بقلم : نصر القوصى
طالما مررت بشارع رمسيس بمدينة الأقصر لا بد ان يلفت نظرك ذلك الرجل الصامت الذى يخرج يوميا من الساعة السابعة صباحا حتى الساعة الواحدة بعد الظهر لا يفعل شيئا سوى الصمت والنظر الى الماره يجلس على كرس متحرك مربوط فيه مجموعه من البالونات ويوجد بجواره زجاجة مياه وكيس ملىء بالبسكويت جميع الماره يعتقدون أنه جلس من أجل طلب مساعدة مالية منهم ولكن حينما يقوم أى شخص بتقديم مساعدة مالية له يرفضها من خلال أشارة بيده بالرفض دون حتى أن ينطق بكلمة الرفض
أقتربت منه وحاولت أن أتحدث معه أكثر من مرة وفى كل مرة أفشل حتى كانت المرة الثالثة وبعد أصرار منى بذلك تكلم معى قائلا أسمى عبد الله محمود شهاب كنت موظفا سابقا بالسكه الحديد لمدة خمسة سنوات فتركتها وأنتقلت الى وحدة الملاريا وفى النهاية مديرية الأسكان اتقاضى معاشا يبلغ 800 جنية لدى سبعة أولاد ثلاثة صبيان وأربعة فتيات وعن السبب الرئيسى لصمته قال أنه لا يريد التحدث مع أحد بسبب الكذب والنفاق الذى أمتلىء به المجتمع
و عن أصابته التى أقعدته على كرسى متحرك قال أننى كنت جالسا فى يوم من الأيام أتسامر مع أحد أصدقائى وأذا بى لا أستطيع أن أقف على قدمى فذهبت الى مستشفى الأقصر الدولى وخرجت عاجزا تماما عن المشى كما ترى اما عن سر البالونات المربوطه فى كرسيه المتحرك فقالى لى لا تسخر من هذه البالونات فأن أربطها بالكرسى لتجذب الأطفال الماره فأن محب لبراءة الأطفال لانهم لا يكذبون بعكس الكبار الذين لا يتحدثون سوى كذبا ونفاقا وهم يتسابقون الآن لتدمير مجتمعهم وقد آلمنى كلام هذا الصامت والذى ذكرنى بما يحدث داخل المجتمع المصرى فالكل يتصارع من أجل الوصول الى المال حتى لو كان ذلك على حساب حياة الآخريين وكلنا يعرف ذلك وقد جاء الوقت لأعادة التفكير فى كل شيىء |