بقلم:جرجس بشرى ولقد كان العبث بالنيل ومياهه جريمة في مصر القديمة، لدرجة أن أصدر الملك "حور مُحب"، قانونًا يُعاقَب بمُقتضاه مَنْ يَقوم بتلويث مياه النهر بعقوبة: "جدع الأنف"، كما أن "كتاب الموتى" -وهو يُعتبر واحداً من أهم الكتب المقدسة عند المصريين القدماء- ذكرَ أن الميت عندما يقف أمام الإله يوم الحساب يقول له: "... لَمْ أكذب، لَمْ أسرق، لَمْ أقتُل، لَمْ أُلوِّث الماء المقدس". وأظُنُ أن المُبحِرين في السياسة يُدركُونَ تمامًا أن الحروب والصراعات التي سَتشهدُهَا الفترةُ المقبلة من تاريخ البشرية، ستكون مُعظمَها صراعات وحروب على المياه، في ظل التزايد المهول والمطرد لعدد سكان العالم. ومن المؤكد أن حقوق "مصر" في النهر هي حقوق تاريخية، وتضمنها معاهدة 1929، ولكن السؤال: متى تتحرك الدبلوماسية المصرية لتتفاوض بشكلٍ جَدِّي في هذه القضية المصيرية؟ والتي أُؤكد أنها قضية حياه أو موت؟ إنني من على هذا المنبر الوطني الحقوقي الحُر، أُناشد الرئيس المصري "محمد حسني مبارك" بسرعة إنشاء "وزارة" خاصة بنهر النيل في مصر، أو إنشاء مجلس قومي متخصص لأمن النهر تابع مباشرة لرئيس الجمهورية، بحيث تكون مُهمة هذه الوزارة فقط هي: "كيفية الحفاظ على مياه النيل" ، واتخاذ التدابير القانونية اللازمة للحفاظ على هيّبته، وتوعية المواطنين بكيفية ترشيد مياهه، وكيفية استغلالها بطريقة مُثلَى، كما يجب أن تَشتَملَ هذه الوزارة على قسمٍ خاص بإدارة الأزَمَات الخاصة بالنهر، والتَحدِيَات التي تُواجهه، وكيفية تلافيها بالطرق العلمية والقانونية. |
شارك بآرائك وتعليقاتك ومناقشاتك في جروبنا على الفيس بوك أنقر هنا |
أعرف مزيد من الأخبار فور حدوثها واشترك معانا في تويتر أنقر هنا |
تقييم الموضوع: | الأصوات المشاركة فى التقييم: ٥ صوت | عدد التعليقات: ٢ تعليق |