بقلم: محمود غازي سعد الدين
قهوة الصباح العراقية , هذه التسمية يطلقها العراقيون على السيدة فيروز, تذكرت أغنيتها ( كتبنا وما كتبنا ويا خسارة ما كتبنا ) الأغنية جميلة ومحببة لدي , ولكنني لن استمع لكلمات السيدة فيروز فلا خسارة فيما كتبنا وسنكتب بحق البعثيين والإرهابيين والمتطرفين ولقد قطعنا على أنفسنا عهدا في الوقوف بوجه كل ثقافة بعثية سواء جاءت على لسان وقلم الإرهابي عبد الله الفقير أو القس لوسيان جميل الذين تصب أقلامهم غلا , داعمين باقلامهم البعثيين فهم أعداء مشروع تحرير العراق من براثن البعث ألصدامي . وأنا أطالع مقالات لهؤلاء , ومن جملة ما طالعت مقالة لعبد الله الفقير الغني بثقافته الإرهابية يتحدث فيها عن حفرة صدامه البطل ويشرح بطولاته في الحفرة العجيبة , فإياكم وصاعدا أن تسموها حفرة فعبد الله الفقير, لا يرضى أن نسميها حفرة بحسب تحليله ووجهة نظره الإرهابية , فكلمة حفرة هي إحدى مفردات تسقيط الأبطال كما يقول , وهذا النعت الذي أطلق على حفرة صدام ( سرداب ) هي فقط جاءت من أجل تسقيط جرذ العوجة وجرذان القاعدة أبو أيوب وأبو عمر الإرهابي فهي لم تكن البتة حفرا بل سراديب ومغارات تحت الأرض وهي شيء بديهي في أن يعيش أبطاله في هكذا حفر .
أنا لن الصق مفردة البغدادي بالإرهابي أبو عمر من الآن وصاعدا فهي نكاية لكل أهالي بغداد الشرفاء الذين لا يرتضون أن يلوث اسم مدينتهم باسم قاتل مجرم , وهي دعوة إلى الكتاب للإشارة لذلك وطعن يمس الأهالي الشرفاء في كل مدينة عراقية يريدون بوطنهم ومحافظاتهم أمنا وسلاما ويتبرءوا من كل هؤلاء , وان انتمى احد منهم إلى منطقة أو عشيرة أو تيار , ولنسمي الأسماء بمسمياتها دون لصق أسماء مدن بأسماء حثالات القاعدة المجرمة , التي يتغنى بهم أمثال عبد الله الفقير , الذي لا استبعد أن يكون الفقير احد أمراء المجاميع الإرهابية أو مفتيا لهم يفتي لهم بفتاوى التفخيخ والقتل سواء كان في الداخل او في الخارج , وهذه أيضا لعبة تلعبها هذه الجماعات الإرهابية بلصق أسماء مدن ودول تترك انطباعا سلبيا على الشارع , تشاركها أجهزة مخابرات الدول الدكتاتورية التي لا ترغب في قيام عراق ديمقراطي ودولة يحظى مواطنها بكل سبل العيش الكريم .
من أمثال الفقير الإرهابي كثر ( ونبصم بالعشرة ببعثيتهم ) وان جاء لنا بآلاف مؤلفة من الأحاديث (الباطلة أو exp) كحديث أن امرأة مسلمة زرات دكان يهودي شبك ثوبها لتنكشف مفاتنها وهي تصيح وا اسلاماه ومن ثم يهب المسلمون بامر من رسول الله ليقطعوا اليهودي أربا أربا , أي تعس إسلام كهذا يتحدث به مثل هؤلاء المنافقين , ولعلي سأقول أن من ينادي ونادوا نداءات مثل ( وا سلاماه وامعتصماه , فهم في الحقيقة لسان حالهم يقول وا صداماه واعفلقاه وا معاويتاه) ولكن لا حياة لمن تنادوا وقد قبروا إلى ابد الآبدين . بديهي أن نسمع كلاما مثل هذا منهم وينسب لرسول هو قدوة لغيره من بني البشر, ولكن هؤلاء الحمقى قد شوهوا حتى سير الأنبياء والرسل والصالحين من الناس ,
ونحن نقرا من كتب الصحاح أن ثاني الخلفاء الراشدين كان ولأتفه الأسباب يطلب من الرسول ضرب أعناق المسلمين وغير المسلمين حتى قال فيه الرسول انك لو سلكت فجا لسلك الشيطان فجا آخر لفظاظتك وغلظتك وقد يبرر البعض ويعتبر هذه أيضا مثلبة لعمر فالشيطان يهرب ويسلك طريقا آخر غير طريقه , إلى أن القصد من حديث الرسول هو فظاظته وغلظته وليس شيئا آخر سواه , واقتبس هنا حديثين من جملة أحاديث كثيرة من صحاح البخاري ومسلم (أن عمر انطلق مع النبي صلى الله عليه وسلم في رهط قبل ابن صياد، حتى وجدوه يلعب مع الصبيان، عند أطم بني مغالة، وقد قارب ابن الصياد الحلم، فلم يشعر حتى ضرب النبي صلى الله عليه وسلم بيده، ثم قال لابن الصياد: (تشهد أني رسول الله). فنظر إليه ابن صياد فقال: أشهد أنك رسول الأميين. فقال ابن صياد للنبي صلى الله عليه وسلم: أتشهد أني رسول الله؟ فرفضه وقال: (آمنت بالله وبرسله). فقال له: (ماذا ترى). قال ابن صياد: يأتيني صادق وكاذب. فقال النبي صلى الله عليه وسلم: (خلط عليك الأمر). ثم قال له النبي صلى الله عليه وسلم: (إني قد خبأت لك خبيئا). فقال ابن صياد: هو الدخ. فقال: (اخسأ، فلن تعدو قدرك). فقال عمر رضي الله عنه: دعني يا رسول الله أضرب عنقه. فقال النبي صلى الله عليه وسلم: إن يكنه فلن تسلط عليه، وإن لم يكنه فلا خير لك في قتله) وجاء حدثنا عثمان بن أبي شيبة. حدثنا جرير عن عمارة بن القعقاع، بهذا الإسناد.
قال: وعلقمة بن علاثة. ولم يذكر عامر بن الطفيل. وقال: ناتيء الجبهة. ولم يقل: ناشز. وزاد: فقام إليه عمر بن الخطاب رضي الله عنه فقال: يا رسول الله ! ألا أضرب عنقه ؟ قال \"لا\". قال: ثم أدبر فقام إليه خالد، سيف الله، فقال: يا رسول الله ! ألا أضرب عنقه ؟ قال \"لا\"، فقال \"إنه سيخرج من ضئضئ هذا قوم يتلون كتاب الله لينا رطبا\". وقال: قال عمارة: حسبته قال \"لئن أدركتهم لأقتلنهم قتل ثمود\" ,انتهى الاقتباس : وكأنه يتراءى لي أن الجميع ومنهم الخليفة الراشد كان بانتظار الرسول لكي يفتي بقطع الأعناق والأرزاق , وقد فعلوها في عهد الرسول مع بني جذيمة وغيرهم ومن بعده مع من منع الزكاة ( والرسول قد أكد ذلك وقال لا ترجعوا بعدي كفارا يضرب بعظكم رقاب بعض ) , ولعل حثالات الإرهابيين يستندون حاليا في جرائمهم التي نراها ويضفون صفة شرعنتها في بعض الأحيان إلى كتب الحديث وفتاوي فقهاء الإرهاب في السعودية واليمن وطهران وقم ( وهذا ما وجدنا عليه آباءنا وخلفائنا وان على آثارهم مقتدون ) ألا ساء ما تقولون وما تفعلون .
انه شيء عادي أن يأتي من أمثال البعثي الفقير بمدح صدام وجحره ومدح شراذم القاعدة وبطولاتهم في شمال العراق او على لسان سياسيين من الحزب الإسلامي طالما هم ما برحوا ليمجدوا ويتخذوا ضاربي الأعناق في كتب الحديث منارات ومصابيح يهتدون بها ويهدون بها . أما ما يأتي على السنة (وعاظ سلاطين ايران) على المنابر في مدينة الصدر فمن الواجب التعليق على هذا فقد تكون إحدى أسباب مقتدى الغدر هو نفس السبب الذي ثارت فيه جموع ضد الجيش الانكليزي (إبان ثورة العشرين ) الذي طالب احد ضباطه أن يرتدي الجميع تحت الدشاديش (التبان بالعراقية) عند الخروج والمقابلات العامة , فلم يرضى العديد منهم وتحمس الفقهاء من امثال مقتدى ليفتوا بالجهاد ضد المحتل أو قد يكون منعهم من التبول قرب الجدران والأماكن العامة سببا آخر ( وقد كتب على هذه الجدران البول للحمير) والله أعلم !!! مدينة الصدر التي تأن تحت وطأة الفقر وأزمة السكن والخدمات ليزيدها بلة بما يسميها مقاومته ومظاهراته الخايسة .
ما أثار اشمئزازي وتقززي هو ما أتى على لسان وقلم رجل دين مسيحي ذكرته بداية هذه الأسطر ( القس لوسيان جميل- موصل- تلكيف) ويتحدث في شان العراق السياسي ويخطب ويكتب بلسان ونفس حاقد فهذا ما دعانا لنقف ونرد على ما تخرس به واقتبسنا من مقاله ما يلي ( امريكا وحربها القذرة على العراق وحقدها على الشعب , العراق طور صورايخ العابد وعدنان 2, اجتياح العراق تم بقرار اممي نذل وجبان , الحوار كان أفضل حتى مع الإرهابيين أو البعثيين , أما السبب في هذا العداء الأصم والأعمى والأسود لحزب البعث فيعود إلى أن حزب البعث في العراق كان يمثل التوجه العربي والهوية العربية أحسن تمثيل, لذلك نجد كيف فتح الأمريكان أبواب جهنم هم على البعثيين العزل وعلى دولتهم، وكيف دمروا ونهبوا تراث العراق وشوامخ حضارته، كما فعل هولاكو من قبلهم، وبأية نذالة قتلوا رئيس البعث وقيادته المخلصة، وكيف تعاملوا مع البعثيين في سجونهم وزنزاناتهم العدوانية.
أما الذين بدؤوا يأخذون مكان البعث في الجهاد من المؤمنين المسلمين فان نصيبهم من الاضطهاد والقتل ليس اقل من نصيب البعثيين الذين تعرضوا لضربة المحتل الأولى) انتهى الاقتباس كان من الأجدر بالقس أن يعتكف في دير أو صومعة يدعو بالسلام والوئام بدلا من أن يخرج علينا بفتاوى عفلقية بعثية وعروبية , أما ما حدثنا عنه بصدد الحوار مع الإرهابيين والبعثيين بوجهة نظره الضيقة فهي الأفضل , فأقول لأبينا القس (مع احترامنا للعديد من القساوسة والمطارنة العراقيين الذين لهم خطاب عقلاني ينشدون السلام والوئام بعيدا عن أي تعصب وحقد) فأقول له طالما قد ذكرت انك من سكنه الموصل منطقة تلكيف وهي منطقة موبوءة بالقاعدة وشراذمها وما حملات التهجير التي مورست في سهل نينوى بحق المسيحيين من قبل شراذم القاعدة ومليشياتها القومية خير دليل على ذلك.
ولعل أبانا القس قد استطاع من كسب ود هؤلاء الشراذم أو أنهم كسبوا وده بشكل أو بآخر , أو انه احد مريدي مؤسس البعث المقبور ميشيل عفلق عفوا احمد عفلق رحمه الله واسكنه فسيح جهنم , ويتمنى عودة عصر صدام المقبور الذي قال ( العراقيين جانوا حفاة لبستهم نعالات) ويحدثنا عن أمجاده وصورايخ العابد والحسين وعدنان التي انهال بها على رؤوس العراقيين وغير العراقيين , ألا خسئ جرذ العوجة فالعراقي الوطني الشريف عرف كيف يلبس نعاله ومن ثم كيف ينزعه ليهالوا ضربا على رأس تماثيل الطاغية إبان تحريره . وغايتي الأولى والأخيرة من هذه الأسطر أن نحذر أو ولعلها رسالة لكل القساوسة المحترمين الوطنيين ( الذين طالما عرفناهم منبرا للسلام وللمحبة والتآلف بين الجميع في هذه الظروف العصيبة ) للرد على مثل هؤلاء في أن يكتبوا بمثل هذا النفس القومي الطائفي القومجي الحاقد الذي يصب في صالح مروجي المؤامرة والمقاومة المجرمة , وخصوصا أننا نعلم جيدا تنكر معظم رجال الدين المسيحيين البارزين في العراق وغير العراق لجميع وسائل العنف ومنها ما يسميها ( أبانا البعثي مقاومة) وأعلنوا ذلك غير ذي مرة .
عبد الله الفقير الإرهابي والقس جميل لوسيان رغم الفرق بين عقديتي ألاثنين ( هما وجهان لعملة واحدة ) فذاك مطلبه الخلافة الإسلامية الطالبانية والآخر غايته إعادة رسالة امة عروبية واحدة ذات رسالة خاملة , وحزب بعثه الشمولي وقد يكون أحد قيادات أفواج ما سميت في شمال العراق ( بقوة ملكو) التي كان يشرف عليها احد ابناء عمومة صدام وأوكل نائبا يكنى ملكو في الثمانينات لقيادة سرايا هذه الأفواج , كان بعض أفرادها طرفا في العديد من الجرائم وقد يكون هناك تحالف جديد بين ما تبقى من تلك القيادات البعثية وجهات وأطراف داخل العملية السياسية تتشدق بالديمقراطية. هذا الوعظ وغيره لا يخدم سوى الظلمة والمترفين والعفالقة البعثيين المجرمين , ولن يأتي أكله في العراق وغير العراق وستسقط كل أوراق التوت عنكم ومن يتستر عليكم , فصراع الجديد والنور والديمقراطية ضد القديم والتخلف والتعصب والظلاميين مستمر وفي أوجه , ولقد حق القول فيكم وبكل جدارة واستحقاق , أنكم ومن أمثالكم بعثيون عفالقة وان لم تنتموا .
بلجيـــــــــكا
nelson_usa67@yahoo.com |