بقلم: ماهر طلبه
أبيض
للوجه اختار اللون الأبيض .. غمس فرشاته في اللون، وبدأ يضرب به صفحة الوجه، حتى بدت في عينيه سطح قمر ... قال لها: اغمضي عينيكِ حتى لا يصيبهما بياض اللون ففعلت، عندها أظلمت حياته، وفقد الرؤية.
أخضر
لعينيها اختار اللون الأخضر ... توسل لها أن تفتحهما؛ ليسترد رؤيته... وكان...فعادت بفتحهما ألوان الطيف...غمس فرشاته في أخضره، وبدأ العزف...كانت السهول والغابات تمتد كلما توغل في عينيها، حتى وصل إلى غابة القلب، قلب الغابة المتشابكة الأغصان...أصابه القلق عندما أحس أنه على وشك أن يضل طريقه بها، فإرتد عن عينيها، ساحبًا فرشاته...في طريق عودته أخذ في تعليق لافتات تعين المتوغلين في أدغال عينيها على الإهتداء لقلبها...
أزرق
مريح هو اللون الأزرق، يحملني دائمًا إلى العمق، والاتساع، والصفاء، حيث السماء، وحيث البحر...لهذا قرّر أن يجعل منه إطارًا لخضرة عينيها؛ حتى لا تندغم خضرة العين في بياض الوجه...كان هدوء الأزرق الآن يسحب من الأبيض برودته، فيتشرب بحمرة الخجل، ويسحب من الأخضر عنفوان النمو، وحب السيادة والانتشار. كان كسماء تفصل بين عالمين إلتقائهما يعني الموت...
قرمزي
للقرمزي فورة الدم المتدفق في شرايين الشفتين وسخونته...لهذا عندما التقت سخونة اللون بسخونة الشفتين؛ اشتعلت اللوحة...حاول أن يقلل من سخونة اللون فوضع شفتيه فوق شفتيها وقبّلها...قبلها حتى انتقلت سخونة اللون إلى شفتيه، وزادت حرارته، فرفع الوجه عن اللوحة، تاركًا شفتيها بلا رفيق...عندها كانت شفتاه محتقنتين، يترعرع فيهما القرمزي وينمو.
أسود
خلع معطف الليل، ولف به شعرها...لم يكن بحاجة لأن يضيف بالفرشاة أى إضافات، فلطالما حافظ على معطف الليل نظيفًا وجديدًا لهذا اليوم؛ حتى يستطيع أن يكمل اللوحة...وقف يتأمل سواد الليل، ويبحث في ذاكرته عن المكان الذى احتواه فيه كل هذا السواد...وبعد جهد جهيد تذكر ...
"نعم عندما أغمضت عينيها في بداية التلوين"
أحمر
أدخلها في ألوان عدة، لكن الأحمر هو الذى فرض عليه أن يلقي بها من لوحته إلى السرير ويعاشرها...كم سرها أن اختار لقميصها لونها المفضل؟...وكم سرها أنه قد كشف منه الكتفين ومفترق الصدر والفخذين؟ .. فكم كانت مغرمة بالعري، ولولا عشقها للون الأحمر ما ارتضت أن تغطى كنوزها بقطعة قماش قط.. |