CET 01:00:00 - 30/04/2010

مساحة رأي

بقلم / رامى حافظ
" أنا البرادعى يا حسنى " و " البرادعى رئيسا 2011 " و " الحملة القومية المستقلة لدعم البرادعى " كلها نشاط الكترونى قوى ومكتف وشديد الاهمية بينما الاهم أن يتحول الى حركة فى الشارع بحيث يصبح نشاط ملموس وهو ما يقلق النظام المصرى وخاصة بعد تجربة 6 إبريل الاولى والتى  تابعها مبارك من إيطاليا فى حضور قمة الاغذية العالمية وهو نشاط غير معتاد للرئيس مبارك فى حضوره لأنشطة خاصة بهذه المنظمة والقى خطاب برغم اختلفنا معه الا انه كان خطاب مهم ومن مسئول عن دولة نامية حقيقة .

ونحن هنا نوجه تحية للمرشح المحتمل الدكتور محمد البرادعى الحاصل على جائرة نوبل للسلام وهى معروفة أنها سياسية فى المقام الاول مما يؤكد أن يتمتع بحنكة سياسية كبيرة فى ظل مبارك الذى فشل فى الحصول عليها برغم ما قدمه للغرب من خدمات عظيمة ، ضف إلى ذلك الرغبة الامريكية التى كانت موجودة ولا ترغب فى ذلك حتى لا تكون جائزة على ما فعله ضد التدخل فى العراق ، أما عن أهم تحية تكون على تحركه المدروس جيداً حيث بداً بموقف هادئ وأختياره للوقت المناسب للإعلان عن نيته الرغبة فى الترشيح للرئاسة ثم الحديث عما يدور برأسه والتى جاءت بعد قراءة متأنية للواقع المصرى والاستشهاد بالتقارير الدولية لانها نفس  الاداء التى يستخدمها النظام لتبرير مواقفه أو التدليل على أنجازاته والتقدم والرفاهية التى نعيش فيها متناسياً شهادة شعبه .

وهنا من لابد من التأكيد على أهمية أن يتحول النشاط الالكترونى الى حركة فالمقومات التى تقوم عليها تقوم عليها فقد وصفتها فى مقالى السابق عن " المازق " ، وبمراقبة تحركات البرادعى وضح أنه فهم الرسالة التى أرسلها المواطن العادى آليه أذا كنت تريدنا معك تعالى لتقود الحركة وتكون على رأس المسيرة أما خطورة التحرك تأتى ممن حوله الذى يؤكدون انهم  الذين اقنعوه بأن ينزل الى الشارع ويرجع ذلك إلى أن مثل هذه الخطابات ستسبب فى مشاكل قريباً ضف إلى ذلك أن هذه  الشخصيات محروقة وله سابقة مع النظام فى الدفاع عنه بشكل أو بآخر حيث كانت مواجهتهم مع بعض الشخصيات التى كانت حول الرئيس أو مازالت موجودة دون التطرق آليه شخصياً فمن أين أتت هذه الشجاعة ؟؟؟؟

وبعيداً عن تحليل مواقف الشخصيات التى حول البرادعى ومواقفها السابقة نستطيع أن نؤكد أو نتوقع بكل بساطة الخطوات القادمة لهذه الشخصيات فى حالة أى مواجهة حقيقية مع النظام وبغض النظر عن هذا النقد الا أنه الكل يتوقع فطنة وذكاء البرادعى فى إدارة هذه المجموعة وهو ما ينقلنا إلى نقطة فى غاية الاهمية وهى تحول الحركة هلامية وفوضوية وغير منظمة الى حركة تستطيع التغيير بمعنى أدق صناعة حركة تستطيع أن تقف وتقرر وان تحدث تغيير ناجح وآمن فى ظل شعب أدمن الاستقرار حتى وصل الى مرحلة لا يمكن وصفها فمن يستطيع أن يخرجه حالياً من منزله ؟؟؟

ولوصول البرادعى إلى قمة السلطة بأعتباره رمزاً لمطالب الحركة الوطنية فبالتالى هناك طريقين الأول القفز عما موجود حالياً أى غير الرسمى أو ما يسمى عند الشيوعين الطريق الثورى أو عند الليبرالين الثورة السلمية وعند الاسلاميين الانتفاضة أم الطريق الثانى داخل الاطار الرسمى الدستورى والقانونى الموجود الآن .

وكلاهما قانونى وسياسى فالأول طريق ثورى وفى حالة تجمع المواطنين حوله لمساعدته للوصول إلى السلطة يعنى أن الامة ترفض الوضع الحالى بكل تفاصيله وعملت على تغيير بطريقة شاملة وكاملة وهى طريقة دستورية وسليمة باعتبار أن الأمة مصدر السلطات وبالتالى هى التى تشرع تحكم وتحاكم وهو الطريق غير الرسمى اى يناهض السلطة الحامكمة وهو ما سنتحدث عنه فى هذا المقال وسيكون عن صناعة القيادة وطريق الادارة وممن تتكون ؟؟؟؟

•مكونات الحركة :ـ 
ويجب التأكيد هنا قبل الحديث عن مكونات هذا الحركة أن هناك مؤسسات رسمية هزيلة وضعيفة ومفتقدة الشرعية وسيكون اللعب معها فى منتهى الخطورة لان أى تحرك من هذا النوع سيقابل بمنتهى القسوة من قبل النظام وعلى رأس هذا المؤسسات النقابات وترجع خطورة هذا إلى أعضاء النقابات فى الوقت الحالى يعيشون أسوء حالاتهم الاجتماعية والقيادات النقابية الحالية تعمل على أجهاض أى تحرك للعمال فى أى صورة .

فأولى الفئات المغضوب عليها الآن هى العمال وذلك لأسباب عديدة نعلمها جميعاً أم سبب البدء بهذه الفئة لانهم غاضبين وبشدة ، وتتمثل الفرصة فى أن الكيانات المفترض أن تمثلهم فى حالة عداء مع العمال وتعمل لمصلحة النظام فقط – ضرب اعضاء النقابة بالجزم فى اضراب مصنع غزل ونسيج شبين الكوم - ونلاحظ ان كل تحرك للعمال يعلنوا عن سحب ثقتهم من مجلس ادارة النقابة التى تمثلهم وهو ما يؤكد كل التقارير التى راقبت الانتخابات العمالية فى مصر وخاصة الانتخابات الأخيرة والتى تؤكد أن مجالس هذه النقابات لا تمثل بطبيعتها اعضائها لان هناك عمليات استبعاد والذى يمر لا ينجح ، وبالتالى مغازلة هذه الفئة أو الطبقة بعيداً عن التعبير عن افكار صادمة من الممكن ان تستغل أعلاميا ضد البرادعى وهو ما حدث فعلاً ، وللآسف أختاروا ما يقال عنهم معارضين لرد أو الظهور بمظهر المحافظين على حقوق العمال وبالتالى من الممكن أن يكون الرد هذا الدستور لم يختاره الشعب او لم يقره ويترتب عليه علينا أن نعطى للشعب الحرية فى كتابة العقد الذى يحكم به بعيداً عن التصريح .

وأهمية التعامل مع العمال أنهم وقود أى تحرك شعبى ويفضل أن نبدأ بمن خارج الأطر الرسمية والقانونية الموجودة من العمال وهناك العديد من الكيانات الموازية التى على عداء مع النظام فمن الممكن ان تكون العمود الفقرى لهذه الحركة ، والانتقال بعد ذلك إلى الفئات الاخرى وتواجدها فى المجتمع فى عدة صور منها الكيانات السياسية المحظورة أو حركات أحتجاجية أو كيانات سياسية مغضوب عليها من قبل النظام .

أما الفئة الثانية فهى المرأة وهى أهم الفئات المهمشة فى المجتمع ومستغلة بشكل مؤسف وبالتالى على البرادعى أن يمارس دوراً فى الدفاع عن حقوقها والسماح للمرأة أن تظهر بجواره فى الصورة وهو ما يتطلب تكوين تنظيم خاص للمراة داخل " الجمعية الوطنية "  تعمل على الوصول للمرأة فى المناطق الشعبية والصعيد والارياف ولتكن البداية بأقامة مشروعات صغيرة ( تبدأ 500 جنيه الى 5000 جنيه ) وأعتقد أن ستسطيع الجمعية أن تحصل على مبالغ لا بأس بها لاقامة هذه المشروعات وبالتالى ربط هذه الفئة المهمة بمجموعة من المصالح بالجمعية والتأكيد أن هذا النشاط تنفذه الجمعية الوطنية حتى يحفظ المواطنين الاسم كذلك تصل الرسالة سريعاً لأنحاء الوطن .

أما الفئة الثالثة وهى كل الفئات المهمشة الاخرى ولكنها ترجع اسباب مختلفة عن العمال والمراة وهى مهمشة بسبب السياسية مثل حزب الوسط وحزب الاشتراكيين الثوريين وغيرها من الأحزاب السياسية غير المعروفة والحركات السياسية التى تحت الارض وابرزها الشيوعية وخاصة السرية التى تملأ الوطن وغيرها من هذه الحركات أو المهمشة بسبب الديانة مثل المسيحين والبهائيين والشيعة والعائدين الى المسيحية أو المهمشين بسبب الوضع الاقتصادى المعدوميين أو محدودى الدخل وكل هذه الفئات أعتقد انها ستنضم بمجرد الحديث عنها والتعبير عن التعاطف معها وبالحديث عن حقوقهم المفقودة .

وبعيداً عن الفئات وغيرها هناك فئة واحدة ليس لها مصالح وذات أهمية قصوى وتعد شريحة من كل طبقات المجتمع وسترتبط بالجمعية الوطنية بمجرد أن تمثل الجمعية لها البوابة التى ستجعلها أن تحلم وتشعر بالآمل بعد فشل الاحزاب فى الوصول اليها وذلك بالحديث عن حياة كريمة لهم وأيجاد فرصة عمل محترمة بكرامة وتقديم نماذج جيدة بجوار البرادعى وتشجيع هذه الشريحة والوقوف خلفها وهو أهم رسالة لابد أن يقدمها البرادعى من سيسير معه فى أنه سيكون فى أمان .

•طريق أدارة هذه الفئات :ـ
أدارة تعنى هنا عملية التواصل معها وذلك بالحديث عنها دائماً وعن حقوقها المهدرة أم النقطة شديدة الاهمية التعامل مع القيادات المتعاطفة مع الجمعية والبرادعى وتبدأ بدعمها وهنا أذكر أن هناك انتخابات على الأبواب لابد للجمعية أن تكون لها دور فى هذا الماراثون وان تختار قيادات شعبية منها أو من خارجها لتدعيمه لدخول المجالس المنتخبة حتى لو تسببت الجمعية بشكل مباشر فى السقوط فى الانتخابات فيجب أن بتعلق بأذهان الناس أن مساندة الجمعية تعنى المواجهة مع النظام وذلك بظهورهم بجوار الجمعية والبرادعى وأن يأخذوا دور أساسى وقوى لتحريك " الجمعية " فمثلاً من الممكن ان تكون الدعاية فى الانتخابات القادمة صورة المرشح بخلفية صورة البرادعى كذلك أختيار الجمعية شعار يكون لكل المرشحين مثل " الديمقراطية هى الحل " وهو عنوان أصبح يكتب كثيراً وخاصة من كتاب الجمعية على رأسهم الدكتور علاء الاسوانى أنشاء موقع الكترونى لأعلان عن مرشحى الجمعية ومتابعة أخبارهم فى الدوائر الانتخابية لحشد الاصوات وكذلك عملية مراقبة الانتخابات وتوكيل المندوبين وذلك بحضور قيادات الجمعية وغيرها من اساليب الدعاية .

•صناعة القيادة .
المقصودة هنا هى تدعيم القيادات الشعبية داخل مناطقها السكانية وخاصة فى أوساطهم الشعبية والعمل على تقويتها شعبياً ولا مانع من الثناء عليهم وتدعيمهم وخاصة ونحن على أبواب أنتخابات مجلسى الشعب والشورى بل لابد من التعامل مع أى انتخابات حتى لو كانت انتخابات مركز شباب فى حى بسيط ، وهكذا يتحول البرادعى الى تيمة ناجح أو ماركة من يلصقها على صدره ينجح ويكون نجم شعبى وبالتالى ينقل الحماية التى يتمتع بها البرادعى للأشخاص العاديين الذين يلتفون حوله ويشبع الرغبات الفردية أو المصلحية ، وأما النقطة أن تشعر هذه الفئات بانها مهمة فى ظل حاكم لا نراه الا فى الصحف والتليفزيون او عن طريق التقارير الصحفية التى تتحدث عن نشاطه وبالتالى سيتمثل البرادعى بتصرفاته تلك على أن هذا هو اسلوب ادارة الدولة هو التلامس مع مشاكل الناس وهمومهم .

كلمة أخيرة
أهمية أختيار الوقت المناسب لمثل هذه التحركات ولقيادة ثورة التغيير وذلك بالثقة التى سيمنحها البرادعى للمواطن وبالتالى سيكون ثقة متبادلة ونجاح التغيير يكون دائماً بارتباط الفئات العريضة بالبرادعى وأثتناعهم انهم يمثل مصلحتهم المباشرة ، أما عن التعامل الاحزاب وهو عنوان مقال القادم فلابد ان يتم التعامل معهم على أنهم البديل لخطط التحرك وليسوا المحرك الاساسى .
أزمة الثقة التى يعانى أبناء مصر منها وخاصة الشباب هى أزمة عميقة لها مبررات مختلفة وبسبب أطراف عديدة وأخطاء متراكمة ، وبالتالى لمن يريد أن يكون من المجموعة التى حول البرادعى لابد من السماح له ولا مانع فى ذلك فهى جمعية ملك الوطن ، أما المجموعة التى أغلقت على البرادعى عملية التواصل وخاصة من شباب 6 أبريل فمثل هذا التصرف أقل وصف له أنه أحمق ويصيب بالأحباط ولدى الكثير من الاصدقاء الذين حاولوا وباءت كل محاولاتهم بالفشل .

أعتقد أن هذا المقال طويل والسبب يرجع الى أن الحركات غير الرسمية لا يوجد لها أطار واحد موحد وبالتالى يحتاج كل منها الى أسلوب مختلف أما عن الطريق الرسمى وهو عنوان مقالنا القادم .

الاحزاب الرسمية وطريق التغيير " نافذة اخرى للبرادعى "

المقال الموضوع يعبر فقط عن رأي صاحبه وليس بالضرورة عن رأي أو اتجاه الموقع
شارك بآرائك وتعليقاتك ومناقشاتك في جروبنا على الفيس بوك أنقر هنا
أعرف مزيد من الأخبار فور حدوثها واشترك معانا في تويتر أنقر هنا
  قيم الموضوع:          
 

تقييم الموضوع: الأصوات المشاركة فى التقييم: ١ صوت عدد التعليقات: ١ تعليق