بين المسلم والمسيحي التى وصلت إلى حد الفتنة أحيانا فهو بالتأكيد فيلم "عادل إمام" المهم "حسن ومرقص" الذى كتبه "يوسف معاطي" وأخرجه "رامي إمام".
محور الحكاية فكرة استبدال الهويَّات، فالقس المسيحي يُصبح شيخاً، والشيخ المسلم يتحول إلى رجل مسيحي، وعبقرية هذه الفكرة أنها تطرح مفهوم أن يرى كل طرف الطرف الآخر بعيون مغايرة، ويرسم الفيلم أجواءً شديدة القوة والذكاء للاحتقان بسبب اختلاف الدين لدرجة أنه يكفي أن يتغير الاسم لكى تتغير المعاملة على الفور.
ومن المنيا إلى القاهرة إلى الأسكندرية تشعر بأجواء الاحتقان والسؤال عن الإسم والهوية الدينية حتى يحدث الصدام المروع فى مشهد النهاية الذي يستوحي - مع الأسف - أحداثا حقيقية هنا لا تجد الأسرتان سوى أن يمسك أفرادها بأيدي بعضهم البعض رغم الضربات والركلات والدماء التى تغرق الوجوه.
"حسن ومرقص" بهذا البناء الدرامي القوي، وبابتعاده عن الشعارات بل وإدانته له كما فى مؤتمر الوحدة الوطنية فى بداية الفيلم، يمكن أن تعتبره أجرأ وأفضل ما قدم حتى الآن عن هذا الملف الشائك والخطير.

شارك بآرائك وتعليقاتك ومناقشاتك في جروبنا على الفيس بوك أنقر هنا
أعرف مزيد من الأخبار فور حدوثها واشترك معانا في تويتر أنقر هنا
  قيم الموضوع:          
 

تقييم الموضوع: الأصوات المشاركة فى التقييم: ١ صوت عدد التعليقات: ٠ تعليق

خيارات

فهرس القسم
اطبع الصفحة
ارسل لصديق
اضف للمفضلة

جديد الموقع