بقلم: د. صبري فوزي جوهرة أبدأ بالتعبير عن أسفي لتسببي في "أسف" القارئ الكريم... أما بعد, فأرجو أن يتسع صدره لرد مقتضب لعله يزيل ما عكر صفوه. أما عن استجابة الكنيسة لطلب المحكمة فما زلت أرى فيه الغرابة والشذوذ والتعسف -لم يكن له ما يبرره- الأستاذ ماهر الجوهري قد تعمد في الكنيسة اليونانية، والعماد حسب الإيمان المسيحى قاطبة هو ميلاد جديد, هذا أمر من الواضح أنك لا تعرفه عن المسيحية رغم ادعائك "كمسلم كمثقف" بعكس ذلك، وحيث أن الإنسان لا يولد أكثر من مرة ففي شهادة العماد التي قدمها الأستاذ ماهر من الكنيسة اليونانية الأرثوذكسية ما يكفي لإثبات انتمائه للمسيحية، لذلك تعترف كافة الكنائس بمعمودية واحدة وهذا ما يردده كل مسيحي أثناء تلاوة قانون الإيمان في بدء قداس المؤمنين كل مرة يقام فيها القداس الإلهى، لذلك جاء طلب المحكمة بشهادة من الكنيسة القبطية من قبيل محاولة إحراجها فلا يعقل أن تكون المحكمة جاهلة فيما تقضي به -وإن كانت- وجب عليها فعليها الإستعانة بخبراء ذوي علم، فهل يطلب الأزهر من المسيحي عندما يشهر إسلامه تقديم شهادة بأنه سني أو شيعي, حنفي أو مالكي أو شافعي أو حنبلي؟ أو وثيقة من مسجد معين تثبت أنه يتعبد فيه كل يوم جمعة؟ هذا هو ما طلبته المحكمة المستنيرة تماماً! وفيه تباين واضح بين سلوك الدولة حيال من يترك الإسلام للمسيحية ومن يدخل الإسلام من المسيحية، ثم ماذا لو أن الأستاذ ماهر الجوهري أراد الإنتساب إلى كنيسة الروم الأرثوذكس المصريين وهم مصريون حتى النخاع (وهذا اسم الكنيسة الرسمي في مصر) وليس الأقباط الأرثوذكس؟ وكيف سنتعامل مع العاملين المسيحيين من الأجانب الذين يتبعون كنائس غير مصرية أثناء عملهم في مصر إن شاء سوء حظهم وأجبروا على الإفصاح عن عقائدهم تلبية لرغبات الدولة المصرية التي تتدخل فيما لا يعنيها؟ هل حنكتفهم ونقول لهم لازم تبقوا أقباط؟ (وبذلك تسهل عملية تطليع دينهم دون تدخل دول أجنبية لحماية رعاياها في هذا البلد الأمين)، هل وضح لسيادتكم الآن لماذا كان طلب المحكمة غير منطقي أو قانوني ولا يتعدى أن يكون تعسف وإسفاف وإشارة إلى جهل مطبق من المحكمة "المستنيرة"؟ عن "البطولة الوهمية" التي تفضل معلقنا بإطلاقها على ما أقدم عليه أبينا متياس نصر أقول: هل تعلم أيها القارئ الكريم أن هناك دائرة خاصة داخل "جهاز الأمن" المصري لمكافحة (لا مؤاخذة) التنصير وما يترتب عن استضافة هذا الجهاز النبيل لزبائنه هم ومن نصرهم؟ إن ما قام به القمص متياس لا يقل عن انتزاع ضحية من بين فكي ذئب كاسر أو ضبع جائع، ولو مش مصدق اسأل الضحايا وقد ازدادت أعدادهم للأسف الشديد. عن "الإحتقان الطائفي" يعلم الجميع أنه من جانب واحد، فليس هناك كاهن واحد يستثير الدهماء على قتل المسلمين ولم يحدث أن هُدم مسجد لأن القبط مش بيستلطفوا منظره, ولم يتخذ قبطي واحد داخل مصر وسائل الإعلام داخل البلاد للإستهزاء بعقيدة المسلمين على نحو زغلول النجار وسليم العوا وغيرهم من الأفاضل. أما عن التبشير فهو ما دعانا إليه المسيح وذلك بنص الإنجيل المقدس، لا لبس فيه ولا نسخ ولا أحاديث ولا تفاسير، وإن كانت الكنيسة قد أحجمت إلى الآن عن الإستجابة لهذا التعليم الإلهي تجنباً لشر الطغاة كما أشرت في تعليقك، ولو أن هناك سلوك متمدين من جانب المسلمين وحسنت معاملاتهم لنا لما كان في هذا النشاط ما يجعله أخطر من تهريب المخدرات والاحتيال السائد في كل مناحي الحياة في مصر، أليست هناك إدارة للدعوة في الأزهر؟ ألا تسمع وترى وتتعثر وتتكعبل وانت ماشي في الشارع في دعاوي مستمرة إلى الإسلام تتفجر عدوانية وصلافة ونرجسية واستعلاء؟ على الأقل التبشير لا يلجأ إلى هذا السلوك غير المقبول. كفاية كده دلوقت. |
المقال الموضوع يعبر فقط عن رأي صاحبه وليس بالضرورة عن رأي أو اتجاه الموقع |
شارك بآرائك وتعليقاتك ومناقشاتك في جروبنا على الفيس بوك أنقر هنا |
أعرف مزيد من الأخبار فور حدوثها واشترك معانا في تويتر أنقر هنا |
تقييم الموضوع: | الأصوات المشاركة فى التقييم: ٦ صوت | عدد التعليقات: ١٦ تعليق |