CET 00:00:00 - 29/04/2010

مساحة رأي

 بقلم : زهير دعيم
سامي طفل في العاشرة من عمره، خفيف الظِّلّ، مثابر ، يُحبّ الفكاهة والنكتة ، ويُقلِّد الفنّانين والمُعلّمين بشكلٍ جميلٍ ومُتقَن.
 أحبّه المعلمون والمعلّمات في المدرسة ، وهو أحبّهم بدوره ، وأعطوه الفرصة ليقلّدهم ويقلّد غيرهم في الحفلات المدرسيّة والمناسبات، فَبَرَع وحاز  على الاعجاب والتصفيق.
الا ان المعلّم الشّاب منير فقد"زادها " بعض الشيء ، فلم يكتفِ ان يقوم سامي بالتقليد بين الحصّة والأخرى ، بل أطلق عليه اسم سوسو من باب الدّلع والتَّحبُّب،وطلب منه في أحد الأيام ان يقرأهذه الجملةً التي كتبها على الّلوح :
" سوسو يُحبُّ السُّمسُم "
فقرأها سامي : " ثوثو يحبّ الثُّمثُم" حيث أنّ سامي كان يلفظُ السين ثاءً...
وضحك المعلّم كثيرًا ، وضحك الطُّلاب ، أمّا سامي فقد خفض رأسه وصمت ، فقد أحسّ أنّ ضحكهم هذه المرّة لم يكن اعجابًا بل هُزءًا  وسُخريةً.
تضايق سامي يومها كثيرًا ، وقرّر في نفسه ان يترك التقليد والفكاهة ، وقد حاول زملاؤه الطلاب ان يغيّروا من رأيه ، ولكن دون جدوى.

وفي صباح  أحد الأيام ، وحين كان المعلّم منير يشرح موضوعًا  في اللغة العربيّة ، استأذنه سامي بالخروج ليغسل يديه المُلوّثتين بالحبر ، فأذِن له، ولمّا عاد بادر المعلّم قائلا بجدّية تامّة : 
" استاذ منير ، المدير يدعوك الآن اليه في أمرٍ هامّ "
استغرب المعلّم الأمر ولكنه قال في نفسه : لعلّ هناك أمرًا هامًّا فعلا .
ترك المعلّم الصّفّ وتوجّه الى غُرفة المدير  بعد ان أوصى الطلاب بالهدوء والدراسة ريثما يعود.  ونزل الدرجات ليعود بعد لحظات ضاحكًا وهويُشير الى سامي و يقول : لقد فعلتها ايُّها الشّقي وأخذت بثأرك يا سامي ، صحتين، فاليوم هو الأوّل من نيسان !!!
 وضحك الطلاب من كُلِّ قلوبهم  وضحك المُعلّم . أمّا سامي فرسم على ثغرة ابتسامة النّصر وقال  : "من الآن سأعود الى النكتة والفكاهة والتقليد ... أبشروا.."

المقال الموضوع يعبر فقط عن رأي صاحبه وليس بالضرورة عن رأي أو اتجاه الموقع
شارك بآرائك وتعليقاتك ومناقشاتك في جروبنا على الفيس بوك أنقر هنا
أعرف مزيد من الأخبار فور حدوثها واشترك معانا في تويتر أنقر هنا
  قيم الموضوع:          
 

تقييم الموضوع: الأصوات المشاركة فى التقييم: ٣ صوت عدد التعليقات: ٨ تعليق