CET 00:00:00 - 25/05/2010

أخبار وتقارير من مراسلينا

كتبت: ميرفت عياد - خاص الأقباط متحدون
أصدرت الهيئة العامة للكتاب  "الأقباط في السياسة المصرية...نموذج مكرم عبيد ودوره في الحركة الوطنية" للدكتور مصطفى الفقي. ، وينقسم الكتاب الذى يقع فى حوالى 175 صفحة الى خمسة فصول، وهم الأقباط نظرة عبر التاريخ، مكرم عبيد والمدخل إلى الحركة الوطنية، الزعيم المرموق في حزب الأغلبية، مكرم عبيد والانشقاق عن الوفد، تحليل وتقييم.
وياتى هذا الكتاب فى اطار الاهتمام بالدراسات المتصلة بالوحدة الوطنية والاندماج القومى لاسباب تتصل بالاستقرار السياسى لعدد كبير من دول العالم الثالث ، لذلك قام الدكتور " مصطفى الفقى " بالبحث فى التاريخ السياسى للاقباط فى مصر الحديثة متخذا من السياسى المصرى " مكرم عبيد نموذجاً تمضى من خلاله الدراسة عبر مرحلة مهمة فى مصر من فترة مابين الثورتين 1919 – 1952 

الاقباط .. والجزية
ويوضح الدكتور مصطفى الفقى ان الاقباط فى مصر طائفة فريدة اذا قورنت بالاقليات الاخرى فى العالم  اذ ان جذورهم العميقة واصولهم الواضحة فى دولة لها تاريخ طويل معروف جعلتهم جزء لا يتجزا من نسيج الشعب المصرى ، الا ان الاقباط ظلوا لعدة قرون بمنأى عن الحياة العامة فى مصر ولكن مشاركتهم بدات تتزايد تدريجيا مع ميلاد مصر الحديثة ، فقد اصبح الاقباط منذ الحملة الفرنسية وحكم محمد على عنصرا فعالا وهما فى الحكومة خاصة فى الشئون المالية والادارية .

الشخصية العلمانية لثورة 1919
ويصف الدكتور الفقى ثورة 1919 بانها ذات شخصية علمانية وهذا ما هيأ للاقباط فرصة حقيقية للاسهام بقوة فى المواقف الوطنية ، كما شجعت السياسة الزغلولية التى ترفض التفرقة الدينية العنصر القبطى على ان يصبح اكثر فاعلية فى الحركة الوطنية المصرية ، وواصل حزب الوفد اتباع نفس الاستراتيجية واحتوى الاقباط حتى صار الحزب لفترة غير قصيرة تعبيرا عن الوحدة الوطنية المصرية ، حيث كان الحزب يعلو على كل الولاءات الطائفية محتويا جميع الطوائف وممثلا للاقليات .

العصر الذهبى للمشاركة القبطية
وهذه الدراسة التى قام بها دكتور مصطفى الفقى توضح ان مكرم عبيد هو الوحيد من بين السياسين الاقباط الذى عبر حاجز الاقلية ليصبح شخصية عامة، كما كان اول قبطى يتولى مسئولية رئيسية فى حزب الاغلبية ، وقد نجح عبيد فى ان يصنع جسورا قوية مع الراى العام المصرى لمدة سنوات طويلة، وساعده على ذلك المناخ العام الذى تجسد فيه قدر معقول من الديمقراطية الليبرالية التى تقوم على اسس علمانية تفصل بين القرار السياسى والموقف الدينى، حيث تمثل ثورة عام 1919 بداية العصر الذهبى للمشاركة القبطية فى الحياة السياسية تحت رايات الوحدة الوطنية  .

موقف الاقباط .. و نزعة الحاكم

ويوضح الكتاب ان تدقيق النظر فى دور الاقباط فى التاريخ السياسى لمصر الحديثة  يوضح انهم قد لعبوا دور هام فى المجتمع ، واهتموا بالتجانس السياسى والانصهار الكامل فى الحياة السياسية ، ولم تختلف افكارهم وامالهم عن افكار وامال بقية المصريين ، كما كانت ظروفهم الاجتماعية تتحدد وفقا لنزعة الحاكم وميوله ، فعندما كان الحكام يحسنون معاملاتهم ويتميزون بالسماحة تجاه معتقاداتهم كان الاقباط يقومون بدور فعال اجتماعيا وسياسيا ، ولكن حين كان الحكام غير ذلك كان الاقباط ينسحبون من الحياة العامة ويتحولون الى طائفة منكمشة ويصبحون سلبيين على الصعيدين الاجتماعى والسياسى .

شارك بآرائك وتعليقاتك ومناقشاتك في جروبنا على الفيس بوك أنقر هنا
أعرف مزيد من الأخبار فور حدوثها واشترك معانا في تويتر أنقر هنا
  قيم الموضوع:          
 

تقييم الموضوع: الأصوات المشاركة فى التقييم: ٢ صوت عدد التعليقات: ٢ تعليق