بقلم : ماجد الراهب
بالرغم من ان المسيحية قد اعطت المرأة كثيرا من حقوقها المسلوبة عبر العصور المختلفة وأستردت المرأة مكانتها بعد مجىء السيد المسيح ، إلا أن بعض الممارسات الكنسية مازالت تعامل المرأة بنفس مفهوم العهد القديم من حيث النجاسة والطهارة .
فالمرأة أثناء الدورة الشهرية لا تتقدم للاسرار الكنسية ( وهناك متشددون لا يسمحوا لها بالدخول الى الكنيسة من أصله ) .
المرأة التى تنجب بنتا لا تدخل الكنيسة قبل 80 يوما والولد 40 يوما .
العلاقات الجنسية بين الزوجين تدنس المرأة .
ومن خلال الكتاب المقدس والتقليد وكتابات الآباء سنوضح المفهوم الصحيح لتلك الممارسات .
فى تعاملات السيد المسيح مع المرأة يتضح كيف ان السيد المسيح يبدأ عصرا جديدا من رد أعتبار المرأة وهناك مواقف كثيرة تبين ذلك :
1.تبرئة المرأة نازفة الدم ( مر 5 : 25 ) .
2.امتداح سلوك المرأة الفقيرة التى اعطت الفلسين ( مر 12 : 43 ) .
3.شفاء حماة سمعان ( مت 8 : 14 ) .
4.مقابلته للمراة السامرية ( يو 4 : 8 ) .
5.احاديثه مع أشقاء لعازر ( مريم ومرثا ) .
6.حضوره عرس قانا الجليل ( يو 2 : 1 – 11 ) .
7.موقفه من المرأة التى أمسكت فى ذات الفعل ( يو 8 : 3 ) .
وفى التقليد الكنسى فإن السيدة العذراء تحتل مكانة عالية وهى التى أعادت للأنسان ( رجل أو امرأة ) وضعه قبل السقوط بامومتها للسيد المسيح حيث جاء فى
تسبحة نصف الليل :
( كل الافراح تليق بك يا والدة الاله لانه من قبلك أرجع ادم الى الفردوس ، ونالت الزينة حواء عوض عن حزنها ، وأخذت الحرية دفعة اخرى من اجلك والخلاص الابدى ) . ( ولدت أيتها العذراء معطى الحياة ، وخلصت آدم من من الخطية ، ومنحت حواء الفرح عوض عن حزنها ، وانعمت لنا بالحياة وبالخلاص من الفساد والتغيير ) .
وفى ثيؤطوكية الاثنين نسمع الاتى:
( حواء التى أغرتها الحية حكم عليها من قبل الرب أن بالكثرة اكثر أحزانك وتنهداتك ، تحنن الرب من قبل محبته للبشر وسر مرة اخرى بعتقها ) .
وعندما يتكلم التقليد الكنسى فى التسبحة عن حواء الاولى فهو يتكلم عن الجنس البشرى والنساء بشكل خاص .
وإذا اتجهنا الى فكر الآباء نجد أن كثيرا من الآباء تكلموا عن المرأة وخاضوا فى قضايا أعتقد أنها معاصرة وحية وأكثر تحضر من بعض أفكارنا السائدة الأن .
أثيناغوراس والمرأة
منذ بدايات مدرسة الاسكندرية والفكر المستنير المصاحب لآبائنا العظام يشكل معالم الفكر الروحى واللاهوتى ليس فى مصر فقط بل فى العالم أجمع ، ونجد أن أول عميد لمدرسة الاسكندرية اثيناغوراس فى مقالته المهمة " الدفاع عن المسيحيين " يقول فى تعامل المسيحيين مع الغير بدون تميز فى الجنس ( رجل أو امرأة ) .
" .... ولكن لنا قانوننا الذى يقيس مدى أستقامتنا بمدى مطابقة تعاملنا مع جارنا كأنفسنا ، وتبعا لذلك وحسب السن ننظر إلى البعض أبناءوبنات لنا ، والبعض أخوه وأخوات ، أما أولئك الذين تقدم بهم العمر نحترمهم بصفتهم آباء وامهات " .
وعندما يتكلم عن قدسية سر الزواج وكيف ان احترام الرجل للمرأة فرض عليه الزواج من زوجة واحدة وما يستوجب ذلك من أحترام الامومة والطفولة ويصير الاجهاض جريمة لأنه قتل جنين فى الرحم . ( 1 )
اكليمنضس السكندرى والمرأة
وفى كتاب المربى الذى يعتبر من أهم كتابات القديس اكليمنضس يفرد فصلا بأكمله فى الجزء الاول من الكتاب موضحا أنه لافرق بين الرجل والمرأة " .... مدركين أن فضيلة الرجل هى بعينيها فضيلة المرأة ، لان إله الاثنين واحد ، كنيسة واحدة ، حكمة واحدة ، إتضاع واحد ،
والزواج رابطة يخضعون لها على قدم المساواه ، .... اولئك الذين لهم الحياة فى الشركة ، لهم نفس النعمة ونفس التفكير ، شركاء فى الخلاص ، يشتركون سويا فى المحبة والتعليم " .( 2)
1 ) سلسلة آباء الكنيسة – الكتاب الاول – فيلوباترون للترجمة والنشر .
2 ) سلسلة آباء الكنيسة – الكتاب الثانى ج3 – فيلوباترون للترجمة والنشر .
وفى قول آخر يصف الزواج الناجح " ... الزواج المعقود حسب كلمة الله هو مقدس طالما كان الارتباط فى خضوع الله ويقوده قلب صادق ملىء بالايمان والثقة بقلوب غسلت من الشر ، وأجساد طهرت بماء نقى ، مؤمنيين معترفين بالرجاء ... " ( 1 )
القديس اثناسيوس والطهارة
فى تساءل من القديس آمون الى القديس اثناسيوس عن الطهارة والاستحقاق للتقدم الى التناول يجاوبه " .. فأخبرنى ايها الحبيب آمون ما هى الخطية أو النجاسة التى توجد فى أى أفراز طبيعى ... فإن كنا نؤمن كما تقول الكتب الالهية أن الانسان هو من عمل يدى الله ، فكيف يمكن أن ينتج عمل دنس من قوة نقية ! ....ولكن عندما يحدث أى افراز جسدى بدون تدخل الارادة فإننا نعرف بالخبرة أن هذا يحدث كما فى أشياء أخرى بضرورة طبيعية .. " .
واخيرا من الدسقولية " تعاليم الرسل "
ومن الدسقولية نتعرف على أهم قضية تمس المرأة وهى النجاسة التى التى تصاحبها أثناء الدورة الشهرية ، وبعد الولادة لا تدخل الكنيسة قبل 40 يوم اذا كان المولود ولد و80 يوم اذا كان بنتا ونترك الرد لتعاليم الرسل " ... فإن كنت أيتها المرأة المقيمة فى الدم لمدة سبعة ايام تفتكرين أنك صرت مقفرة من الروح القدس لهذا السبب ، فإنك إذا مت بغتة ، تذهبين وقد صرت غريبة عن الروح القدس .... ولكن الروح ساكن فيك بغير افتراق ...فيجب عليك أن تصلى كل حين وتنالى من الافخارستيا وتغتنمى حلول الروح القدس ... " .
والحديث للتى ولدت " ... ولا أيضا الطهر الطبيعى بمرزول قدام الله الذى دبره لان يكون للمرأة فى خلال ثلاثين يوما لأجل منفعة وعافية لانهن حينئذ يكن بالاكثر غير متحركات ... " معنى ذلك أن المرأة فى هذه الاوقات تكون متعبة جسديا ونفسيا ولذا تلازم البيت فترة اقصاها شهر ...ليس بسبب نجاسة أو عدم طهر " ( 2 ) .
وأخيرا " ... الزواج مكرم والمضجع غير دنس ، فالرجل والمرأة إذا عرفا بعضهما بعضا فى الزواج ، فلا يحرصا على على الاستحمام الطقسى ، بل يصليا ولا يستحما لأنهما طاهران .." ( 3)
الرب يحفظ كنيسته ولالهنا كل مجد وكرامة آمين
1 ) سلسلة آباء الكنيسة – الكتاب الثانى المتفرقات ج7 تحت الطبع – فيلوباترون للترجمة والنشر .
2 ) الدسقولية فصل ( 33 – 34 ) طبعة اولى – د / وليم سليمان
3 ) الدسقولية فصل ( 32 ) طبعة اولى – د / وليم سليمان |