بقلم : نصر القوصى
شيع الأقصريون العم " نوبى البطيش " الى مثواه الأخير وذرفوا عليه الدموع الحارة ودعت له القلوب المؤمنة بواسع الرحمة ووافر المغفرة فلم يكن العم نوبى البطيش من وجهاء القوم أو شيخ قبيلة أو صاحب عزوه كما لم يتقلد يوما منصبا تنفيذيا أو شعبيا مرموقا ولكن الجموع التى سارت خلف نعشه كانت ترى فيه المواطن المسلم ذا الحس الأيمانى النقى والذى يخلو نوازع الفرقة أو أشاعة جو الأختلاف فى مفردات العقيدة
وقد بكاه المسيحيين وشاركوا أهله من المسلمين فى الترحم عليه ويأتى حب الجميع للعم نوبى لأنه هو الذى كان يقود عربة موتى الأقباط المسيحيين وينقلهم من أى مكان داخل المدينة الى كنيسة العذراء لأكثر من عشرين عاما وكانت طبيعة عمله هذه فيها التعبير الوطنى لمقولة ( الدين لله والوطن للجميع ) وهو الذى يسع عنصرى الأمة فى رحلة حياتهم وحتى مثواهم الأخير رحم الله العم " البطيش " الذى أعطى للأقصريين طوال مسيرة رحلته درس الوطنية الصادقة
وهو الذى لم يقف يوما معلما فى فصل ولم يعتل لبرهة منبرا فى دار عبادة ومن بعد وفاته تغيير كل شىء فبدلت عربة الحنطور التى كانت تحمل الموتى و تشبه الصندوق الزجاجى يضع بداخلها صندوق الموتى الى سيارة أجرة وبعض الموتى القريبين من الكنيسة يحملون على الأكتاف حتى يصلوا بهم الى كنيسة العذراء ودخلت عربة العم نوبى البطيش فى ذاكرة التاريخ بعض المثقفين طالبوا بوضع العربة داخل متحف خاص مع وضع صور وبيانات العم نوبى البطيش حتى يتذكر الجيل الحالى من الشباب المصرى كيف استطاع هذا الرجل البسيط الآمى أن يمثل الوحدة الوطنية فى آسمى معانيها
تحدثنا مع ابنائه وأقاربه والذين أكدوا بانهم يحتفظون بكل شيىء يخص والدهم ولن يفرضوا فيه مؤكدين ان من واساهم فى والدهم من المسيحيين أكثر بكثير من المسلمين كما طالبوا أن توضع صور وتارخ والدهم فى كتب الأقصر
فيحيا العم نوبى البطيش ويحيا فكره المستنير |
المقال الموضوع يعبر فقط عن رأي صاحبه وليس بالضرورة عن رأي أو اتجاه الموقع |
شارك بآرائك وتعليقاتك ومناقشاتك في جروبنا على الفيس بوك
أنقر هنا
|
أعرف مزيد من الأخبار فور حدوثها واشترك معانا في تويتر
أنقر هنا
|