في قضية سرقة 2 مليون و800 ألف جنيه
أكدت فادية عبد الحليم المتهمة بسرقة 2 مليون و800 ألف جنيه من اموال مطبعة الأوراق المالية التابعة للبنك المركزي أنها كانت تبتكر طريقة للخروج بالاموال من المطبعة لم يشك فيها احد حيث ان المطبعة تقوم باعطائهم يوميا وجبة طعام داخل علبة كبيرة وانها كانت يسمح لها بالخروج بهذه العلبة التي تحوي الطعام حيث انها كانت مريضة ولا تتناول الطعام
واوضحت انها كانت تقوم بإعطاء الطعام لعمال النظافة وتستخدم العلبة في وضع مائتي الف جنيه داخل العلبة وتخرج دون ان يشعر بها أحد وقد كررت ذلك مرات وكانت تخرج بالأموال بسلام دون ان يصل الشك الي أفراد الأمن.
أكياس الحذاء
وأضافت فادية أنها قامت أيضا بوضع مجموعة من الأموال التي سرقتها داخل أكياس خاصة بحذاء جديد وهذه هي التي كشفتها حيث انها كانت تدخل الي الخزينة أثناء قيام العاملين بها بتناول الوجبات وتقوم بالحصول علي المبالغ من الكراتين التي توجد بها هذه المبالغ والتي تحوي مئات الملايين من الجنيهات ولايقوم أحد بعمل جرد لها إلا كل ستة أشهر وهو ما جعلها تقوم بالسرقة وهي علي يقين بأن أحدا لن يكتشف جريمتها ولكن في هذه المرة قد كشفتها كاميرات المراقبة علي الرغم من أنها كانت تقوم بتعديلها وتغيير موضعها حتي لا تقوم بتصويرها وتضيف المتهمة انه في احدي المرات حضر أحد الموظفين فاضطرت الي ترك المكان وهنا قامت بتصويري وانا احمل الحقيبة وعلي الرغم من ذلك تعللت عندما قاموا بمواجهتي وانا أحمل الحقيبة بانها حقيبة الطعام ولكن بعد ذلك اكتشفوا أن بها الأموال بعد قيام كاميرا الجواهرجي بتصوير هذه الحقيبة بالمحل الخاص به وأنا أخرج له منها الأموال وذلك حسبما ذكرت السبت صحف محلية.
السرقة تمت في شهرين
وعن عدد المرات التي حصلت فيها علي هذه الأموال أكدت المتهمة انها تمت خلال شهرين وهذه الفترة لم يقم احد فيها بالتفتيش علي الخزينة وقد بلغت المرات11 مرة ولم يكتشف أحد خروجي بالأموال من الخزينة.
وعن بداية تفكيرها في السرقة قالت المتهمة إن الفكرة جاءت لها من أن مفتاح الخزينة( مشاع)فانه يحصل عليه13 شخصا هم عدد العاملين في الخزينة بالاضافة الي انه يترك لأفراد الأمن لذلك فمن السهل جدا ان يكون أي شخص من هؤلاء هو الذي سرقها اما اذا كان المفتاح عهدة لشخص فكنت لن استطيع الحصول علي ما أريد فالخزينة بها 13 شخصا هم: ثلاث سيدات وهؤلاء لايتم استبدالهن بأي حال من الأحوال لخبرتهن وكن يعملن منذ أكثر من خمسة عشر عاما بهذه الخزينة بالاضافة الي مدير الخزينة ايضا وتسعة من الموظفين يعملون علي فترات صباحية ومسائية ويتم تغييرهم كل ستة أشهر ومن هنا يكون الشك فيهم وليس فينا نحن السيدات الثلاث والمدير كما أعلم انه لن يتم تفتيشي أثناء الخروج من البوابة لأنه لا يتم تفتيش أي أحد من العاملين خاصة مديري الادارات.
ابلاغ الشرطة
وقد فجرت المتهمة مفاجأة بأنها كانت ايضا ممن شاركوا في إبلاغ الشرطة عن الجريمة بعد ان قامت باكتشاف السرقة مع زميلتها ليتضح الامر وكأنه مفاجأة لها وهو ما جعل ـ تبعا لظنها ـ ان الشرطة لن تشك فيها ولكن الشرطة وضعتها في دائرة الاشتباه منذ اللحظات الأولي لاكتشاف الجريمة واضافت انها كانت تحاول لفت أنظار رجال المباحث الي اثنين من الموظفين حتي يكون الشك فيهما وتبعد انظار الشرطة عنها.
تأمين مستقبل الأبناء
وعن الأسباب الحقيقية لسرقتها هذه الملايين قالت كنت أريد تأمين مستقبل أبنائي فأنا عشت في أسرة فقيرة في حي شعبي وعلي الرغم من عملي في المطبعة منذ أكثر من25 عاما فإن راتبي وصل الي 9 آلاف جنيه وعلي الرغم من كبر المبلغ الا انه كان ينفق علي علاجي خاصة بعد اصابتي بالمرض الخبيث وانفاقه علي العلاج الكيماوي وبعد ان أيقنت اني أصبحت أنتظر الموت في أي لحظة نظرا للعديد من الأمراض الأخري فأردت أن أقوم بتأمين مستقبل أبنائي حيث كنت أنوي شراء شقة لكل منهما حيث ان نجلي الأكبر في السنة الثالثة بكلية الهندسة.
وابنتي الصغري في الثانوية العامة وكانت تستعد للالتحاق بالجامعة في العام المقبل باحدي كليات القمة ايضا نظرا لتفوقها فكنت أريد لهما ان يكونا في مكانة غير المكانة التي عشت بها خاصة بعد أن خسرت جميع أموالي في تجارة الذهب التي دفعني اليها جواهرجي شبرا وفرحت في بداية الأمر بالمكسب ولكن سرعان ما خسرت الأموال لكنه كان يحثني علي الحصول علي الذهب ويتركني شهورا الي ان تراكمت الديون ولجأت الي الحصول منه علي الذهب وبيعه في الصاغة لجواهرجي اخر بنصف ثمنه حتي وصلت ديوني سبعة ملايين جنيه عندها فكرت بالسرقة من أموال المطبعة وكنت أنوي ان أعيد الأموال مرة أخري فمن السهل اخراج الأموال من المطبعة واعادتها اليها مرة أخري لانه لاتوجد رقابة ولكن القدر جعلهم يكتشفون الجريمة ويقومون بعمل الجرد قبل موعده.
اكتشاف السرقة
وفجرت المتهمة مفاجأة بانه علي الرغم من انه تم اكتشاف اختفاء الأموال يوم الخميس فإن مسئولي الخزينة قاموا بإخطار مدير المطبعة الذي أبلغهم شفاهة بالانتظار الي يوم الأحد حتي يعود من الاجازة وبعد مباحثات لم يعرفوا مكان الأموال حتي يوم الاثنين وقاموا بإبلاغ الشرطة في النهاية.
وعلي الرغم من أن هذه القضية من القضايا التي شغلت الرأي العام خلال الأيام الماضية خاصة وهي متعلقة بمطبعة البنك المركزي حيث ثبت من التحقيقات ان هناك قصورا أدي الي هذه السرقات ونظام تأمين غير دقيق وهو ما جعل العبء شديدا علي رجال مباحث الجيزة. لكن السيد حبيب العادلي وزير الداخلية كان قد أمر منذ الساعات الأولي لاكتشاف الجريمة بأن يتولي مساعد أول الوزير لقطاع الأمن العام وكذلك مساعد الوزير لأمن الجيزة وكذلك مدير الادارة العامة لمباحث الجيزة الاشراف علي فرق البحث الجنائي لمديرية امن الجيزة للتوصل الي الجاني في وقت يسير.
وكذلك واجه رجال المباحث صعوبات بالغة الي ان توصلوا الي المتهمة بعد فحص270 شخصا من العاملين والمترددين علي المطبعة من بين500 شخص يعملون في المطبعة وفي النهاية استطاع مدير مباحث الجيزة ومدير الأموال العامة بالجيزة ورئيس مباحث قطاع جنوب الجيزة ومفتش مباحث الغرب ورئيس مباحث العمرانية من القبض علي المتهمة خاصة بعد أن ظلت تتهرب منهم علي الرغم من العثور علي بعض من الأموال المسروقة داخل شقتهم لكنها لم تعترف وأكدت انها حصلت عليها من زملائها بالمطبعة فكان لابد منهم العثور علي دليل قوي الي ان حصل رجال المباحث علي الجواهرجي الذي كانت تتعامل معه وبتفريغ كاميرا المحل الخاص به تم العثور علي صورتها وهي تعطيه الأموال من داخل حقيبة كانت قد خرجت بها من المطبعة وكانت هذه الأموال دينا عليها ثمنا للذهب.ومع هذا الدليل كان اعتراف المتهمة تفصيليا عن الجريمة بعد أن ظلت طوال هذه الفترة معتقدة انها تخدع رجال المباحث وانها ارتكبتت الجريمة الكاملة. |