شربة الحاج محمود

الراسل: عادل نجيب رزق
هذه الإعلانات التي تجد لها سوقًا رائجة خاصةً بعد أن أصابت حياتنا بالأمية الدينية، فقد ظهرت كتب التداوي بالأعشاب تحت مسميات كثيرة مثل الطب النبوي والطب الإلهي وشربة الحاج محمود والتداوي بالأعشاب، وكلها تلتحف بالرداء الديني ويكثر ترويجها بالشعارات الإسلامية حتى أنها صارت مبعث افتخار البعض والترويج للوصفات البلدي مهما كانت العواقب وهنا لنا عديد من الوقفات.

أولاً: أي منُتج محترم يسارع إلى تسجيل منتجه وبالتالي يمكن عرضه على العامة معلنًا عن نفسه وعن منتجه ولا يخاف شيئًا، أما مَن يعلن عن سلعة وهمية قد تكون لها نتائج سلبًا أو إيجابًا فهذا هو الاحتيال عينه ثم أنه ما هو الضمان أن تؤدي تلك السلعة النتائج المعلن عنها، وهل صحة الإنسان رخيصة إلى هذا الحد؟!
ثانيًا: بعدما ثبت أن الحجامة الإسلامية التي اخترعها البعض وروج لها ليس أطباء فقط بل وأساتذة جامعات وصارت هناك مصانع تبيع الأدوات المستخدمة والناتج صفرًا.

ثالثًا: رواية التداوي بالأعشاب والطب النبوي وتذكرة داود وغيرها من الطرق الاحتيالية ليست علمًا كما يظن البعض، ولكنها تجارب لا تعدو كونها مبتكرات لملئ جيوب من يستخدمونها حرفة بعدما أعموا عقول زبائنهم بالزبيبة والسبحة والسروال والسواك والتحدث باللهجة الدينية المصطنعة فحتى لو صدم أحدًا بالنتائج غالبًا ما يلوم نفسه هو فقط.

رابعًا: لو إن الأمر فيه شيء من احترام آدمية البشر فلماذا لم يعلن عن أماكن تواجد تلك البضاعة والمسئول عنها حتى إذا ما أتت بالنتائج المرجوة صارت أكثر إعلانًا أما كون أن تصل البضائع عن طريق التليفون المحمول فكلنا يعي جيدًا ماذا يعنى المحمول مع الرعاع والنصابين، فالإعلان الملصق لم يكلف المعلن سوى بضع قروش أو جنيهات وقد يكون شركًا لإسقاط النساء فيما هو أخطر من شعرهن، فالمحمول ليس وسيلة تواصل بين كافة البشر ولكنه وسيلة شخصية أكثر منها عامة وقد تنزلق أرجل النساء إما تحت الاسم الديني أو الفحوى الإعلاني وتجتر الأحزان.

على موضوع: إعلانات للمحجبات فقط داخل عربات المترو