بقلم: ميخائيل رمزى عطاالله
هناك أشخاص تعرضوا للظلم من قبل أشخاص وظلمهم النظام والدولة، عندما سمعنا بظلمهم قامت الدنيا وأخذنا أيامًا وأسابيعًا في سجال وكلام ومطالبات، لكن بعد فترة هدئنا ونسيناهم ونسينا الظلم الواقع عليهم، ونسينا ما يعانوه وبنسياننا شاركنا في ظلمهم ولم نعد نذكرهم إلا في المناسبات، ومن هؤلاء:
1 - القمص ميتاؤس المحبوس: هل منا من يتذكر هذا الرجل في محبسه أم هي هوجاء تمت في وقتها وماتت هل فعل كل منا ما في إمكانه ليخرج هذا الأب من حبسه هل استخدم السادة وجهاء القوم كما يدعون أنفسهم ما لديهم من علاقات لإخراج هذا الأب
ماذا فعل أبونا ميتاؤس؟ كل الأدلة والبراهين تقول أن الرجل مظلوم قام بعقد زواج بناء على بطاقات من السجل المدني لماذا صدر هذا الحكم الذي ينم على إنه سياسي أكثر من إنه قانوني؟ وقيل أن البنت كانت مسلمة وأصبحت مسيحية، فليكن هذا وما الخطأ في ذلك؟ وإن كان هذا خطأ فأين القول لا إكراه في الدين؟ وأين حرية العقيدة؟ وأن الدين علاقة الإنسان بربه أم هذا مجرد كلام في كلام لماذا هذا الظلم الفادح هل مات ضمير من أصدر هذا الحكم والذين ساعدوه في إصداره هل هم بعيدين عن عدل الله.
اعلم أيها الظالم أن أبونا ميتاؤس يزداد قوة وبركة وقداسة في محبسه وبقدر كل شىء حسن يزداد ه ستزداد أنت من الضربات والأمراض، واسأل فرعون من قبلك عن عدل الله واقتصاصه من الظلمة.
2 - المقاول وأخيه في قضية أبو فانا: هل مازلنا نذكر هذين الرجلين هل نذكر كيف برئتهما المحكمة لكن في يوم البراءة بدل من الذهاب الى منازلهما ذهبا إلى سجن الوادي الجديد معتقلين، كيف حال هذين الرجلين، هل قام أحد أعضاء مجلس الشعب بأى مجهود مع الداخلية لمعرفة سبب اعتقال هؤلاء؟ لماذا هذا الظلم والتلفيق إلى متى تتم لعبة التوازنات القذرة في كل شيء هل يعلم أى مسئول أمني أو سياسي أو تنفيذي أو حتى كنسي، أنه عندما يحل موضوع بلعبة التوازنات فهو ظالم، لأن قواعد هذه اللعبة هى ظلم طرف مقابل طرف آخر، وعادةً يتم ظلم الطرف الضعيف، ماهو حال أسرتي هؤلاء الناس؟
3 - أسر الضحايا: سواء في الكشح أو نجع حمادي أوالعديسات أوغيرهم، هل مازلنا نذكر أسر هؤلاء الضحايا، هل نتذكر ألمهم وحسرتهم على مفقوديهم أم نسيناهم ونسينا ألامهم؟
4 - جرجس بارومي: نحن نذكره الآن لأنه في مركز الأحداث لكن يوم أن يصدر عليه حكم ويُلقى في السجن سيذهب في غيبات النسيان، هل السادة المحققون والقضاة آمنين إلى أن هناك شخصًا له القدرة أن يحاول اغتصاب فتاة على الأسفلت في قارعة الطريق الساعة العاشرة صباحًا، بل هل يستطيع أحد جهابذة هذا البلد أن يأتي بأحد أقدم على هذا الفعل قبل ذلك؟ الكل يجزم أن جرجس سيأخذ حكم رغم براءته التي يعرفها الكل، لكن سيكون الحكم وفقًا للعبة التوزانات، فالكي يتم الحكم على الكموني القاتل لابد أن يُحكم على جرجس البرىِء.
5 - الفتيات المخطوفات: هل منا من يتذكر العذاب والعار والألم الذي تعيشه هذه الأسر؟ أم نكتفي بقراءة الأخبار ولحظات من الضيق وكأن شيئًا لم يحدث هل منا من يساعد هؤلاء الناس بأي طريقة، أنا لا أتحدث عن فتاة تذهب برغبتها إلى اعتناق الإسلام بل من تفعل ذلك برغبتها الكاملة وعن اقتناع فمع مليون سلامة ونتمنى لها كل التوفيق، وعلى الأهل ألا يلوموا أحدًا أو تأخذهم الحسرة لأنها مقتنعة بما تفعل، لكن أتكلم عن الأسلمة الجبرية التي تتم عن طريق الخطف والخداع، فكلاهما شيء بشع.
فالخداع عن طريق الزواج أو المال أو بعد الاعتداء الجنسي كلها مصائب، ولي سؤال .. هل يقبل الله إسلام شخص أتى له عن طريق الخداع؟ الإجابة صعبة جدًا، لأنه لو قبل سيكون الله مضحوك عليه وإن رفض يكون إسلام هؤلاء باطل، ويتضح الوجه الحقيقى للأمر وهوالتعصب الأعمى.
6 - ماريو وأندرو: هل نذكر مدى القلق والعذاب والمعاناة التي تعيشها هذه الأسرة؟ هل نعرف معنى أن يعيش طفلان كان من المفروض أن يتمتعا باللعب ومشاهدة الأنشطة وأن يعيشا سنهما هذه الفترة، ما لذى فعلاه لكى يلاقيا هذا التعب وهذا الكم من المشاكل؟ لماذا هذا الإصرار الغريب أمام طفلين لكي يأسلما؟ هل سترتفع راية الإسلام عن طريق إسلا م الطفلين؟ هل يعلم السادة المتعصبين المصممين على أسلمة الطفلين أنهم بذلك يهينون الإسلام إهانة بالغة؟
7 - الذين فقدوا تجارتهم ومحلاتهم في جميع البلاد التي تعرضت لهجوم الغوغاء، ماذا قدمنا لهم؟ هل نذكر آلامهم، هل نذكر حسرتهم؟
8 - كل الذين نسمع بظلمهم ونتأثر تأثير وقتي - وهم كثيرون - ولم نقدم لهم شيئًا
هل نذكرهم؟
وهنا يأتي السؤال .. ماذا نستطيع أن نقدم؟
ولعل هذا السؤال يراود كل منا ماذا نستطيع أن نقدم؟
كل منا يستطيع المساعدة فهناك من يستطيع بعلاقاته والآخر بسلطاته والآخر بماله وإن لم يكن لك فبصلاتك.
صلِ من أجل كل هؤلاء أن يهبهم الله الصبر والقوة ويفرحهم بعد ظلمهم كما فرح يوسف بعد سجنه ظلمًا، والله قادر أن يقبل، وقد يقبل الله صلاة أحدنا، فقدم ولو كأس ماء بارد والله لاينساه. |