CET 00:00:00 - 01/05/2010

المصري افندي

بقلم: أبوالعز توفيق
يشهد التاريخ على مر العصور أن مصر ومنذ قدماء المصريين، هي بلد لجميع الأديان، وهي أيضًا بلد الإيمان والتوحيد، وكان الإله إخناتون عند الفراعنة رمز التوحيد، أما عن المسيحية؛ فقد ظهرت في مصر على يد مارمرقس الرسول، وذلك قبل ظهور الإسلام بحوالي ستمائة عام، وجاء الإسلام إلى مصر "الفتح العربي لمصر" على يد عمر بن العاص، وأدرك الأقباط أن الحكم العربي أكثر تسامحًا من الحكم الفارسي، وقد تم تخيير المسحيين بين حلين هما:

1-  اعتناق الإسلام والامتناع عن دفع الضرائب
2-  أو قبول حماية المسلمين مقابل دفع دينارين لكل رجل يصلح للقتال

أي أصبح هنالك دينان ولكن شعب واحد، وأصل واحد، ونسيج واحد لا يمكن تفرقته، ولغة واحدة هي اللغة القبطية والتي كانت تستعمل في الدواويين الحكومية كلغة رسمية للبلاد، لمدة أربعة أعوام بعد الفتح الإسلامي لمصر، وجاءت بعدها اللغة العربية.

لذلك حزنت جدًا بتسمية أقباط مصر بالأقليات، فنحن جميعًا أصحاب هذا بلد وأهله ولا يمكن التفرقة بيننا وبين المسلمين، حيث إننا نسيج واحد لم تفرق بيننا الحروب لا بل مات الجندي المسلم والمسيحي سويًا.

فمصر الآن ليست بلد المسلمين وحدهم ولا بلد الأقباط وحدهم، فمصر بلد لجميع المصريين، ولكننا نحمل لقبًا واحدًا هو أننا مصريون، لقد نشأنا مسلمون ومسيحيون في بئية ومناخ واحد، فكلنا لدينا انتماء للوطن، لكننا في هذه الأيام نجد بعض السوس الذي ينخر في جسد الوطن الواحد مصر، وظهرت موجة من التعصب الديني، وبلغت زروتها وهذا يرجع إلى الجهل والكراهية، فالتعصب يعني عصب العين وإغلاقها حتى لا ترى وتفهم عقائد الآخرين.

إن التعصب نار على طرف عود ثقاب مشتعل يمكن بسهولة لأي جاهل أن يُلقي عليها الغاز لتصبح حريقا يأكل الجميع ولكن يمكن للعقلاء أيضًا أن يلقوا عليها الماء لإطفائها ".

ويجب على الحكومة المصرية تدعيم الوحدة الوطنية بين أبناء الوطن بأن تتم المساواة بين الأقباط والمسلمين، فقد يجد الأقباط صعوبة بالغة في ممارسة حقوقهم سواءً في الوظائف أو بناء الكنائس، فقد تستغرق الموافقة على بناء وترميم كنيسة عدة سنوات بعكس الموافقة على بناء مسجد، فقد لا تستغرق عدة أيام، فأين إذن الوحدة الوطنية التي تنادي بها الحكومة؟ غير ذلك لا يجب على آئمة المساجد الهجوم والقذف والشتيمة على المسيحيين وتحريضهم على كراهية الأقباط، ويجب عمل ندوات تثقيفية، لهم كما يجب على المدارس والمعاهد والكليات عمل ندوات توعية عن الوحدة الوطنية، كما يجب محاربة التطرف والتعصب الديني ومحاسبة كل متطرف بحزم.

نحن جميعًا نعبد ربًا واحدًا، كل بطريقته، ونعيش في بلد واحد، ونتكلم لغة واحدة، نحن وحدة فريدة من نوعها تتميز بها مصر، نحن جميعًا مِصريون.

وأخيرًا أرجو أن تتحقق المساواة بين أبناء الوطن الواحد وأن يحترم المسلم دين أخيه المسيحي.

شارك بآرائك وتعليقاتك ومناقشاتك في جروبنا على الفيس بوك أنقر هنا
أعرف مزيد من الأخبار فور حدوثها واشترك معانا في تويتر أنقر هنا
  قيم الموضوع:          
 

تقييم الموضوع: الأصوات المشاركة فى التقييم: ٠ صوت عدد التعليقات: ٥ تعليق