بقلم : انطوني ويسلن كنا بنقضى فى المدرسة وقت أكتر من الوقت اللى بنقضيه مع أهلنا .. فكان تأثير المدرسة كبير اوى فى حياتنا !.. ماكنش عندى أى استعداد أسمح لحاجة او لحد يخطف منى التفوق ده لان انا اللى تعبانة فيه.. وبالتالى ده حقى ! .. لكن كلمة " الحمد لله " ماكنتش تعرف طريقها على لسانى .. وكأنى كنت مبرمجة على الشكوى بس!.. انا فاكرة ان فى ابتدائى كان عندنا راهبة فرنساوية كانت كل يوم تقودنا فى الصلاة .. كل يوم نفس الصلوة : " يا إلهنا إحنا بنشكرك من أجل يوم جديد إنت بتديهولنا .. بنسلمك يومنا وحياتنا ! ".. شابة أسبانية زى القمر ومخها ذرى بكل المقاييس ! .. يعنى دى لو كانت قعدت فى بلدها .. كانت بقت دكتورة نابغة اوكانت درست فى الجامعة !.. يا ترى ايه اللى خلاها تسيب حياة العالم وتيجى مصر عشان تدرس علوم ورياضيات لشوية عيال ! .. ماكنش عندى إجابة !.. لكن كل اللى فات ده كوم .. واللى جاى كوم تانى ! .. ( سير مندرس ) كانت فى طريقها للصعيد هيه و3 راهبات تانيين .. هيه كانت سايقة العربية .. وربنا سمح إنهم يعملوا حادثة كبيرة اوى ! .. وانا شايفة بعينى مصير ( سير مندس ) .. قاعدة على كرسى متحرك .. مشلولة ..! وأمتى ؟!.. وهيه فى بداية التلاتينات من عمرها !.. يعنى فى عز شبابها ! .. طب ليه ؟!.. دى كانت رايحة الصعيد عشان تساعد المحتاجين ! .. برضه معنديش إجابة !.. مش كده وبس .. ( سير مندس ) كانت كمان بتدرس لنا دين ! .. وطبعاً كانت بتبتدى الحصة بإنها تقول : غمضوا عنيكم عشان نصلى !.. انا فى أوقات كتير ماكنتش باغمض عينى عشان أتفرج عليها وهيه بتصلى !.. إيه ده ؟!.. إيه الخشوع ده ؟!.. هاموت وأفهم إنتى بتشكرى ربنا على ايه ؟!.. ع الكرسى المتحرك اللى إنتى قاعده عليه ؟!.. ولا ع العيشة اللى إنتى عايشاها بره بلدك وبعيد عن أهلك ؟!.. إنتى ازاى مش مخاصمة ربنا ؟!.. لا واللى يغيظ اكتر واكتر .. انها بتكلمنا عن محبة ربنا كأنها شايفة منه دلع محدش شايفه !!!.. برضه معنديش تفسير !.. بمناسبة الكرسى المتحرك .. مره كانت بتكلمنا عن القناعة والشكر فى الظروف الصعبة .. وقالت : لو عندى عربية صغيرة .. بدل ما أقول ( ليه معنديش عربية كبيرة ؟ ) .. اقول : اشكرك يارب لانك إديتنى عربية صغيرة .. ولومعنديش عربية خالص .. بدل ما أقول : ( ليه ربنا مستخسر فىَّ عربية صغيرة ؟ ) .. اقول: أشكرك يارب لانك إديتنى قدمين أقدر أمشى بيهم !.. أنا وقتها كنت صغيرة وماعجبنيش الكلام طبعاً فضحكت بسخرية !.. شافتنى !.. سألتنى عن سبب ضحكى !.. قلت لها : أعفينى من الاجابة لانى مش عايزة أجرحك ! .. أصرت تعرف !.. فقلت لها : والشخص اللى ربنا سمح انه يتشل .. يبقى يشكر على ايه ؟!.. قالت لى بيقين الواثق : عايزة تعرفى انا بشكر ربنا على ايه ؟ .. انا بشكره على الوقت اللى كنت ماشية فيه على رجلى !.. وبشكره على نوره اللى منور قلبى وحياتى وآخرتى !.. ماتقلقيش علىَّ !.. عندى كتير أشكر ربنا عليه !.. الأزمة عمرها ما كانت فى نقص دواعى الشكر .. المشكلة دايما فى العين اللى مش شايفة النعمة !.. وقالت لى : لما ربنا بيدى نعمة او عطية لشخص .. بيقبلها بدون تفكير ويتمتع بيها .. لكن لو ربنا قرر يسحبها منه .. بيبقى ازاى ربنا يعمل كدا ؟!.. " تتكلمين كلاماً كإحدى الجاهلات ! أالخير نقبل من عند الله ، والشر لا نقبل ؟" ( أيوب 2: 10) حتى لوحيرتك زادات .. وقلبك كان بيبكى بدل الدموع دم .. إجرى على الرب و" اسكبى أمامه شكواكى " (مز142: 2).. إتكلمى معاه بدل ما تحتفظى بالمرارة فى قلبك من ناحيته !.. لعلمك .. هو شايف المرارة دى حتى لو إنتى مش بتستجرى تنقليها من قلبك للسانك !.. لكن تغضبى وتبعدى .. يبقى إنتى كده وصلتى إبليس لمراده !.. مراده يحول ربنا فى عنينا من أب مٌحب لجلاد قاسى ! بقى انا ماعرفش اشكر ربنا فى الوسع .. وهيه عايزة تقنعنى اشكره فى الضيق ؟!.. فقلت أزنقها فى الكلام !..
وحتى لو إنت مش بتدور على ربنا خالص .. هوه برضه بيدور عليك ومشتاق لرجوعك لانه بيحبك !.. لو كنت فهمته من زمان .. كنت وفرت على نفسى وجع قلب كتير اوى !!.. " معرفة القدوس فهم " ( امثال 9: 10) " أما الأغبياء فيموتون من نقص الفهم " ( امثال 10: 21) |
المقال الموضوع يعبر فقط عن رأي صاحبه وليس بالضرورة عن رأي أو اتجاه الموقع |
شارك بآرائك وتعليقاتك ومناقشاتك في جروبنا على الفيس بوك أنقر هنا |
أعرف مزيد من الأخبار فور حدوثها واشترك معانا في تويتر أنقر هنا |
تقييم الموضوع:
![]() ![]() ![]() ![]() ![]() |
![]() |
![]() |