CET 00:00:00 - 23/05/2010

مساحة رأي

بقلم: فاضل عباس
دور الانعقاد الأخير لمجلس النواب قد يوصل الوهم لعدد من الناس بان هناك إنجازات للنواب وخصوصاً أن ضجيج النواب كان عالياً في نتائج عدد من لجان التحقيق، ولكن المهم هنا هو أن لا تنطلي هذه المسرحيات على المواطنين، فالحكم على أداء النائب لا يمكن أن يكون من خلال بضع أسابيع لنقول أن هذا النائب جيد أم لا وخصوصاً أن عمر الدورة التشريعية هي أربع سنوات وليس أسابيع!! وإذا قبلنا نحن بهذا المنطق ( منطق الأسابيع أو الدور الواحد ) فهذا يعني أننا نشرع للنواب الجدد بان عليكم النوم في سبات كبير لمدة ثلاث سنوات ونصف وفي نهاية العمل التشريعي عليكم القيام بحركات بهلوانية لتقولوا للمواطنين هذه هي إنجازاتنا، والشيء الآخر الغريب هو اعتبار الضجيج الإعلامي انجاز للنواب !!.         
                
والشيء الآخر المهم هو هذا الاتفاق غير المعلن بين الكتل النيابية على الاتفاق على كل شيء في نهاية الدورة التشريعية حتى أننا لم نعد نعرف الموالاة من المعارضة في المجلس !! وكان لسان حال جميع النواب يقول علينا جميعاً استثمار المرحلة الأخيرة مع بعضنا لكي تعود بالنفع على الجميع، فلأول مرة لا يختلف النواب داخل المجلس وهم من مارسوا رياضة اللكم ( البكس) والشتائم على مرآى ومسمع العالم كله هذا غير الاعتكاف وتعطيل الجلسات طيلة السنوات السابقة ولكن في الدور الأخير كانوا كالحمل الوديع.
إن قياس الانجازات يكون عبر معرفة الدور الذي تم من خلال الدور الرقابي والتشريعي، فعلى صعيد الدور التشريعي مازال قانون الصحافة عالقاً في أدراج النواب ويريد له البعض أن لا يخرج هذا بالإضافة إلى قوانين مهمة لم يتم انجازها، ولكن كل هذه القوانين هي غير مهمة للنواب فالمهم بالنسبة لهم هو إنجاز تقاعد النواب السخي لكي تبقى جيوبهم ممتلئة حتى بعد خروجهم من المجلس وكأنهم كانوا في وظيفة وليست مهمة وطنية.
                   
فتقاعد النواب لا يأخد وقتاً لكي يتم إقراره ولكن قانون الصحافة يحتاج إلى دراسة معلقات شعرية لسنوات طويلة !! هؤلاء هم نواب 2006 الذين لهثوا وراء مصالحهم الخاصة وليس مصالح المواطنين ودغدغوا عواطف المواطنين بالحديث عن الملف الأخلاقي والفساد الذي اكتشفوه فجأة وفي الدور الأخير فقط !! حتى تحول الكثير منهم إلى وعاظ في الأخلاق ونسوا أو تناسوا كيف أن الأخلاق تكون في احترام المواثيق التي قطعوها على أنفسهم مع المواطنين الذين انتخبوهم فهل من قال للمواطنين سوف يعدل الدستور قد عدله ؟ وهل من وعد المواطنين برفع مستوى المعيشة قد حقق وعوده ؟ أم رفع مستوى معيشته هو والجوقة التي معه ؟ !!، حتى أصبحت الأسعار تلتهم جيوب المواطنين ولكن النواب بالتأكيد لا يشعرون بالغلاء مع رواتبهم المرتفعة وسياراتهم اللكزسس وبدل السفر الذي أرهق ميزانية المجلس للكشته والسياحة والتقاعد سوف يحفظ لهم كل هذه الامتيازات والمواطنون في نظر النواب ليذهبوا إلى الجحيم.

المقال الموضوع يعبر فقط عن رأي صاحبه وليس بالضرورة عن رأي أو اتجاه الموقع
شارك بآرائك وتعليقاتك ومناقشاتك في جروبنا على الفيس بوك أنقر هنا
أعرف مزيد من الأخبار فور حدوثها واشترك معانا في تويتر أنقر هنا
  قيم الموضوع:          
 

تقييم الموضوع: الأصوات المشاركة فى التقييم: ٠ صوت عدد التعليقات: ٠ تعليق