بقلم: صبرى فوزى جوهرة لا شك ان آخر ما يجول فى عقل السيد رمضان ببرطعته فى ربوع امريكا وما يجيىء خلالها من لقاءات واحاديث متعددة فى معاقل الفكر ووسائل الاعلام المختلفة المتوفره فى هذه البلاد هو الحاق اى قدر من الضرر بالاسلام . و لكنى اعتقد ان المحصلة النهائية للزيارة الميمونة سيترتب عليها ربما الكثير من النتائج السلبية. و لعل ذلك يرجع الى اختلاف وقع رسالته على الامريكيين عن جمهوره المعتاد من الاوروبيين حيث يعيش. اقول "ربما" لاننى لا اتصور ان هناك خلافات فى طبيعة المبادىْ التى تتبناها الشعوب المتحضرة على جانبى الاطلنطى و تسعى للعيش بمقتضاها و العمل حسب معطياتها, و لكن هذا التوافق لا يعنى تساوى الاوروبيين و الامريكييين فى مقدار و سرعة الاستجابة للتحدى المتمثل فى دعوة السيد رمضان, نظرا لاختلاف جمهور السامعين, و ربما حدة رد الفعل الامريكى للفكرالاسلامى المتطرف ومن هنتا جاء حرص مسلمى الولايات المتحدة على العمل فى صمت و تجنب التجمعات الغوغائية و التخريب واللجوء الى الاحاديث النارية والخطب المحرضة على العدوان فى العلن. تتلخص دعوة رمضان التى حملها الى كافةربوع الولايات المتحدة و معاقلها فى تأكيد امكان اندماج المسلمين القاطنين فى الغرب , فى مجتمعاتهم دون التخلى عن عقيدتهم. و هذا فى اعتقاد العبد لله هراء مطلق. ضلال مبنى على خداع النفس و محاولة تحويل دائرة الى مربع , او كما قالها مثلنا الاعلى ابو لمعة الاصلى للخواجه بيجو وهو "يوصف له" كيف يصل الى مكان ما لم يسمع عنه ابو لمعه نفسه: استرسل بطلنا المحبوب فى الوصف الى ان وصل بالخواجه الى "حارة سد" تنتهى بحارتين واحده على اليمين و الاخرى على اليسار. و عندما استفسر الخواجه عما اذا كان لازم يحود على ايده اليمين ولا ايده الشمال, جاء رد ابو لمعه سريعا واثقا بانه لازم يحود على الايدتين. مثل هذا هو ما قدمه السيد رمضان مبشرا مسلمى الغرب: يحودوا على الايدتين...ليس تحديا لقدرات المسلمين, فلا اعتقد انه عمل على استنفارهم للبدء فى اصلاح شامل لكافة ما يتعلق بعقيدتهم و احوالهم وهو امرطال انتظاره , بل كان يرمى لاقناع الامريكيين بانه فى استطاعة المسلمين المقيمين بينهم الاتيان بهذا العمل المعجزى. لا اتهم السيد رمضان بمحدودية الذكاء او قلة الفهم, و انما ارى فى محاولاته ما هو اكثر خطورة من ذلك, وهو الاصرار على خداع الذات. و ان تردى الحال بشخص الى ان "تهون عليه نفسه" لدرجة قبول خداعها, فلا شك انه لن يبالى بل و سيتعمد خداع الاخرين اذا لزم الامر, و ربما ان لم يلزم, لتحقيق غرض ما. ينصح السيد رمضان المسلمين فى الغرب بالتمسك بعقيدتهم التى لا شك انه يشاركهم اياها, حسبما يملى المنطق , بينما يسعون الى الاندماج فى مجتمعاتهم الجديدة. و لكنه فشل و تحاشى تقديم الحلول لهم عندما يواجهون التعارض المعروف بين ما تمليه عليه عقيدتهم و ما يتوقعه و يتطلبه المجتمع الغربى. ماذا يكون القرار مثلا بعد ممارسة فتاة للجنس قبل الزواج, و قد اصبح هذا هو الامر المتبع للعديد من المسلمات الائى ولدن او كبرن فى الغرب, فى"ليلة الدخلة", ؟ كيف يكون المخرج؟ هل فى تركيب نص نعل ترقيع بكارة؟ ام فى اللجوء الى منتجات الصين؟ ام فى الامتثال للرجم فى "بارك عام" بعد صلاة الاحد (عطلة نهاية الاسبوع فى الغرب - لضمان "فرجة اكبر عدد من المؤمنين و ما يضرش الكفار برضه علشان يتعظوا و يدخلوا الاسلام)؟ ماذا عن موقف الامريكى المسلم حيال اصرار كافة حكومات الولايات المتحدة المتعاقبة بلا استثناء على تأييد اسرائيل و مساندتها بلاحدود منذ قيامها و الى ان يرث الله الارض؟ فهذا هو قرارالسلطات الامريكية المنتخبة من الشعب بحقيقى مش كده و كده المعبر عن رغبته و الذى لا ولن تحيد عنه بصرف النظر عن سواد عيون العرب؟ و ما سر اختلاق الاعذار للمحرضين على الارهاب ضد الولايات المتحدة بالرغم من خطاب الحاج اوباما فى القاهرة و حشو مناصب مستشاريه بالمؤمنين و المؤمنات و محاولاته المشبوهه فى نظر الامريكيين فى التعامل برفق و "حنية" مع المسلمين بالرغم من تجاهلهم التام لمحاولاته الساذجة و ازدياد حالات الارهاب فى البلاد بعد توليه السلطة؟ اما ان يحث السيد رمضال المسلمين على الاندماج فى مجتمعات الغرب فهذا نصح رشيد و مفيد, ولكن فشله فى ايجاد الحلول للمفارقات السابقة وغيرها فهو امر يلام عليه حيث يعنى عدم قدرته على التعرف عليها او استحالتها او انعدام المصداقية والاخلاص فى الدعوة المعلنة لاختلافها عن حقيقة ما يمكن و ما يضمر . اما الدروس المستفاده من واقع و وحى زيارة السيد رمضان الميمونه, وجميعها معروفة للجميع منذ فجر الوعى الانسانى فهى: |
المقال الموضوع يعبر فقط عن رأي صاحبه وليس بالضرورة عن رأي أو اتجاه الموقع |
شارك بآرائك وتعليقاتك ومناقشاتك في جروبنا على الفيس بوك أنقر هنا |
أعرف مزيد من الأخبار فور حدوثها واشترك معانا في تويتر أنقر هنا |
تقييم الموضوع: | الأصوات المشاركة فى التقييم: ٦ صوت | عدد التعليقات: ١ تعليق |