بقلم : عبد صموئيل فارس
طفت علي السطح في الايام الاخيره قضيتين لاتمثل في مضمونهما أشخاصا بقدر ما تعكس قصة مواطنون مصريون يعانون تمييز وأضطهادا لايحتاج الي مبررات تسوقه سوي انهم لاينتمون للهويه الدينيه للاغلبيه المسلمه في مصر
فعندما تفجرت اولا قضية الدكتور عصام عبدالله لم اكن مصدقا للامر لآن الدكتور عصام استاذنا وصديق عزيز ورغم علاقتنا الوطيده إلا انني لم اعلم بخبر هذه القضيه سوي عن طريق ألاعلام فالرجل له العديد من اصدقاءه وتلاميذه المسلمين الذين اثق ان اغلبيتهم لايعرف هوية الدكتور عصام الدينيه هذا بخلاف انه يحاضر في الكثير من الجامعات والمنتديات العربيه والخليجيه والذين يكنون كل حب وتقدير لفكر هذا الرجل وهذا لم نسمعه ولكننا رأيناه هنا في القاهره مع بعض الشباب السعودي الذين تم إستضافتهم في منتدي الشرق الاوسط للحريات كنموذج للفكر اليبرالي داخل المملكه والذين اثنوا كثيرا علي محبتهم للدكتور عصام وتأثرهم بشخصية هذا المفكر والفيلسوف
ومع أنتشار امر القضيه سنحت الفرصه لي لمقابلة الدكتوره نشوي وهي تلميذة الدكتور عصام والذي تم أتهامه بسرقة ابحاثها وسألت الدكتوره نشوي عن حقيقة الامر بكل حياديه فذكرت لي أن الدكتور عصام له فضل عليها وانها لولا وقوفه بجانبها لكانت فقدت درجة الدكتوراه وأنه أستاذها وصاحب فضل لاينكر عليها وأكدت انها ليست طرفا في القضيه وأن اللجنه هي التي تتربص بالدكتور عصام ولكن مع مرور الايام وجدت أنها تم إستدعائها للتحقيق من قبل النائب العام بعد ان طالب الدكتور عصام تدخل فوري للدوله حفاظا علي سمعة الجامعه المصريه وعلي سمعة الدوله بصوره عامه متحملا اي قرار يتم الفصل في هذه القضيه
وامام إصراره ومناورة اطراف القضيه اتضح ضمنيا ان موقف الدكتور عصام واضح وضوح الشمس من صلابته وتمسكه بحقه وكما قال لي عبر التليفون انها ليست قضية عصام عبدالله بل هي قضية 20 مليون قبطي في مصر يعانون نفس ما أعانيه الان فلم يكن الامر صدفة او تعنت من مجموعه شاذه او خارجه عن القاعده بقدر ماهي سياسة دوله في إقصاء الاقباط وإخراجهم من الحياه العامه بكل فجاجه فكانت كلمات الدكتور عصام تحمل مراره في حلقه من الظلم الواقع عليه فيخفت صوته عبر الاسير ليقول لي انه خدم بلده بكل امانه وكان ومازال سفيرا مشرفا لها وهذه هي النتيجه يتم الادعاء عليه زورا في محاوله لتشويه سمعتي العلميه ولكنه يستطرد قائلا انه يثق في ان هناك عداله وشرفاء داخل هذا الوطن وان الحقيقه قريبا ستظهر للرأي العام
ولكن كما قلة انها سياسة دوله فقد حكي لي احد اساتذة الجامعه والذي تواجد في اجتماع مجلس الجامعات بأن شخصيه معروفه للجميع وجهت كلامها للمجلس ان سياسة زمان مع الطلبه ألاقباط لم تعد تجدي مع النظام الالكتروني في تسكين تقديرات المواد فلن يستطيعوا إقصاء الطلبه المتفوقين من الاقباط كما في السابق
فهذه رؤية الدوله وسياستها ليس في الجامعه فقط ولكن هاهو الباحث مجدي خليل يفجر قضية اخري عبر جريدة الدستور وبطلها هذه المره الدكتور دوس سوريال عدلي دوس والذي تم تجاهل ترقيته لدرجة سفير لثلاث مرات متتاليه بطريقه تعسفيه وعبر اتهامات ملفقه وكاذبه ويندي لها الجبين من قبل وزارة الخاجيه فبالرغم من ان عدد الاقباط داخل هذه الوزاره اساسا لايتعدي 1 في المائه إلا انه ايضا يتم ممارسة الاقصاء والاضطهاد بطريقه مستفزه كما هو الحال مع الدكتور دوس
فأغرب مافي قضيته هو الاتهام الموجه له تجسس لصالح الكنيسه والبابا بصراحه امور باتت غريبه وحال يؤسف له عبر موروث تراكمي من ثقافه المصاطب التي تتمتع بها الخارجيه المصريه والتي بسببها تراجع الدور المصري واصبح فرجه للعالم وهذا امر ليس بغريب ايضا فحينما يصل التعصب الي الشارع والمدرسه والحياه العامه من الطبيعي ان تجده في اماكن حساسه مثل الجامعات او الخارجيه فهذا إفراز طبيعي للتجييش الاعلامي والديني ضد الاقباط طوال عقود طويله من الزمن وبتبني صريح للدوله المصريه ولكن الي أي مدي ستتفاقم هذه الممارسات المفضوحه ضد الاقباط والي اين ستتجه ببلادنا لا احد يعلم !! |
المقال الموضوع يعبر فقط عن رأي صاحبه وليس بالضرورة عن رأي أو اتجاه الموقع |
شارك بآرائك وتعليقاتك ومناقشاتك في جروبنا على الفيس بوك
أنقر هنا
|
أعرف مزيد من الأخبار فور حدوثها واشترك معانا في تويتر
أنقر هنا
|