بقلم : حليم اسكندر
* تحت عنوان (إعلان الكنيسة دولة للأقباط) كتب السيد جمال اسعد في جريدة الدستور مقالأ اقل ما يقال عنه انه ملئ بالمغالطات وينم عن العداء الشديد للكنيسه ولقداسة البابا شنودة الثالث ويحرض الجميع ضد الكنيسه والبابا، ولا اعرف لصالح من هذا؟
اولاً : بدأ السيد جمال اسعد مقاله بانتقاد النظام الحاكم والحزب الوطني ، هل تعرف لماذا؟ اليك نص كلامه في المقال:-
"النظام الحاكم والحزب الوطني اللذان يرأسهما رئيس الجمهورية يتجاوزان الدستور في مادته الأولي «الخاصة بالمواطنة»، ويتناقضان مع المادة الخامسة والتي تمنع خلط الدين بالسياسة.. ويعلنان أن الكنيسة قد أصبحت دولة الأقباط وهي بمثابة دولة دينية داخل الدولة"
* وهو يلوم الدوله لانها "تحارب الدولة الدينية وتناهض الأحزاب الدينية وتحاصر الإخوان المسلمين، في حين انها تركت الحبل علي الغارب للكنيسه !!
يا سيد جمال ،أود ان أسألك سؤال : هل تتكلم سيادتك عن مصر ؟ والكنيسه المصريه؟ بأي منطق تقول هذا ؟ بمنطق ابوفانا والاعتداء علي الرهبان العزل ؟ ام بنطق شهداء الكشح ؟ ام ابو قرقاص ؟ ام العديسات ؟ ام نجع حمادي؟ هل بمنطق المراكز المرموقه التي يتبوأها الاقباط؟ هل بالحريه الغير مشروطه في بناء وترميم الكنائس ؟ الكنائس التي اصبح عددها يفوق بكثير اعداد المسيحيين !!! نظراً للحريه المطلقه في البناء والترميم ؟
الجدير بالذكر ان قداسة البابا اكد مراراً وتكراراً علي ان الكنيسة ليست منبر سياسى ومكان للمظاهرات وأيضاً ليس دولة داخل دولة كما يروج البعض. الكنيسة لم يكن بها أية مظاهرات ولكن ما حدث كان في فنائها، وهذا يحدث في كل مكان، واتساءل إذا حدثت مظاهرات في فناء الجامعة هل يسأل عنها رئيس الجامعة؟ المظاهرات تحدث في الجامعات وفي الأزهر وفي النقابات ولا يعني ما حدث أن الكاتدرائية قد تحولت إلي منبر سياسي.ولن يسمح للكنيسه ان تتحول الي منبر سياسي
ثانيأ:- يشير سيادته الي انه بحسه السياسي وقدرته علي قراءة المستقبل قد نبه وحذر من تنامي دور الكنيسه والبابا شنودة تحديداً اذ يقول "ولقد حذرنا من تنامي دور الكنيسة والبابا شنودة تحديداً السياسي وإصراره علي أن يكون هو الممثل السياسي وليس الديني فقط للمسيحيين في مصر، وذلك منذ عام 1992 وعند صدور كتابي الذي ناقش هذه القضية تحديداً ونبه لها وكان بعنوان "من يمثل الأقباط الدولة أم البابا "
ثم يستطرد ويقول "والمتتبع لهذه القضية ومنذ خروج البابا من الدير في 5 يناير 1985 وهو مبيت النية للإعلان عن هذا الدور بشكل علني دون مواربة، وذلك من خلال تلك الاتفاقية المناقضة لكل القيم السياسية والدينية والدستورية والأهم والتي تمثل الخطر الأعظم علي مصير الوطن، ومحتوي هذه الاتفاقية غير المعلنة وإن كانت ظاهرة وواضحة وضوح الشمس، هو أن تغمض السلطة والنظام أعينهما وتتغافلان عن تلك الممارسات السياسية التي يفرض من خلالها البابا دوره السياسي والذي يصر فيه أنه الممثل السياسي للأقباط بعيداً عن الدولة، وكانت مظاهر هذا الاستغفال المتفق عليه، الخضوع للبابا في كثير من المواقف والتي يظهر من خلالها مدي قوة البابا علي كسر ذراع النظام حتي يصبح بطلاً وزعيماً سياسياً في عيون الأقباط خاصة بعد استغلال البابا لمناخ الإرهاب والذي حشد من خلاله البابا الأقباط للهجرة إلي الكنيسة وجند كل الإمكانات الكنسية والسطوة الروحية للاقتناع بهذه الهجرة واستبدال الانتماء للوطن بالانتماء للكنيسة."
* وفي الفقره السابقه اتهامات لامبرر لها اطلاقاً بل وتتنافي مع الواقع العملي والفعلي ، والاتهام هنا ليس فقط اتهاماً لقداسة البابا - بل اتهام للدوله ايضاً- بانها عقدت هذه الاتفاقيه مع قداسة البابا! فهل هذا منطق ؟
* البابا زعيم سياسي ؟ واقوي من الدوله ؟ الدوله تخضع للبابا في مواقف كثيره؟ لاحظ عزيزي القارئ انه يردد نفس الكلمات التي يرددها الدكتور سليم العوا !! فهل هناك تحالف بينهما مع اخرين للهجوم علي الكنيسه وقداسة البابا؟ اترك الاجابه لفطنة القارئ !
الزعيم السياسي ياسيادة الكاتب : بكي امام المشكلات التي تواجه الكنيسه والمسيحيين ! الزعيم السياسي قال نستأنف الحكم للسماء ( بعد صدور الحكم ببراءة جميع المتهمين يقتل شهداء الكشح البالغ عددهم 21 شهيد) ولم يتم ادانة اي شخص !! وكأنهم قتلوا انفسهم !! البابا الذي اعترف الزعيم الليبي بحكمته ولقبه ببابا العرب !! البابا الذي يرفض ان يزور القدس الي ان تتحرر من الاسرائيلين؟
ثالثاً :- بدأ يسوق الامثله والتي يري انها تؤيد وجهة نظره ومنها قصة الراهب المنحرف والتي نشرتها جريدة النبأ ، فيدعي سيادته ان البابا هو الذي حرض علي التظاهر داخل الكاتدرائيه ، في حين ان الواقع يقول ان البابا هو الذي قام بتهدئة المتظاهرين وحثهم علي الانصراف ووعدهم بحل المشكله !
* ثم يتطرق الي قصة وفاء قسطنطين ( لاحظ ان هذا المقال كتبه في نفس الاسبوع الذي تكلم فيه الدكتور العوا علي نفس الموضوع وذكر ان هذا الموضوع هو السبب الرئيسي في الاحتقان الطائفي - رغم انه ( الدكتور العوا ) ينكر في نفس المقال وجود احتقان طائفي !!) فهل هذا توارد خواطر ؟ ام مجرد صدفه؟ ام ان هناك اتفاق؟
يقول سيادته "أما الحادثة الأخري الأهم وهي حادثة وفاء قسطنطين والتي أجبر فيها البابا النظام علي أن يسلمه مواطنة قد أعلنت إسلامها بمحض إرادتها وقيل إنها عادت إلي المسيحية، ومازالت وفاء محتجزة في مكان مجهول لا يعلمه أحد ولم تظهر لإعلان عودتها للمسيحية، والأهم هو تنازل الدولة عن حق ولايتها لمواطنة لجهة لا تملك تلك الولاية دستورياً وقانونياً "
* البابا اجبر النظام علي تسليمها؟ اعلنت اسلامها بمحض ارادتها؟ محتجزه في مكان مجهول ؟ تنازل الدوله عن حق ولايتها لجهه لاتملك الولايه؟ ( كلام الدكتور سليم العوا ) لماذا لم تذكر انها رددت واقرت امام النيابه انها ولدت مسيحيه وستموت مسيحيه – والكلام مثبت في محاضر رسميه؟
ثم يستطرد سيادته ويقول "ناهيك عن تلك الطلبات البابوية والتي تنفذ دون مناقشة مثل منع عرض فيلم أو مسلسل أو مصادرة كتاب حتي أصبحت الكنيسة أعلي جهة رقابة في البلد، وكان هذا في مقابل تصور خاطئ ووهمي وهو أن البابا يملك الأقباط في جيبه ولذا يسهل التعامل مع هؤلاء"
* استاذ جمال هل تصدق ماتكتب؟ ان كتب تصدق ؟ فتلك مصيبه !! وان لم تكن فالمصيبة اعظم!! واليك الدلائل علي عدم صدق ماتقول :-
1-تم عرض مسلسل (اوان الورد) رغم احتوائه علي مايسئ للمسيحيه وكتب في ذلك الاب الموقر القمص مرقس عزيز خليل في ملحق بكتابه استحالة تحريف الكتاب المقدس.
2-تم عرض فيلم ( بحب السيما ) رغم احتوائه علي مشاهد ضد المسيحيه .
3-تم عرض مسلسل (من لايحب فاطمه؟) كذلك.
هذا علي سبيل المثال لا الحصر ، فهل تتكرم سيادتك وتخبرنا ماهي الافلام والمسلسلات التي تم منع عرضها؟
وماهي الكتب التي تمت مصادرتها؟ الاتشاهد الكتب التي تهاجم المسيحيه وهي معروضه علانية وفي وضح النهار وعلي قارعة الطريق وعلي الارصفه وفي المحطات ولدي باعة الصحف ؟ مره اخري اجدني اتسائل .. سيادتك بتتكلم عن مصر ؟
رابعاً:- يشن سيادته هجوماً عنيفاً علي قداسة البابا حيث يري ان الدوله تترك للبابا الحبل علي الغارب في صفقه تري فيها الدوله قداسة البابا معيناً لها علي مسألة التوريث فيقول ان الدوله تأمل " أن يكون البابا مسانداً وداعماً للحزب الوطني والرئيس مبارك في انتخابات الرئاسة وبالطبع أن يكون البابا من مروجي ومؤيدي التوريث للوريث الابن الذي لم ير البابا سواه في مصر ولا أحق منه، حيث إن البابا يري أن مصر ماتت وأجدبت ولم تنجب غير الوريث، هذه هي العلاقة غير الشرعية بين النظام والبابا والتي أسقطت كل القيم السياسية والدستورية والدينية، حيث إن هذه العلاقة هي علاقة خاصة مع البابا ولصالح تلك الزعامة المشتهاة منه، ولا علاقة للأقباط كمواطنين مصريين، فهؤلاء قد تتنازل عنهم الدولة لصالح البابا، فلا الدولة تشعر بهم ولا تسعي لحل مشاكلهم، ولا يملك البابا ولا الكنيسة أن تكون بديلاً لتلك الدولة الغائبة والمغيبة، وضاع الأقباط الذين ساروا وراء عواطفهم الدينية والذين تم السيطرة عليهم من خلال زعزعة تلك العواطف والادعاء بأن البابا يطالب ويتبني قضاياهم ويقوم بحلها، وهذا يعني إسقاط الدستور الذي يتكلم عن دولة واحدة للمصريين فلا يوجد ما يسمي بدولة الكنيسة، وإهدار للمواطنة التي صدعونا بها علي مدار الساعة"
* وانا بدوري اسألك :- هل البابا مواطن مصري ؟ الاجابه بالقطع نعم ، هل البابا لديه بطاقه انتخابيه ؟ بالقطع نعم ، هل للبابا الحريه في التعبير عن رأيه كمواطن مصري ؟ بالقطع نعم ، اذن من حق قداسة البابا ان يعبر عن رأيه ، اذ حرية الرأي من الحريات الاساسيه التي يكفلها الدستور ، اذ تنص الماده 47 من الدستور علي ان "
حرية الرأى مكفولة، ولكل إنسان التعبير عن رأيه ونشره بالقول أو الكتابة أو التصوير أو غير ذلك من وسائل التعبير فى حدود القانون، والنقد الذاتى والنقد البناء ضمان لسلامة البناء الوطنى."
* ونري الكاتب في الفقره السابقه يحاول ان يستعدي الاقباط علي قداسة البابا بدعوي انه اي البابا لايقوم بحل المشكلات التي وضع البسطاء كل املهم وثقتهم فيه ولم يقم بحل تلك المشكلات !! وفي هذه الفقره تناقض واضح وجلي وصريح ، فالكاتب يناقض نفسه في داخل المقال الواحد !!! هل نسي ما قاله عن ان الكنيسه دوله داخل الدوله ؟ هل نسي ما قاله عن خضوع الدوله للبابا؟ هل نسي ما قاله عن ان الكنيسه هي اعلي جهه رقابيه داخل البلد؟ هل نسي ما قاله ان الدوله تنفذ الطلبات البابويه دون مناقشه؟
خامسا:- يبقي ان أتفق معك فيما ذكرته في اخر مقالك عن ان الكنيسه دورها روحي وليس سياسي وهذا ماكده قداسة البابا مراراً وتكراراً ، ولاتعني زيارة عز للكاتدرائيه ان الكنيسه تلعب دوراً سياسياً ، ولكن اري ان السيد عز اراد ان يقول للأقباط ان الحزب الوطني يهتم بشئونهم وان زيارته للغول في نجع حمادي والتي اغضبت الكثيرين من المسيحيين كانت زياره حزبيه ولاتعني استفزاز مشاعرهم نظراً لما تردد عن ضلوع الغول في احداث نجع حمادي . صلاتي ان يفتح الرب عيون الجميع وينير اذهانهم وان يحافظ علي امن وسلامة بلادنا . امين
لينك المقال بجريدة الدستورانقر هنا |