CET 00:00:00 - 22/05/2010

مساحة رأي

بقلم: جرجس وهيب
 نجح اعتصام العاملين المؤقتين بمراكز معلومات التنمية المحلية، والذي استمر 28 يومًا في إجبار الحكومة على منحهم حقوقهم التي حرمتهم منها على مدار 8 سنوات، فخلال الـ 8 سنوات الماضية أرسل العاملون بالمعلومات الآلاف من الشكاوى والاستغاثات إلى كبار المسئولين؛ من وزير التنمية المحلية إلى وزير التنمية الإدارية إلى رئيس الوزراء، فضلاً عن إثارة الموضوع بمختلف الصحف، إلا أن ذلك لم يُغيِّر في الأمر شيئا.

غير أن 28 يومًا من الاعتصام، أجبرت الحكومة على الاستجابة لطلبات العاملين بمعلومات التنمية المحلية، والتي أُنشئت عام 2002م، بقرار من الدكتور عاطف عبيد رئيس الوزراء الأسبق، وباقتراح من اللواء مصطفى عبد القادر وزير التنمية المحلية الأسبق، لإعداد أول خريطة معلوماتية عن مصر بسواعد شباب المعلومات والبالغ عددهم 32 ألف شاب وفتاة.

فاستطاع شباب المعلومات إعداد أول خريطة معلوماتية لمختلف النجوع والقرى والمدن، والتي تشمل كافة البيانات عن الأُسر المصرية من الدخل والوظائف، وعدد الأبناء والمستوى التعليمي والمستوى الاقتصادي، ومعدلات الإنفاق في مختلف أوجه الحياة من مأكَل ومشرَب وملبَس وتعليم، كما تم إعداد حصر دقيق عن أعداد العاطلين والمعوّقين وإعداد أول خريطة معلوماتية عن النشاط الإقتصادي والحرفي لمختلف القرى والمدن، كما تمت المشاركة فى التعداد السكاني لعام 2006م، وتم تعيينهم بعقود عمل مؤقتة لمدة 3 سنوات وتثبيتهم بعدها مباشرة وبأجر 150 جنيهًا للمؤهل العالى، و120 جنيهًا للمؤهل فوق المتوسط، و100جنيهًا للمؤهل المتوسط، دون أن يتمتعوا بأي من مزايا العاملين الدائمين من زيادات سنوية أو حوافز أو تأمين صحي واجتماعي، ومع مرور الأيام والارتفاع الكبير في الأسعار تضآلت هذه المرتبات بشكل كبير، بالإضافة إلى زواج أغلب العاملين بالمشروع.

مع هذا لم تشفع كل هذه الإنجازات من أن ينظر المسئولون إليهم نظرة إنسانية.. فكيف لأسرة مكونة من أب وأم وطفل على الاقل أن يكون مصدر دخلها 150 جنيهًا أو120 جنيهًا أو100جنيهًا، فلم يجد شباب المعلومات من بُد من الاعتصام أمام المحافظات التي لم تحرك ساكنًا، فكان الاعتصام أمام مجلس الشعب هو الحل الوحيد، واعتصام المعلومات مثال رائع للاعتصام الناجح والحضاري، فالتنسيق بين مختلف المحافظات كان فى غاية الصعوبة لعدم وجود سابق معرفة بينهم، ورفض مديري المعلومات بالمحافظات التنسيق بين مختلف المحافظات، كما لا توجد لجنة نقابية للعاملين بالمعلومات تنسق فيما بينهم، فكان التنسيق والاتفاق عبر شبكة الانترنت، ثم كان التجمع أمام مجلس الشعب، فخلال التجمع الأول تم اختيار منسق من كل محافظة ومنسق من كل مركز من مراكز المحافظات، كما تم اختيار ثلاثة أفراد من العاملين ليكونوا حلقة الوصل بين العاملين بالمعلومات وبين مختلف الصحف والفضائيات والشرطة ومجلس الشعب، وكان لا يجوز لأحد التحدث مع الصحف والفضائيات أو المسئولين إلا من خلالهم،  ولم تصدر كلمة واحدة مسيئة ضد أي مسئول، ولم يتسبب المعتصمون فى إعاقة حركة السير، ورفض المعتصمون تسييس قضيتهم، فكان التركيز على مطالبهم فقط دون الزج بهم فى الصراعات السياسية، فرفضوا مقابلة الدكتور "أيمن نور"، كما رفضوا بطاطين ووجبات قُدمِت لهم من حركتي كفاية و6 إبريل.

لذلك كان النجاح والاستجابة لطلباتهم، وتم رفع مرتبات العاملين من حملة المؤهلات العليا من 150جنيهًا إلى 381جنيهًا، ومرتبات العاملين من حملة المؤهلات الفوق المتوسطة والمتوسطة من 120جنيهًا و100 جنيه إلى 320 جنيهًا، وضم العاملين لمظلة التأمين الصحي والاجتماعي اعتبارًا من يوليو القادم،  ومن أجل تحقيق ذلك تحمّل العاملون حرارة الشمس نهارًا وبرودة الليل والنوم على رصيف مجلس الشعب لمدة 28يومًا فى ظروف قاسية ولا إنسانية دون كلل أو ملل وكان يحركهم إيمانهم بمطالبهم العادلة.
فعلاً لن يضيع حق ورائه مطالب.

شارك بآرائك وتعليقاتك ومناقشاتك في جروبنا على الفيس بوك أنقر هنا
أعرف مزيد من الأخبار فور حدوثها واشترك معانا في تويتر أنقر هنا
  قيم الموضوع:          
 

تقييم الموضوع: الأصوات المشاركة فى التقييم: ٠ صوت عدد التعليقات: ٠ تعليق