بقلم: صبحي فؤاد وعندما قام رجال حزب الله باستفزاز القوات الإسرائيلية بغباء شديد وحماقة وأدى استفزازهم لهذه القوات إلى حدوث حرب مدمرة استمرت عدة أسابيع بين الطرفين وكانت نتيجتها موت ألوف اللبنانيين الأبرياء وهدم مدن لبنانية كاملة وخسائر لا أول أو أخر لها.. وقتها التزم كبار وصغار المسئولين في مصر الحياد التام والصمت المخزي تجاه ما كان يحدث وقتها في لبنان وكان الأمر لا يهمهم من قريب أو بعيد.. وبينما كان موقف كبار رجال الدولة في مصر الحياد كان موقف قطاع كبير من الإعلام المصري الرسمي وغير الرسمي هو التهليل والتطبيل والتزمير والتأييد الأعمى لزعيم الأمة العربية والإسلامية الجديد البطل الشيخ نصر الله والإشادة بانجازات وانتصارات وبطولات حزبه الوهمية الزائفة التي تسببت في خراب لبنان..!! وكان صمت كبار رجال الدولة في مصر وتهليل الإعلام المصري اليومي للشيخ نصر الله وقتها عاملاً محرضاً ومشجعاً لخروج ألوف من أبناء الشعب المصري إلى شوارع القاهرة لإظهار تأييدهم ودعمهم وتعاطفهم مع زعيم ورجال حزب الله وغضبهم في نفس الوقت ضد إسرائيل والنظام المصري... وكلنا يذكر كيف استغل إخوان الخراب الحرب التي كانت دائرة بين حزب الله وإسرائيل لإخراج ألوف المتظاهرين إلى الشوارع وإثارة وتحريض الشعب المصري ضد النظام بهدف إحداث فوضى كبرى في البلد. ونفس الحال تكرر مع منظمة حماس للمقاومة الإسلامية المعروفة باسم حماس حيث أغمض النظام عينه وسمعه عن تعضيد ودعم الإخوان المسلمين العلني والسري لرجال منظمة حماس إلى أن تمكنوا من الانقلاب على الحكومة الفلسطينية الشرعية والسيطرة على قطاع غزة بالغدر وقوة السلاح لكي تصبح غزة أول دويلة أو إمارة "إخوانجية إسلامية" على حدود مصر الشرقية.. وقد ظن وقتها صناع وأصحاب القرار الحكماء في مصر أن قيام دويلة إخوانجية إسلامية متشددة في قطاع غزة يدعمها إخوان الخراب من شأنه أن يكون مصدر قلق وفزع لإسرائيل وشوكة في حلقها لسنوات عديدة قادمة، ولكن بمرور الوقت ثبت بالتجربة العملية والوقائع أن حماس ورجالها أصبحوا يشكلون حالياً خطراً حقيقياً على أمن مصر القومي وليس كما كانوا يتصورون أو يتوقعون خطراً على أمن دولة إسرائيل!! واليوم وبعد أن اكتشف رجال الأمن المصري وجود خلايا سرية داخل مصر تابعة وممولة من حزب الله الشيعي اللبناني التي تدعمه إيران كانت تتآمر على مصر وتسعى وتخطط لتعريض أمنها القومي للخطر.. وبعد أن كشفت التحقيقات في القاهرة عن وجود اثنين من ضمن المقبوض عليهم كانوا أعضاء في جماعة الإخوان المسلمين مما يؤكد على وجود تحالف غير مقدس وتعاون وتنسيق وتخطيط بينهم وبين حماس وحزب الله وإيران للوصول إلى حكم مصر بأي ثمن. بعد كل هذا لا يصح أبداً أن نلوم الشيخ نصر الله أو المرشد العام مهدي عاكف أو قيادات حماس وإنما يجب أن نلوم السلطات المصرية التي كانت ولا تزال تحاول اللعب على كل الأطراف والتلون بكل ألوان الطيف من أجل الاستمرار والبقاء والسيطرة على الأمور بقدر المستطاع.. لا شك أن اللوم والعتاب يجب أن يوجّه إلى صناع القرار والسلطات المصرية الذين يقولون شيئاً في العلن وفى الخفاء تجدهم يفعلون عكسه تماماًَ سواء فيما يتعلق بتوجهات وسياسات مصر الداخلية أو السياسات الخارجية. لقد حان الوقت لكي يوضح النظام في مصر موقفه بصدق وصراحة من أمور وقضايا كثيرة ويأتي في مقدمتهم وضع الإخوان المسلمين الحالي: هل وجودهم شرعي وقانوني؟؟ فإذا كانت الإجابة نعم فلماذا يرفعون الحظر القانوني المفروض عليهم ويسمحون لهم بالعمل السياسي النظيف في وضح النهار؟؟؟ وإذا كانت الإجابة لا فلماذا لا يقومون بغلق مكاتبهم وطرد ممثليهم الـ 88 من مجلس الشعب وتطبيق القانون عليهم بصفتهم جماعة تعمل خارج القانون والشرعية وضد مصلحة الوطن؟؟ أما بخصوص حماس فهل حقاً كانت السلطات المصرية لا تدري ولا تعلم شيئاً عن تخطيط قيادات حماس للقيام بانقلاب على السلطة الفلسطينية الشرعية والسيطرة على غزة بالتعاون مع إخوان الخراب؟؟ وإذا كانت الإجابة بالنفي فما هو تبرير السلطات المصرية لما صرح به نائب المرشد العام منذ عام تقريباً بأنهم لا يرسلون مساعدات أو متطوعين إلى الخارج إلا بمعرفة وعلم السلطات في مصر؟؟ |
المقال الموضوع يعبر فقط عن رأي صاحبه وليس بالضرورة عن رأي أو اتجاه الموقع |
شارك بآرائك وتعليقاتك ومناقشاتك في جروبنا على الفيس بوك أنقر هنا |
أعرف مزيد من الأخبار فور حدوثها واشترك معانا في تويتر أنقر هنا |
تقييم الموضوع: | الأصوات المشاركة فى التقييم: ٠ صوت | عدد التعليقات: ٢ تعليق |