بقلم : نبيل المقدس يُقال أن حياة الفرد تمر من خلال مراحل ثلاث... مرحلة الطفولة حيث الإتكال علي الوالدين ... مرحلة المراهقة والشباب حيث الإستقلالية ... وأخيرا مرحلة الإنسان الكامل حيث الإتكال او الإعتماد أو الشراكة المتبادلة كل مع أخيه الإنسان , وربما نسميها مرحلة النضوج , هذا بالنسبة للفرد . كذلك بالنسبة للشعوب عامة واختص بشعوب حوض نهر النيل .... فعليهم أن يتركوا مرحلة المراهقة او المرحلة الإستقلالية . فكل بلد تتباهي بإستقلاليتها فهي بلدة مراهقة وكل حماسها ينصب علي شعور غير إيجابي وخالي من الخبرة لتفيد شعبها... فلنتخذ من الدول الأوربية مثالا لنا ... فقد تم عمل وحدة فيما بينهم وهي وحدة إقتصادية كاملة ... حتي وصلوا ان لهم عملة موحدة لجميع الدول الأوربية ... لكن كل بلد لها استقلاليتها وحريتها وثقافتها وتاريخها العظيم ... هم إجتازوا مرحلة الإستقلالية المنفردة ولم يبقي إلا أن يبدأوا في المرحلة الثالثة وهي الوحدة أو الإتكال المشترك . وهناك الكثير من التجمعات حدثت بين مجموعات دول تربطهم مصالح خاصة فيما بينهم ... انا لا افترض ابدا وجوب وجود هذا الإتحاد بل هذا مجرد تصور وأحلام ... لكن كان علي الأقل أن تتنبه مصر التي كانت الرائدة منذ نصف قرن لهذا الأمر ... ولا تصمت معتمدة علي إبرام معاهدات مع دول حوض النيل , عندما كانت هذه الدول من الدول التي تعيش في الظلام ... وكان وقتها تفرح وتفتخر بأنهم جلسوا علي مائدة مفاوضات مع الزعيمة مصر وكانت تكتفي بهذا , وكانوا يوافقون بدون إدراك ووعي . نامت مصر معتقدة ان هؤلاء الذين يعيشون في الظلام سوف لا يأتي اليوم ويتكاثروا ويتقدموا علميا وإجتماعيا ويزدهروا في جميع النواحي الحياتية حتي السياسية , فقد نبغوا فيها وبدأت تظهر نتائجها علي الساحة الدولية في الخمسين السنة الماضية تدريجياً... كان المفروض كل هذا المجهود يكون موجها لدول حوض النيل ... كان المفروض ان تراجع وتتبع المستوي التقدمي لهم أول باول , وتكون هي البادئه في تغيير المعاهدات ... كان عليها أن تعمل شراكة في جميع نواحي الحياة ... وخصوصا استقبالهم في جامعاتها ... فقد توجهت في إستقبال فقط الطلبة الإفريقيين والذين ينتسبون إلي الدول الأسلامية مثل جزر القُمر والصومال والسودان الشمالية و ونيجيريا بالإضافة إلي الدول الأفريقية والتي تنتمي إلي العنصر العربي هناك مشاريع هائلة وكثيرة ومتنوعة كان المفترض علي مصر التقدم بها قبل أن تدخل بلدة أخري من خارج الكيان الأفريقي وتقوم هي بعمل هذه الصفقات ... كفي لو كانت مصر تعاملت مع هذه الدول في التبادل السياحي , كفي لو أقمنا دورات أولومبية في جميع الألعاب الرياضية خاصة بدول حوض النيل ... كفي لو اقامت مصر علي اراضيهم مصانع طبقا لإحتياجات السوق الخاصة بهم . |
المقال الموضوع يعبر فقط عن رأي صاحبه وليس بالضرورة عن رأي أو اتجاه الموقع |
شارك بآرائك وتعليقاتك ومناقشاتك في جروبنا على الفيس بوك أنقر هنا |
أعرف مزيد من الأخبار فور حدوثها واشترك معانا في تويتر أنقر هنا |
تقييم الموضوع: | الأصوات المشاركة فى التقييم: ١٣ صوت | عدد التعليقات: ١٤ تعليق |