بقلم : القمص أثناسيوس فهمى جورج لم يفقد "القديس أثناسيوس"هدفه ورؤيته وسط العواصف، فصار اسمه الخالد لا ينفصل عن العقيدة الجامعة للإيمان بالثالوث.. بصيرته الروحانية، وعمقه اللاهوتى ومهاراته العقلية والحوارية جعلته أهم الشخصيات اللاهوتية فى العصر النيقاوي. عاشالقديس "أثناسيوس الرسول" حياة النسك، و تتلمذ للقديس العظيم "أنطونيوس الكبير"، وسلك بروحه, و جعل الأديرة فى عهده حصون و مراكز لحفظ الإيمان السليم, مشجعاً الحياة الرهبانية فى مواعظه و مؤلفاته. عضد مدرسة الإسكندرية اللاهوتية العريقة ذات الصيت الذائع و عين لها اللاهوتى العلاّمة القديس "ديديموس الضرير". أفنى حياته فى الدفاع عن القيمة الأرثوذكسية وعقيدتها، و بطهارته و إحتماله و صبره على الأشرار ، تدعمت تعاليمه الأصيلة. و قد جعل نفسه كل شىء لكل أحد, كقيثارة رسولية و كنجم فى السماء. لُقب "القديس أثناسوس" بالرسولى، وصار وحده ضد العالم عندما أصبح العالم كله ضده، بل و أصبح إصطلاح نيقية، و اسم "أثناسيوس" فى التاريخ قيمتين متعادلتين. أثرى "القديس أثناسيوس" الكنيسة أكثر من كل ما ورثته من أعمالها فى الماضى, ووضع منطوق قانونها الأرثوذكسي الأساسى, و حُسب من أتقى وأجل الشخصيات ذات الوقار العظيم فى تاريخ الكنيسة، و قد دُعى بـ"أبو الأرثوذكسية", و بـ"الرسولى", و بـ،"المنبر الأعظم" و بـ"حامى الإيمان". تدفق اللاهوت من قلبه, متحدياً العقول المربوطة بالمشاحنات و المهاترات و تعاظم أهل البدع، لكنه لم يهبط بالحوار إلى منحدر المضادين و الحاقدين و أعمالهم التهريجية، محتفظاً بلهيب الغبطة الإلهية الذى( يبيد المنافق بنفخة فمه) ( أش ٤:١١) سندته نعمة المسيح و نجته بعد مطارادات وفخاخ كثيرة , مجاهداً حتى لا تتلوث الكنيسة فى إيمانها و يُنتهك قانونها، و بالمعونة الإلهية، وعلى يديه لم تداس كنيسة الإسكندرية العظيمة تحت أرجل الهراطقة. جاهد و نفى بعيداً عن كنيسته المحبوبة, أُضطهد و سجن و أُفترى عليه، وعانى معاناة مريعة من أجل الإعتراف الذي تحدد بواسطة أمانة آباء نيقية ضد صراع الباطل ومكايد الأعداء و الأرواح المضلة. هذا هو القديس "اثناسيوس" العظيم الفائق فى قدسه, الذى حاربه العدو طيلة حياته, لكنه هو المغبوط حقاً الذى لن يستعلى عليه أعداؤه, لأن رب الكنيسة حافظه، وناصر إيمانه، وقد تم فيه المكتوب القائل (صوت يقوم عليك, ومعونة الرب توافيك, تقهر شأنيك). فملأ العالم من تعاليمه، وسقى الشعب مثل المكتوب فى الكتب. إن أنهار ماء الحياة تجري من بطنه، لأنه تشبه بهارون، و برؤساء الأباء فى الكهنوت.. و عال أرض مصر بصبره سبع و أربعين سنة بمياه الروح الجارية من شفتيه الطوباوية كمثل التلاميذ الرسل بالعمل و القول. لقد سأل من المعزي على المذبح المقدس الناطق السمائى, الذى لربنا يسوع المسيح من أجل الأمانة المستقيمة بالثالوث القدوس, وعندما قدس انصبغ أصبعه من دم الحمل الموضوع فى الكأس، فصار طبيبًا مشفياً و راعيًا و محاربًا عظيمًا، و شهيداً بغير سفك دم. إن اسمه عظيم فى كل كورة مصر وفى المسكونة كلها, إنه رسالة كونية. |
شارك بآرائك وتعليقاتك ومناقشاتك في جروبنا على الفيس بوك أنقر هنا |
أعرف مزيد من الأخبار فور حدوثها واشترك معانا في تويتر أنقر هنا |
تقييم الموضوع: | الأصوات المشاركة فى التقييم: ١٠ صوت | عدد التعليقات: ٥ تعليق |