بقلم: جرجس وهيب
تنطلق يوم الثلاثاء القادم الموافق أول يونيو، انتخابات التجديد النصفى لمجلس الشورى، وجميع المسيحين مدعوون للمشاركة فى هذة الإنتخابات بقوة، وبأعداد كبيرة، لضحض مزاعم البعض التى تتهم الأقباط بالسلبية، والتقوقع، والإنغلاق، والإنعزال عن المجتمع.
فالأقباط شعب عريق منذ عصر الفراعنة وحتى الآن، فلابد أن يظهر تاريخ هذا الشعب العريق، من خلال مشاركة اخواننا المسلمين فى مختلف المناسبات الدينية، والوطنية، والسياسية، وأهمها انتخابات مجلس الشورى.
ولابد أن نثبت ذلك عمليًا من خلال الإيجابية، والمشاركة فى التصويت فى الإنتخابات.
وقد يقول قائل أن صوتى لن يغير فى الأمر شيئًا، وأن الإنتخابات محسومة لصالح مرشح معين، هذه قضية ليس لنا دخل فيها، فالمهم أن نشارك، بغض النظر عن أى شىء آخر.
علينا إذن أن نشارك بقوة وفاعلية فى جميع الدوائر الإنتخاية، وخاصة فى الدوائر التى يترشح مسيحيون فيها، حيث يجب أن نكون أول من يقف بجانبهم، ولنترك الخلافات جانبًا.
وهل هذا المرشح هو الأحق أم غيره. فلابد أن يعرف الجميع أن لدينا قوة تصويتية كبيرة، ولدينا فى هذه الإنتخابات عدد معقول من المرشحين المسيحين، سواء من رشحهم الحزب الوطنى، والذى غالبا ما يصوت له غالبية المسيحيين، أو مرشحين مستقلين، وأتمنى من رجال الدين المسيحي، المشاركة فى الإنتخابات حتى يكونوا قدوة لأبنائهم، بل أتمنى أن يصطحب رجال الدين المسيحي مجموعات من الشباب أثناء التصويت فى الإنتخابات، كما يفعل القمص "باسليوس الأنبا بولا"، وكيل دير الأنبا بولا بـ"ناصر"- "بنى سويف"، والقمص "فام الأنطوني"، وكيل دير الأنبا أنطونيوس بمركز "ناصر"، والقس "يؤانس مسيحة"، راعى كنيسة مارجرجس بـ"ناصر"، على الرغم من أنه ليس لهم حق التصويت، الإ أنهم يصطحبون مجموعات كبيرة من الشباب إلى لجان الإنتخاب، وهذه قمة الإيجابية، حيث أنه طالما ارتضى رجال الدين المسيحي المشاركة فى العملية الإنتخابية، فلابد أن يشاركوا فى مختلف المناسبات السياسية.
كما أتمنى أن تشكّل جميع الكنائس، بمختلف مدن وقرى مصرنا الحبيبة، مجموعات عمل من الخدام والخادمات، وشباب الكنائس، لجلب الناخبين من المنازل، وخاصة كبار السن، والسيدات، ودعم هذه المجموعات من الخدام بسيارات، وأتوبيسات الكنائس، وليعلم من لم يصوتوا قبل ذلك أن عملية التصويت لن تسغرق وقتًا كبيرًا، فيمكن الحصول على الرقم الإنتخابي، واللجنة الإنتخابية من مقارات الحزب الوطنى، أو مقار مختلف المرشحين قبل يوم الإنتخاب، وعملية التصويت تتم فى جو من الهدوء، وفى حماية كبيرة من رجال الأمن، فلا خوف أبدًا من الذهاب للجان الإنتخاب ببطاقة الرقم القومي.
ج
كما يجب أن تتضمن عظات الكنائس، خلال الأيام التى تسبق الإنتخابات، حث المسيحيين على التصويت فى الإنتخابات، والخروج إلى لجان الإنتخابات، فلن يقيم لنا أحد وزنًا الإ إذا أحس الجميع بقوة أصواتنا، وقدرتنا على تغيير النتائج الإنتخابية.
كما أتمنى من الكنائس، وخاصة فى محافظات الصعيد، عدم إلزام أبنائها بمرشح معين، أوحزب معين، وترك المسيحيين ليصوتوا بحرية تامة لمختلف الأحزاب والمستقلين، ومن يرون أنه أنسب لهم، ويحقق أهدافهم، الإ إذا كان مرشح معين تم الإتفاق معه على تبنى مشكلة كنيسة معينة فى مكان ما، فيجب فى هذه الحالة الإلتزام بما اتفق عليه الغالبية العظمى للصالح العام، أما فى باقى الأحوال فليصوت كل فرد لمن يرى أنه مناسب له، أو تربطه علاقة صداقة بأحد أفراد أسرته، أو علاقة جيرة.
وليعلم الجميع أن المشاركة السياسية واجب ديني ووطنى، ولابد أن يُدرك جميع المرشحين قوة أصوات الأقباط، حتى يستجيب النواب بعد ذلك لمطالبنا، اللهم بلغت اللهم فأشهد. |