بقلم :عـادل عطيـة
ثقّفوا أولادكم عن طريق الكلمات المُنغّمة ، واجعلوها في مقدمة اساليبكم التعليمية ، فالايقاعات المتدفقة ، هي لغة مشاعرهم الأولى الأبدية .
قد لا يتذكرون بكائياتهم وايقاعاتها العالية الصاخبة ، التي ما تلبث أن تهدأ وتتوقف حين تأخذهم الأم بالربت على صدرهم برقة وعذوبة . وقد لا يتذكرون كيف كانوا يستسلمون إلى النوم العميق ، حين تهزهم فوق صدرها ، أو تهز مهدهم الصغير في ايقاعات متكررة مصحوبة بموسيقى صوتية ، أو مناغاة ، ولكنها باقية يحملونها في قلبهم مدى الحياة .
اقرأوا لأطفالكم أعمال الشاعر الفرنسي لافونتين ، الذي تقف حكاياته للأبناء إلى جوار أثاره الأدبية !
اقرأوا لأطفالكم أعمال الشاعر الأسباني خوان رامون خمنيث ، الذي لم تصرفه أحداث عصره عن كتابة ملحمة : "أنا وحماري" ، فكانت قمة من قمم الأدب الأسباني على لسان حماره الفضي : "بلاترو" ، وهو يطوف أسبانيا ، فيتأمل الوردة والفراشة والتل والشروق والغروب وكل مشاعر الطبيعة !
اقرأوا لأطفالكم أعمال طاغور ، شاعر الهند العظيم ، الذي خصص أكثر من ديوان للأطفال ؛ ليعيش معهم في حبهم وخيالهم ولعبهم ، ويوشك أن يكون الطفل لديه رمزاً للحياة الخالدة !
اقرأوا لأطفالكم أشعار محمد الهراوي ، أول من التفت بجد إلى شعر الأطفال في عالمنا العربي ، وأبدع فيه ونوّع أساليبه !
اقرأوا لأطفالكم أشعار أمير الشعراء أحمد شوقي ، الذي وضع من الأناشيد التي تؤكد الوطنية وحب الناس في وجدان الطفل !
اقرأوا لأطفالكم كل تاريخكم وتراثكم وتعاليمكم عبر موسيقى من الكلمات ، واجعلوا بيوتكم غنية بأغاني الأطفال ، وبالموشحات والترانيم ! |