كتبت: ميرفت عياد – خاص الأقباط متحدون
أصدرت سلسلة كتاب وطني للكاتب نبيل عدلي كتاب "أنطون سيدهم الوطن والأقباط ملفات لم تُغلق"، وينقسم الكتاب الذي يقع في حوالي مائة صفحة إلى ستة أبواب رئيسية، حيث يتناول الباب الأول أنطون سيدهم الأب من خلال حديث الذكريات للزوجة والابن والابنة، فليس بمقدور أحد أن يطلعنا على الجوانب الإنسانية في حياته أفضل من أفراد أسرته الصغيرة.
ويعرض الباب الثاني أنطون سيدهم المواطن الذي يتميز بأصالة العرق وعمق الانتماء وصدق الوطنية، أما الباب الثالث فيوضح لنا أنطون سيدهم الأرخن المشغول ليس فقط بقضايا وطنه بل أيضًا بقضايا كنيسته، وسعيه من أجل النهوض بدورها الديني والوطني.
والباب الرابع يوضح لنا أنطون سيدهم الاقتصادي وأفكاره ومبادئه في مجالات الاقتصاد وكيف شارك بالجهد والمال في العديد من المؤسسات التجارية والمالية، بينما يشير الباب الخامس إلى أنطون سيدهم المناضل الذي قدم إسهامات فكرية سطرها قلمه الرصين خوفًا على الوطن ورغبة في حمايته، وأخيرًا الباب السادس الذي يقدم أنطون سيدهم المسيرة ويستعرض المعارك الصحفية التي خاضها مدافعًا عن المظلومين والمطحونين أقباطًا ومسلمين.
*أنطون سيدهم.. ومشوار وطني:
والجدير بالذكر أنه صدر عن الراحل أنطون سيدهم في الذكرى الأولى لرحيله كتاب بعنوان "أنطون سيدهم .. ومشوار وطني" عام 1996، هذا إلى جانب كتاب "أنطون سيدهم.. مواطن محترم" والذي صدر العام الماضي ضمن السلسلة التاريخية الرائعة "رواد الاستثمار" والتي تصدرها وحدة التطوير المؤسسي بوزارة الاستثمار، والحقيقة أن لهذا الكتاب قيمة كبيرة لأنه يعكس درجة من درجات توثيق وتكريم "وطني" ومؤسسها أنطون سيدهم من خارج دائرة أسرة الجريدة، ومن عين فاحصة ومدققة تمثل مؤسسة رسمية في الدولة ولا تنتمي بالضرورة إلى دائرة الأقباط.
أما الجديد في كتاب "أنطون سيدهم الوطن والأقباط ملفات لم تغلق" إن كل المقالات التي سطرها قلم الراحل أنطون سيدهم وتم تجميعها في هذا الكتاب تصلح أن تكتب اليوم وغدًا، فلو أخذت بآرائه وبآراء من عاصروه فكرًا ووطنية لما استمر تيار التطرف والعنف في مصر طيلة أربعة عقود وتزيد، وما انزلقت بلادنا لهذا المنحدر الاقتصادي بإثارة السلبية المشينة من بطالة وفراغ أصاب شبابنا.
*الجانب الإنساني في شخصية أنطون سيدهم:
كما يبرز هذا الكتاب الجانب الإنساني في شخصية أنطون سيدهم فنستكشف بين طيات الكتاب كم كان هذا الرجل منضبطًا في حياته، حاسمًا، حنونًا على أولاده، شجاعًا ومتفاهمًا، وفى نفس الوقت مرح، عصامي. حقًا أنه أب عظيم ورّث أبناءه حبًا حقيقيًا ومبادئ روحية عميقة الجذور.
وليس ذلك فقط بل حمل لواء العمل الجاد والبذل والتضحية من أجل نشر الحق والدفاع عنه، هكذا أسس الأستاذ أنطون سيدهم جريدة وطني، حتى إن الدكتورة ليلى شفيق قالت عنها: "وطني جريدة لها طابع خاص.. يظن البعض أنها جريدة قبطية رسالتها قاصرة على تناول الشأن القبطي.. والحقيقة أنها ذات طابع قومي.. تحتضن وترعى وتدافع عن كل صاحب قضية عادلة أو هم قومي.. رسالتها الدفاع عن حقوق المرأة والطفل والضعيف والمواطنة والديمقراطية إلى جانب العمل على إزاحة هموم الأقباط.
*أنطون سيدهم.. محبًا لكنيسته ومخلصًا لوطنه:
ويشهد الكتاب على أن الراحل أنطون سيدهم كان محبًا لكنيسته متحمسًا للعمل على رفعة شانها ودرء الخطر عنها، كما أنه انتخب عضوًا في المجلس الملي العام لأكثر من دورة، ويوم رحيله عن عالمنا الفاني في 2 مايو 1995 ودّعته مصر والكنيسة في صلاه مهيبة رأسها قداسة البابا شنودة الثالث في الكاتدرائية، كما أن الدولة كرّمته في حياته حينما منحه الرئيس جمال عبد الناصر نوط الامتياز في العمل الاجتماعي عام 1966.
ثم بعد وفاته مباشرة في سابقة غير مسبوقة في تكريم الدولة للإعلاميين، حيث منحه الرئيس محمد حسنى مبارك وسام العلوم والفنون من الطبقة الثانية وتسلمه نجله المهندس يوسف سيدهم، كما أن المتابع لمقالات الأستاذ أنطون يدرك عمليًا كم كان محبًا لكنيسته كما كان مخلصًا لوطنه، فنراه في ثلاثة عشر مقالاً يكتب عن المجالس الملية واختصاصاتها، وعن العضوية الكنسية، والانجازات والعقبات، وأيضًا عن الكلية الإكليريكية كجامعة لاهوتية جديرة بالكرازة على اتساعها.
*أنطون سيدهم.. وهموم الأقباط:
ويحوي الكتاب العديد من المقالات التي تحدث فيها الأستاذ أنطون سيدهم عن هموم الأقباط، حيث كانت تدور حول العديد من التساؤلات منها من الذي شجع الإرهاب، هل الحكومة بكل ممارستها لتضييق الخناق على الأقباط في الوظائف، أم تجاهل ترشيحهم في المجالس النيابية، ومن وراء الحض على كراهية المسيحيين في وسائل الإعلام المسموعة والمرئية، بل من يقف وراء استمرار العمل بالخط الهمايوني في بناء الكنائس، وماذا عن السموم التي يتجرعها النشء في المدارس والفرز في الجامعات؟؟ أليس التهوين من الأحداث المؤلمة ضد الأقباط التي باتت تقع بين الحين والآخر دون توقف سببًا قويًا في التشجيع على الإرهاب.. من الذي يشجع الإرهاب إذًا بعد أن شجعت كل هذه الممارسات على الاستهانة بالأقباط وتحويلهم إلى مواطنين من الدرجة الثانية، كل هذا وأكثر ستقرأه مسطور فى مقالات الأستاذ الراحل أنطون سيدهم والتي تم تجميعها في هذا الكتاب الذي يحمل علامة بارزة في طريق الملف القبطي وهموم الأقباط.
|
|
شارك بآرائك وتعليقاتك ومناقشاتك في جروبنا على الفيس بوك
أنقر هنا
|
أعرف مزيد من الأخبار فور حدوثها واشترك معانا في تويتر
أنقر هنا
|