بقلم : عماد رشاد
عشن فى الظلام ايتها العذارى الجاهلات ... و اعتقدن كما تشأن ان يسوع قد مات ...
فى نجع حمادى او غيرها مهما دوت صوت الرصاصات ...
وان خلعت الصدور او نزعت الاهات ... فيسوع لن يصمت و لن ينسى ما فات ...
يقول الكتاب المقدس " لان ابليس خصمكم كاسد زائر يجول ملتمسا من يبتلعه" ( 1بط 8:5) فان من فعل فعلته كان كاسد زائر ماجور او كلب حائرمسعور فدائما ما يعمل فى الظلمة لانه ابن الظلمه يولد اما نحن ففى النور لاننا ابناء النور ...
منذ الازل القديم و الزمن العتيق و الشيطان يحارب الله فى صورة الانسان و الغدر و الخيانة هما سمة الشيطان و ابنائه منذ ان قتل قايين اخاه هابيل لانه راى اخاه محبوب فى عينى الرب و طمع لوط فى ابراهيم و معايرة هاجر الجارية لسارة مرورا بمذابح دقلديانوس و نيرون و جاليريوس و ترليان و غيرهم الى نقل جبل المقطم و حقد موسى اليهودى مرورا باستشهاد القديس سيدهم بشاى و احداث الزاوية الحمراء واحداث العياط و بنى سويف و ابو قرقاص و ديروط و احداث الاسكندرية التى لا تهدا و كان السواد الاعظم فى حادثتى الكشح وتلتهما فجيعة نجع حمادى و حتى هو لم يسلم من الاعيب الشيطان الذى كان يجربه لكنه قام و فضح الاعيبه الخسيسة و خزاه عارا فالتاريخ لا يكذب و لكنه شاهد على افاعيل ابليس و حلفائه
فى ليلة عيد الميلاد المجيد الكل فرحان والاطفال والشباب يرتدون الملابس الجديدة رمز لمقابلة المسيح وقد قابلناه بفرح عظيم فى قداس العيد ولكن عند العودة من القداس دوت صوت طلقات البنادق اعتقدنا حينها انها طلقات الفرح و لم نتخيل انها صوت زئير اسود حاقدة استقرت فى صدور الحملان و لطخت الدماء ثياب الحملان و امتزجت اصوات الطلقات باهات الشهداء تلك الطلقات التى اخمدت الفرحة فى صدورنا و التى سمعناها من شرق الارض الى مغربها حينها احتضنت ابنى بين ضلوعى و صرخت ااااااااه يا ابنى لانك كان من الممكن ان تكون الشهيد و بكيت وحفرت الدموع مجرى نهر عظيم على خدى هذا النهر الذى يصب فى قلب يسوع و قلت ملعونة انت ايتها الارض التى شربت من دم هابيل الصديق و ملعونة انت ايتها الايدى الغادرة و ملعون كل من هو ورائك
و لكنى حينها تذكرت ظهور العذراء قبلها فى الوراق و ان يسوع ارسلها لتقوى ايماننا و تعزينا كما كان يفعل ابائنا القديسين فى عصور الاستشهاد عندما كانوا ينزلون من اديرتهم و وحدانيتهم الى العالم ليساندوا ابناء المسيح و يذكروهم انه ليس للشيطان سلطانا على الروح و ما عزانى هى ايضا سيدتنا العذراء و احتمالها ظلم ابناء ابليس لابنها ووحيدها وقولها " ان احشائى تلتهب عند صلبوتك الذى انت صابر عليه من اجل الكل يا ابنى و الهى " فعزاؤنا الوحيد انكم يا كل الشهداء فى حضن العذراء و الشهداء و القديسين , فالفرح لم يتبدل الى حزن كما يعتقد البعض لكنه تبدل الى فرح اعظم فى السماء , فان دمعت العيون او بكت السماء فانها تبكى على الايدى الاثمة التى حالفت الشيطان , وكما قال بولس الرسول " انى عالم بمن امنت , و موقن انه قادر ان يحفظ وديعتى الى ذلك اليوم " وهذا هو وعد المسيح لنا فى انجيل يوحنا " لا يقدر العالم ان يبغضكم , و لكنه يبغضنى انا , لانى اشهد عليه ان اعماله شريرة " فكم هى عظيمة محبتك يا رب ...
وانى لاتذكر يوم امتحن الله ابراهيم و قال له قدم اسحق ابنك ذبيحة ثم تركه يمشى الطريق الطويل و يصعد الجبل و يتحمل مشقته هو و اسحق فى طاعة كاملة و ربطه على المذبح و رفع السكين هل كان الله غافلا عما يحدث ؟ بل كان يرى كل شىء ... بل كان يمتحن محبة ابراهيم و ايمانه و طاعة اسحق وعند اللحظة الحاسمة قال له ارفع يديك لانك لم تمنع ابنك الوحيد عنى فبالبركة اباركك و بالكثرة اكثر من نسلك فلا تظنوا ان الله غافلا او تخلى عنا الى الابد بل هى تجربة يتيحها ليمتحن بها اولاده و يظهر فيها ايماننا و صبرنا ...
فالنتشجع و نتقوى بالمسيح فالتجارب التي تحيط بالكنيسة ، فالآلام والاضطهاد هما اللذان يفرزان إيمان الصادقين من إيمان الكاذبين ، ليعرف إذا كان حقا الذين يتبعون المسيح يتبعونه من قلوبهم , فالله يسمح من وقت الى اخر ببعض الهزات العنيفة من قبل الشيطان و لكن فى نهاية الامر هو الضامن لبقاءها لانه قال ابواب الجحيم لن تقوى عليها وهو ليس بغافل عما يحدث فهو الذى يجرح و يعصب و اننا نؤمن انه هو القيامة و الحياة
فالى كل ام مكلومة و الى كل اب احتبس الدمع و الصرخة بين ضلوعه الرب يعزيكم و كل شعب المسيح يواسيكم فالامكم هى الامنا واحزانكم هى احزاننا
هذا المقال تم نشره فى جريدة نداء الوطن |