CET 00:00:00 - 07/05/2010

مساحة رأي

بقلم: القمص أثناسيوس جورج
كان بيلاطس حاكمًا ظالمًا، فحينما قدموا إليه القدوس والبار ليحاكمه... هادن اليهود ورضخ لمراضاتهم ومنافقتهم٬ واتبع غيهم الشرير وظلمهم خوفًا من أن يبطشوا به٬ أدّعوا كذبًا بأن المسيح فاعل شر ثم غيروا إدعاءهم بأنه مجرم يستحق الصلب... أدّعوا كذبًا أنه يفسد الأمة وأنه يمنع دفع الجزية لقيصر وأنه يدّعي بأنه ملك.
حاول بيلاطس أن ينقل القضية إلى هيرودس٬ وتارة أخري أن يُجري مع اليهود صفقة سياسية بأن يطلق لهم براباس إذ أنه كان واثقًا من براءة السيد٬ ومع هذا فقد حكم ضد ضميره إذ وجد أن براءة المسيح تساوي كرسي منصبه.

أطلق براباس اللص وسلّم يسوع لمشيئتهم٬ فاستبدلوا البار برجل قاتل ورئيس الحياة قتلوه لأنهم كانوا قد عرفوا نقاط الضعف في سياسة الحاكم واستخدموها لحساب دسائسهم وكيدهم فأكملوا مكيال فجورهم.
كذلك لم يسمع بيلاطس لصوت كلوديا زوجته (إياك وذاك البار) إضافة أنه لم يجد شكاية ضده٬ وأنهم سلموه حسدًا وأن فمه لم يوجد به غش٬ بل أن بيلاطس نفسه شهد قائلاً (لست أجد فيه علة) ليس فيه علة واحدة وها لا شيء يستحق الموت صنعه، إنه بريء (إني بريء من دم هذا البار) بالرغم من هذا كله حكم عليه حكمًا ظالمًا بالصلب.

فجاء حُكْمه ظالمًا كاذبًا من غير أساس قانوني٬ حُكم افتراء وتواطؤ٬ أصاب من أصدره باللعنة في بيته وسيرته بسبب فساد ذمته وسقوط دعواه في تلفيقه. ولقد أستبق حكمه الجائر هذا بمقولته للمشتكين عليه (أنا أؤدبه وأطلقه) فأي أدب هذا يا بيلاطس ما دام المتهم بار وبريء ولا شكاية عليه.
إن هذه هي سُنّة المحققين المفسدين والقضاة الظلمة الذين لا يخشون الله ولا الضمير٬ عندما ينوون تعويج القضاء والتدليس على الضمير وطمس العدالة فينطقون بالأحكام الظالمة٬ يبررون المذنب ويذنبون البريء٬ وهكذا بتسييس القضايا وضغوط المتربصين يضيع الحق٬ وقضية السيد المسيح شهدت تخاذل القضاة وضعفهم أمام شراسة وهمجية العامة.

فكل حُكم يُضار فيه مظلوم أو مضطهد يعتبر بحد ذاته جريمة توضع فيها العدالة في قفص الاتهام٬ وينقلب به الحق زورًا والزور حقًا.
لكن الحاكم الديان العادل لا يحرف حق المظلوم في دعواه ولا يقبل قتل البريء ولا يبرر المذنب وسفاك الدماء بل يقضي قضاء الحق والإحسان والرحمة.. وهو الذي أوصانا أن لا نخاف خوفهم البتة٬ ولا نخاف من الذين يقتلون الجسد٬ بل نعترف الاعتراف الحسن لأن هذه هي دعوتنا ولهذا وُلدنا٬ ولا سلطان لأحد علينا ما لم يكن قد أُعطي من فوق. 

شارك بآرائك وتعليقاتك ومناقشاتك في جروبنا على الفيس بوك أنقر هنا
أعرف مزيد من الأخبار فور حدوثها واشترك معانا في تويتر أنقر هنا
  قيم الموضوع:          
 

تقييم الموضوع: الأصوات المشاركة فى التقييم: ٢٠ صوت عدد التعليقات: ٧ تعليق

الكاتب

القمص. أثناسيوس فهمي جورج

فهرس مقالات الكاتب
راسل الكاتب

خيارات

فهرس القسم
اطبع الصفحة
ارسل لصديق
اضف للمفضلة

مواضيع أخرى للكاتب

عيد الصعود

الحاكم الظالم

ظاهرة الغوغائية

ثقافة التساؤل

فصحنا هو المسيح

جديد الموقع