كتب: عماد خليل – خاص الأقباط متحدون
قامت مؤسسة "رؤية للتدريب الإعلامي" بإقامة دورة للتعامل مع الوسائط الصحفية الالكترونية لمدة يومين بمشاركة 36صحفى وإعلامي وعدد من الجمعيات الأهلية.
وقال "ريمون إدوارد" المدير التنفيذي للمؤسسة: إن الهدف من الدورة جاء لما يحدث في وسائط الاتصال وما تبعه من تعدد الوسائل الإعلامية أدى إلى فوضى مهنية شديدة، فلم يحدث انتباه كاف لأن كل وسيلة مختلفة نوعيًا عن غيرها، ومن ثم تحتاج إلى طريقة مختلفة في التناول الإعلامي، وهو ما أدى إلى انصراف المتلقين لأنهم يجدون تشابهًا كبيرًا بين ما يتلقوه في الصحيفة الصباحية كانوا قد سمعوه في الإذاعة أو التليفزيون في مساء اليوم السابق.
وهذا ما يحتاج إلى اجتهاد، يحاول البحث عن مناطق الاختلاف وتطويرها والتأكيد عليها حتى يكون هناك تمايز واضح يؤدى إلى خدمات إعلامية متنوعة، تجعل المتلقي يقبل على كل الأنواع، مع الأخذ في الاعتبار أن هناك تجارب خاصة في الغرب يمكن الاستفادة منها.
ثم أن الصراع بين الجديد والقديم حدث من قبل، فعندما خرجت الإذاعة إلى النور قيل إنها ستقضى على المسرح وعلى الحفلات الحية للمطربين، بل وقيل إنها ستقضى على الصحافة المطبوعة، ولكن ذلك لم يحدث، كما قيل عندما ظهر التليفزيون أنه سيقضى على المسرح وعلى الإذاعة وعلى الصحف، وهو ما لم يحدث أيضًا, والسبب الرئيسي أن الوسائل الجديدة أدركت مناطق تميزها وأنتجت ما يخصها (الدراما التليفزيونية) وفشلت تجارب من نوع مسرح التليفزيون لأن الأصل في المسرح هو التفاعل الحي، وطور المسرح ذاته بخلق مزيد من الجاذبية.
ومن هنا لا نتوقع نهاية الصحافة المطبوعة مع وجود عالم الإنترنت، بما يتضمنه من مدونات ومواقع إلكترونية صحفية، أو انتهاء الإنترنت مع دخول الموبايل، ليس كوسيلة اتصال فقط، ولكن أيضًا كوسيط إعلامي يتلقىَ الأخبار والصور.. ولكن الأمر يحتاج إلى صبر واجتهاد وسبل جديدة في التناول الإعلامي.. يبقى هذا مجرد اجتهاد يخطئ ويصيب ويحتاج إلى نقاش موسع لتنقيحه وبلورته, وعلينا التركيز على الخبر باعتباره الأصل في الإعلام بكافة وسائله، وذلك كله على خلفية أن المواطن العادي في عصرنا لم يعد متلقيًا سلبيًا لوسائل الإعلام، ولكنه ينتقل تدريجيًا إلى خانة الشريك في صياغة الرسالة الإعلامية وذلك على عدة مستويات، منها أنه صانع الأحداث بالمعنيين الاجتماعي والسياسي وغيرهما، ومصر على وجه الخصوص تشهد زيادة واسعة من مشاركة المواطنين في صياغة القرار السياسي.
لكن الجديد والمهم هو أن المواطن أصبح قادر على صياغة الرسالة الإعلامية بل وتوجيهها، خذ مثل: كليبات التعذيب في أقسام الشرطة، صور المكان الذي تم فيه اغتيال عماد مغنية في دمشق وهو المسئول العسكري لحزب الله، وغيرها. وكلها مواد إعلامية أنتجها مواطنون بأجهزة الموبايل، وإذا أضفنا المدونات ذات الطابع الصحفي فهذا يعنى تغيير في مفهوم الإعلام، فلم يعد من الممكن أن يكون نابعا من منهج الحشد والتعبئة أو تعليم المواطنين، كما كان يحدث في الستينيات في مصر على سبيل المثال، ولكن لابد وحتمًا أن ينتقل إلى خانة التفاعل الخلاق مع الناس.
وقام "شارل فؤاد" مدير تحرير جريدة "المصري اليوم" بتدريب الإعلاميين على الأنماط الصحفية والقوالب الصحفية مع اطلاعهم على أحدث وسائل الصحف في الحصول على المعلومات وقام شريف الهلالي المدير التنفيذي للمؤسسة العربية لدعم المجتمع المدني وحقوق الإنسان بالحديث عن الشكل القانوني لحرية الصحافة والقوانين المنظمة لها وفى النهاية تحدث "محمد عبد العاطي" المحامى والباحث في مجال حقوق الإنسان عن التجريم والتعتيم. |