مصراوي |
يجلس عيسى السدودي في خيمة نصبها على انقاض منزله المدمر في رفح جنوبي قطاع غزة ويقول بصوت عال ما لم يتجرأ احد من سكان القطاع على الجهر به الا وهو ان حماس تجاوزت الحدود بتدميرها منازل في رفح. ويقول السدودي ان الشرطة التابعة لحركة المقاومة الاسلامية (حماس) التي تسيطر على قطاع غزة اقتحمت في 16 ايار/مايو منزله في رفح، المدينة الواقعة على جانبي الحدود بين مصر وقطاع غزة، والقت بزوجته وابنائه خارج المنزل وانهالت عليه ضربا. ثم جاءت الجرافات وسحقت المنزل مع عشرين مسكنا آخر. ويؤكد السدودي ان "الذين يدمرون منزلي هم اعدائي". وقد طبعت صور الجرافات الاسرائيلية وهي تدمر المنازل في الاراضي المحتلة في ذاكرة كافة الفلسطينيين، وتأتي خطوة حماس المشابهة في الوقت الذي يتنامى فيه الاستياء في صفوف سكان القطاع. وقد بدأت حماس مؤخرا جباية الضرائب على لائحة طويلة من المواد في هذا القطاع الذي يعد مليون ونصف نسمة ويخضع لحصار اسرائيلي صارم منذ سيطرت عليه حماس بالقوة في حزيران/يونيو 2007. ويعاني القطاع من ندرة مواد البناء حتى ان احياء بكاملها، دمرت خلال الهجوم الاسرائيلي الواسع النطاق (نهاية 2008 ومطلع 2009)، ما زالت انقاضا متراكمة. وباتت اسرائيل الان تسمح بدخول تلك المواد لانجاز مشاريع الامم المتحدة اضافة الى بعض الكميات القليلة التي تصل عبر تهريب الانفاق من مصر، لكن تكاليف المنازل تفوق امكانيات الغزاويين الذين يعيش 80 في المئة منهم بفضل المساعدة الدولية. واكد خليل شاهين من المركز الفلسطيني لحقوق الانسان ان "هناك ازمة سكن خطيرة في رفح ويستحيل العثور على شقة للايجار او حتى مستودع للسكن"، موضحا ان حماس تستعد لتدمير 180 منزلا في نفس المنطقة. واشار ابراهيم رضوان مسؤول سلطة الاراضي التابعة لحكومة حماس انه تم ابلاغ السكان مرارا وان الحكومات السابقة التابعة لحركة فتح صادقت على قرارات مشابهة. وذكر المركز الفلسطيني لحقوق الانسان ان معظم الاشخاص المئة والخمسين الذين طالهم القرار هم من "اللاجئين الفقراء" الذين دمر الجيش الاسرائيلي منازلهم خلال السنوات الماضية. لكن السكان نفوا ان يكونوا تبلغوا مسبقا قرارات الهدم. واضافت بمرارة ان "اليهود عندما يدمرون بيتك ينذرونك اولا على الاقل". واكد العديد من السكان المشردين ان مسؤولين محليين من حماس متورطون في الفساد يقفون وراء عمليات الهدم لكنهم رفضوا الكشف عن هوياتهم خشية الانتقام. |
شارك بآرائك وتعليقاتك ومناقشاتك في جروبنا على الفيس بوك أنقر هنا |
أعرف مزيد من الأخبار فور حدوثها واشترك معانا في تويتر أنقر هنا |
تقييم الموضوع: | الأصوات المشاركة فى التقييم: ٠ صوت | عدد التعليقات: ٢ تعليق |