بقلم: عزت عزيز حبيب
بين يدي صورة خطاب صادر من مديرية التربية والتعليم بأسيوط قسم توجية العلوم، وموجه للسيد الأستاذ مدير إدارة القوصية التعليمية، ونص الخطاب كالتالي:
***********
محافظة أسيوط
مديرية التربية والتعليم
توجية العلوم
السيد الأستاذ/ مدير إدارة القوصية التعليمية
تحية طيبة وبعد,,,
بشأن التنبيه على الأستاذ/ (أحتفظ بالاسم بناء على طلب صاحبه) معلم بمدرسة (أحتفظ بالاسم أيضاً) بضرورة حضوره برنامج استخدام المعامل المطورة في تدريس فيزياء الثانوية العامة في الفترة الصباحية الساعة التاسعة صباحاً من يوم 19 أبريل إلى 23 أبريل 2009 بمركز التدريب الرئيسي بشارع الجيش، على أن تكون الإنتقالات وبدل السفر على حساب الإدارة التعليمية ومن يتخلف يعتبر متخلفاً عن عمله الأصلي!!!؟
هذا للعلم والإحاطة...
وتفضلوا بقبول وافر الإحترام.
رئيس القسم مدير التوجيه الموجه العام يعتمد المدير العام
توقيع توقيع توقيع توقيع
((هذا نص الخطاب الذي أحتفظ به لديّ))
الأمر الخطير هنا أن المسيحيين يحتفلون يوم 19 أبريل من هذا العام بعيد القيامة المجيد ومصر كلها تحتفل يوم 20 أبريل بعيد شم النسيم، لكن غالباً الوزارة هذه لا تعرف هذه الإحتفالات أو لا تعترف بها على وجه الدقة، وها نحن نرفع هذا الخطاب لوزير ما يسمى بالتربية والتعليم راجياً إتخاذ اللازم وسريعاً، ومش عايزين في كل عيد تطلع لنا حاجة تعكنن علينا وعلى مصر كلها لأن العملية مش ناقصة فتن وعنصرية عيني عينك، وتحديد موعد التدريب لم يأتِ من فراغ أبداً بل هو مقصود مسبقاً، فالجميع يعلم أن هناك أعياد تأتي في ختام مدة صيامنا هذه التي تصل لخمس وخمسين يوماً، بل ما يؤكد كلامنا هذا أن هناك عيد شم النسيم الذي يحتفل به كل المصريين دون تفرقة، لكن للأسف جاء فقهاء هذه الوزارة ليضعوا حداً فاصلاً بين من يتبعهم من المدرسين وبين احتفائهم بأعيادهم الدينية وهذا أيضاً ليس بجديد علينا، فمواعيد الإمتحانات التي تضعها الوزارة كل عام وتتعمد أن تواكب احتفالاتنا بالأعياد لهي خير دليل أيضاً أنهم لا يعترفون بأن هناك الملايين -دون تحديد الرقم- من المسيحيين لهم الحق في أن يحتفلوا بأعيادهم الدينية كغيرهم من بني البشر بل كغيرهم من أبناء بلدهم.
مع العلم أن المسيحيين احتفلوا يوم الأحد الثاني عشر من أبريل بأحد الشعانين أو أحد السعف، وبالرغم من هذا قامت نفس المديرية -مديرية التربية والتعليم بأسيوط- بتوجيه خطابات للسادة مدرسي مادة الكيمياء لنفس الغرض وبداية من يوم الأحد 12 أبريل نفسه.
متي يفيق هؤلاء الذين يتحكمون في شئون وزارة هذا حجمها؟؟ هل يعقل أنهم لا يعلمون بكل هذه الأعياد؟، وإذا كانوا بالفعل لا يعلمون فهم أكثر جُرماً وجهلهم لا يعفيهم من أنهم يتصفون بالعنصرية، فكيف لهم أن لا يعلموا بأعياد شركائهم في الوطن ومقتسمي لقمة العيش معهم؟ ووظيفتهم تحتم عليهم أن يكونوا على علم بكل هذه الأمور التي تتعلق بعقيدة إخوتهم المسيحيين، ولكن قد يقول أحد هؤلاء واضعي هذه المواعيد أنه لم يرَ تنويهاً أو إعلاناً أو حتى تلميحاً من وسائل الإعلام التي يطلق عليها اعتباطاً قومية.. وهو هنا عنده حق فالجميع يعلم أن كل وسائل الإعلام عنصرية بدليل أنه لا يوجد إي برنامج ديني أو اجتماعي يتناول حياة الملايين -دون تحديد العدد- من المسيحيين، فهل يُعقل أن تكون وسائل الإعلام هذه تقوم على مال دافعي الضرائب من المسيحيين وغيرهم في الوقت الذي لا نرى فيه أي قناة تلفزيونية تقدم برنامج يهم ملايين المسيحيين؟ ويضحكون علينا كل عيد بتقديم حوار مع أحد رجال الدين المسيحيين بعد أن يكونوا قد بثوا لنا جزءاً من القداس الخاص بهذه المناسبة أو تلك..
متى يقف المسيحي ويقول نعم أنا آخذ حقي في بلدي مثلي مثل أخي وشريكي في الوطن؟ متى يقف أي مسئول أو حاكم ويقول أن بلدنا مصر مثالاً قوياً للمواطنة وحقوق الإنسان واحترام آدمية الجميع؟ إلى متى تستمر وزارة ما يسمى بالتربية والتعليم في بث روح العداء للمسيحيين أياً كانوا طلبة أو مدرسين؟
عزت عزيز حبيب
محام وناشط حقوقي |